اعتقال الجوكر - المروج للبعث - في الكاظمية.. هل نشهد انحسارا لمحبي صدام في مواقع التواصل؟ لماذا يتبنون هذه المواقف الغريبة؟
لديه آلاف المتابعين على "تيك توك"
اعتقال الجوكر - المروج للبعث - في الكاظمية.. هل نشهد انحسارا لمحبي صدام في مواقع التواصل؟ لماذا يتبنون هذه المواقف الغريبة؟
انفوبلس/..
في ظاهرة أخذت تتنامى في الآونة الأخيرة تتمثل في الترويج لحزب البعث المنحل والمحظورة داخل العراق، في أمر غريب بل والأكثر غرابة أنه يتم عبر أناس لم يبلغ غالبيتهم سن الـ 25 تقريباً، وأكثرهم لم يكن موجوداً خلال حقبة النظام البائد الذي كان ديكتاتورياً بامتياز.
مؤخراً، تمكنت القوات الأمنية، من الإطاحة بشاب يافع أخذ من منصة تيك توك الترويج لرئيس النظام البائد صدام حسين، والترويج أيضاً لحزب البعث المحظور داخلياً، في عملية تمت داخل منطقة الكاظمية الواقعة شمالي العاصمة بغداد.
هذا الشاب الذي أطلق على نفسه لقب "الجوكر" أخذ بالتمدد من الـ"تيك توك" إلى منصة يوتيوب وصولاً إلى تطبيق إنستغرام، ويتابعه آلاف الأشخاص على حساباته التواصلية التي يتخذها منبراً لتبييض صورة صدام.
بعد جولة في حسابه على "تيك توك" يظهر "الجوكر" في مقاطع فيديوية وبشكل "ملثم" حتى منتصف الوجه، يرفقها بأغانٍ حماسية وصور موزعة على جوانب المقطع المصور تكون لـ"صدام حسين". كما أنه يجري بشكل دؤوب مشاركات في بثوث حية على "تيك توك".
وفي آخر ظهور له، كان في منطقة الكاظمية يحمل هاتفاً عليه صورة لـ"صدام" وخلفه شخصين ينادونه بـ"جوكر" ويسألونه بالقول: "وين رايح"، ليجيب "إلى الإمام الكاظم".
زمن ملامح الوجه البارزة، يتبين من "الجوكر" بأنه شاب لم يتجاوز سن الـ25 من العمر، وفق التقديرات.
*حادثة الرافدين
ومؤخراً، وضمن ذات السياق الترويجي للبعث، قامت طالبة في كلية الرافدين الجامعة تدعى "عبير طارق علوان" تولّد 2002 بطبع صورة المقبور صدام على قبعة تخرجها، ليتم فصلها بعد ذلك.
وبحسب مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، ظهرت طالبة في قسم تقنيات المختبرات الطبية/ المرحلة الرابعة بكلية الرافدين، وهي تضع صورة للمقبور "صدام حسين" على قبعة تخرجها أثناء مراسيم التقاط صور التخرج في كلية الرافدين، ما أثار جدلاً كبيراً في العراق.
بعد الحادثة، قررت كلية الرافدين الجامعة في العاصمة بغداد، فصل الطالبة عبير طارق علوان من الكلية لوضعها صور المقبور صدام حسين على قبعة التخرج أثناء مراسيم التقاط صور داخل الحرم الجامعي.
يذكر أن مجلس النواب العراقي صوَّت عام 2016 على قانون يحظر الترويج بأي شكل من الأشكال لحزب البعث ورموزه.
وقد ارتكب نظام البعث المباد العديد من الجرائم التي صنفتها المحكمة الجنائية المختصة في العراق على أنها "جرائم إبادة جماعية"، وقد قضت بالحكم على المقبور والمسؤولين المقربين منه بعقوبة الإعدام شنقاً حتى الموت.
*حملات أمنية
وضمن حملة ملاحقة مروّجي الحزب المنحل وأفكاره الإجرامية، أعلن جهاز الأمن الوطني، في (3 تشرين الأول 2023)، الإطاحة بـ 25 مروجًا لحزب البعث في عملية استخباراتية شملت 5 محافظات.
وذكر الجهاز في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أنه "وبعد ورود معلومات استخبارية دقيقة عن وجود نشاطات ترويجية لحزب البعث المحظور في مناطق متفرقة من العراق، شرعت مفارز جهاز الأمن الوطني بحملة واسعة النطاق لمتابعة الموضوع والتحري عن المتورطين".
وأضاف الأمن الوطني، أن "الحملة بدأت في محافظة كركوك ومن خلال الجهد الاستخباري وتعاون المواطنين في الإبلاغ عنهم توصلت مفارزنا إلى 13 متهماً ممن لديهم انتماءات ونشاطات ترويجية لحزب البعث المنحل ما أدى إلى الإطاحة بهم واحداً تلو الآخر".
وتابع الجهاز بحسب البيان، أن "الحملة شملت أيضاً محافظات الأنبار، وبغداد، وكربلاء، ونينوى، بعد أن كثفت مفارز الجهاز من جهودها الميدانية ليتم الاستدلال عنهم والقبض على 11 متهماً خلال ساعات قليلة".
وجاءت حملة الأمن الوطني وفق بيانهم، "بعد ظهور أفرادٍ من هؤلاء المروّجين في مقاطع مصورة تتضمن التمجيد للنظام البائد وقيام آخرين بلصق المنشورات الترويجية المحظورة ببعض الأماكن العامة."
وأشار البيان الى، أن "عمليات إلقاء القبض تمت بناءً على أوامر قضائية وفقاً لأحكام ومواد قانون حظر حزب البعث المنحل رقم (32) لسنة (2016) حيث أُحيل جميع المتهمين إلى الجهات القضائية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".
*الاطاحة بمروّج له اتصال بعناصر بعثية في بريطانيا وتركيا
بدوره، أعلن الحشد الشعبي، في وقت سابق، عن القبض على أحد المنتمين والمروّجين لحزب البعث المنحل في محافظة كركوك.
وذكر بيان لإعلام الحشد، أن "قوة من اللواء 16 ضمن قيادة عمليات كركوك وشرق دجلة بالحشد الشعبي، تمكنت من إلقاء القبض على أحد المنتمين والمروّجين لحزب البعث المنحل في محافظة كركوك".
وتابع البيان، أن "ذلك جاء بعد المتابعة والتدقيق وبعملية نوعية تمكنت قوة من استخبارات اللواء ١٦ لقيادة عمليات كركوك وشرق دجلة في الحشد الشعبي، حيث تمكنت من إلقاء القبض على أحد المنتمين والمروجين لحزب البعث المحظور ونشر المنشورات التي تهدف إلى إثارة الفتنة بين أفراد المجتمع".
واضاف، "كما تبين أنه على اتصال ومتابعة مع أزلام النظام البائد في تركيا وبريطانيا، وقد جرى اتخاذ الإجراءات الأصولية المتَّبعة بحق المعتقل".
*محاولات تخريب وتفجير لإلصاق التهم لجهات معروفة
وعقب عملية القبض على المروجين في المحافظات الخمس، جاء في تفاصيل هؤلاء أنهم كانوا ينوون تفجير العديد من المحال التجارية وإلصاق التهم بجهات وأحزاب سياسية شيعية معروفة.
وفي التفاصيل أيضا، أن هؤلاء كانوا يبثون الفتنة والفرقة عبر ملصقات على الجدران وفيديوهات تمجّد البعث وتذم الأحزاب الشيعية والطبقة السياسية الحالية.
ويقول أحد أصحاب المحال التجارية في الانبار، إن مجموعة من هؤلاء المروجين كانوا يترددون كثيرا في الشارع الذي تتواجد به محالنا ووصلتنا أنباء أنهم يريدون تفجيرها بغية اتهام جهات تابعة للحكومة بالحادثة، ما دفعنا إلى الإبلاغ عليهم لدى القوات الأمنية.
*ما مصير الملقى القبض عليهم؟
وفي السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا، أن القوات الأمنية تمارس دورها في ملاحقة مروجي حزب البعث المقبور بين الحين والآخر.
وقال المحنا في تصريح متلفز تابعته شبكة انفوبلس، إن "كل التنظيمات المنحلة متابعة وملاحقة من قبل قواتنا الأمنية، مبينا أن اللجان التحقيقية لا تفصح عن نتائج التحقيق مع أعضاء حزب البعث المقبور المعتقلين لأنها تخضع للسرية التامة".
وأضاف، أن المتهمين برفع صور النظام المقبور سيُحالون على القضاء، مؤكدا أن أغلب الشخصيات المقبوض عليهم بتهم الأفكار الشوفينية مؤخرا نسبة إدانتهم كبيرة جدا.