اعتقال محمود الفلاحي مجددا في نينوى بعد سنوات من كشف تخابره مع "إسرائيل".. إليك السبب
انفوبلس/ تقرير
ظهرت خلال الساعات الماضية من اليوم الثلاثاء 19 أيلول/ سبتمبر 2023، أنباء عن اعتقال قائد عمليات نينوى السابق الفريق محمود الفلاحي "مجددا" بعد سنوات من كشف تخابره مع "الكيان الإسرائيلي"، وذلك لإدارته شبكة تستغل اسم رئيس مجلس القضاء فائق زيدان.
اعتقال قائد عمليات نينوى السابق الفريق محمود الفلاحي
وتقول مصادر أمنية لـ"انفوبلس"، إن "قائد عمليات نينوى السابق الفريق محمود الفلاحي تم اعتقاله مجددا في محافظة نينوى، على إثر إدارته شبكة تستغل اسم رئيس مجلس القضاء فائق زيدان"، دون المزيد من التفاصيل.
كما لم يصدر أي تعليق أو بيان من الجهات الأمنية الرسمية حول الاعتقال، وكذلك مجلس القضاء الأعلى.
وباشر الفلاحي بمهامه قائداً لعمليات نينوى في ابريل من 2021، بعد تكليفه بهذه المهام خلفاً للمقال اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، لكن في شهر آذار الماضي 2023، تم تكليف اللواء الركن عبد الله رمضان الجبوري بمنصب قائد عمليات نينوى بدلاً من الفريق الفلاحي.
وكان الفلاحي، يشغل منصب قائد عمليات محافظة الأنبار، قبل أن يُنقل إلى مكان آخر، عقب ظهور مقطع صوتي نُسب له نشرته "شبكة الإعلام المقاوم"، واتُهم بالتعامل مع المخابرات الأمريكية.
*مكالمات الفلاحي مع المخابرات الأمريكية
وفي تموز/ يوليو 2019، نشرت شبكة الإعلام المقاوم، مقطعا صوتيا لقائد عمليات الانبار اللواء الركن محمود الفلاحي مع أحد عملاء الاستخبارات الأميركية بالـ(CIA) والتي تضمنت "إعطاء الأخير إحداثيات لمواقع الحشد الشعبي في الانبار بهدف قصفها من قبل الطيران العسكري الامريكي والاسرائيلي".
ويتضمن التسجيل طلب عميل الـCIA من الفلاحي تحديد مواقع المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله في قضاء القائم غربي المحافظة، وأنه سيتم "تسليمها إلى الجانب الإسرائيلي لقصفها".
وفي مكالمة ثانية شكر العميل، قائد عمليات الأنبار على تسلم الجانب الأمريكي الإحداثيات الخاصة بمواقع انتشار الفصيل الشيعي المسلح، قائلاً له إن "كل الاحداثيات كانت صحيحة"، وطلب من الفلاحي "لقاء مع وفد أمريكي رفيع في قاعدة الحبانية الجوية بالمحافظة، لغرض التنسيق المباشر مع الجانب الأمريكي".
كما كشفت أيضا عن رسائل في تطبيق (واتساب) جرت بين الطرفين وكشفت عن إرسال اللواء الفلاحي إحداثيات دقيقة عن أماكن تواجد الحشد الشعبي في الانبار.
ونقلت "شبكة الإعلام المقاوم" وقتها عن مصادر لم تسمِّها أن اسم العميل "هو (سعدي محمد عفات العبيدي)، وهو متزوج ولديه ولد وثلاث بنات، وهو من مواليد محافظة الانبار عام 1985، وتحديداً من منطقة البوعلي الجاسم في الشمال الغربي لمدينة الرمادي".
وأضافت، أن "سعدي العبيدي، ارتبط مع الـ CIA العاملة بالسفارة الامريكية في بغداد منذ عامين، ونشأ ذلك الارتباط في قاعدة التقدم بالحبانية، والتي استقر فيها الوجود الأمريكي، تحت غطاء التحالف الدولي منذ تأسيسه، وكانت بداياته كمصدر للمعلومات عند جهاز مكافحة الإرهاب بين عامي 2012 –2013، كما نزحت أُسرته إلى منطقة الخالدية أثناء المعارك مع عصابات داعش الإجرامية عام 2015، وتضمن عقد العمل بينه وبين الـ CIA راتبا شهريا مقداره 5000 دولار".
وتابعت، أن "مكالمات العبيدي والفلاحي التي تم الكشف عنها قبل أيام، جرت أولاها يوم 14-6 وتحديداً في الساعة الواحدة ودقيقتين من بعد منتصف الليل، فيما جرت المكالمة الثانية في نفس اليوم وفي الساعة السادسة و39 دقيقة مساء، أما المكالمة الثالثة فقد جرت في اليوم التالي عند الساعة الثانية عشرة و20 دقيقة مساء".
وقد أمر وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري آنذاك، بتشكيل لجنة تحقيق في ما نُشر عن كشف قائد عمليات الأنبار اللواء الركن محمود الفلاحي، خلال محادثة هاتفية، مع عنصر في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، إحداثيات مواقع الجيش العراقي والقوى الأمنية والحشد الشعبي.
ووقتها قالت صحيفة الشرق الاوسط، إن قائد عمليات الانبار اللواء الركن محمود الفلاحي يتصل بشكل منتظم مع قيادات اميركية، مشيرة الى أنه ليس بحاجة الى اتصال مع عملاء مخابرات.
وبمجرد تداول التسجيل في وسائل الإعلام، تبنّت الأطراف السياسية العراقية حملة سريعة للمطالبة بمحاسبة "الضابط المتورط"، مشيرةً إلى أن "الضباط الخونة" هم مَن تسببوا في سقوط حوالي ثلث أراضي البلاد في أيدي عناصر تنظيم داعش، عام 2014.