اغتيال الشاب بهاء الهاشمي أمام أنظار شرطة النجدة يثير موجة "غضب" واسعة.. لماذا فعلت سرايا السلام ذلك؟
انفوبلس/ تقرير
في جريمة شكّلت صدمة للشارع العراقي وموجة "غضب" واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، اُغتيل الشاب بهاء الهاشمي في منطقة الحبيبية بالعاصمة بغداد أمام أنظار شرطة النجدة بعد أن استنجد بهم إثر تعرضه للتسليب من قبل مجاميع تابعة لسرايا السلام، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على تفاصيل الحادثة بالتفصيل.
وتقول مصادر أمنية لشبكة "انفوبلس"، إن الشاب بهاء الهاشمي تعرض لمحاولة تسليب من قبل سيطرة تابعة لسرايا السلام في منطقة الحبيبية بالعاصمة بغداد وذلك لعلمهم أنه يملك أموالا في سيارته الخاصة"، مشيرة الى أن "الهاشمي قام بتقديم شكوى في أحد مراكز الشرطة ضدهم".
وتضيف المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، إن "ضابط النجدة طلب منه مرافقتهم للدلالة على مكان السيطرة التابعة الى سرايا السلام، وعند وصول دورية الشرطة أقدمت السرايا على إطلاق النار على الهاشمي وأردوه قتيلاً أمام دورية الشرطة".
يشار الى أن الشاب بهاء الهاشمي يبلغ من العمر 27 عاماً ومتزوج ولديه 3 أطفال ومن سكنة العاصمة بغداد.
وفي تقرير متلفز تابعته شبكة "انفوبلس"، ظهرت والدة السيد المغدور وهي في حالة يرثى لها، وتقول، "ليش هيج مقتدى"، في إشارة الى سرايا السلام التي قامت بقتل الشاب الهاشمي.
كما اتهم ذوو المغدور الهاشمي، سرايا السلام الفصيل المسلح التابع الى مقتدى الصدر بقتل الشاب العشريني في مقاطع مصورة حصلت عليها شبكة "انفوبلس"، والتي تظهر ايضاً آثار الرصاص في رأس الشاب. فيما طالبوا الجهات المختصة، القبض على المتورطين وإنزال أقصى العقوبات.
وحتى اللحظة لم يتحدث أي قائد أمني أو رسمي عن الحادثة، الأمر الذي أثار سخط العراقيين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتساءلوا عن سبب التكتم على خرق واضح للقانون والأمن في العاصمة بغداد.
كما انتشر مقطع مصور يظهر جثة المغدور غارقة في الدماء على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بشكل "واسع"، إلا أن شبكة "انفوبلس"، تمتنع عن نشر المقطع لبشاعته.
وقد أشعلت هذه الجريمة غضباً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات كثيرة بإنزال أشد العقوبات بالفاعلين ليكونوا عبرة لغيرهم، لكن مصادر أمنية ترجح عدم محاسبة المتورطين بسبب تبعيتهم لفصيل مسلح متنفذ في العاصمة بغداد وهو سرايا السلام.
كما رجح مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، حدوث تواطؤ بين دورية الشرطة وسرايا السلام التابعة لسيد مقتدى الصدر، أدى لمقتل المواطن المشتكي سيد بهاء الهاشمي في منطقة الحبيبية بالعاصمة بغداد، مطالبين الجهات المختصة ومنها وزارة الداخلية بحماية المواطنين من هذه المجاميع الخارجة عن القانون.
وتُعد هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث هاجمت سرايا السلام القوات الأمنية ومراكز الشرطة في العديد من المناسبات السابقة، ولعل أبرزها ما جرى في شهر كانون الثاني الماضي، من حدوث اشتباك وتبادل إطلاق نار بين قوة أمنية تابعة الى الشرطة الاتحادية ومجموعة من "سرايا السلام" وسط محافظة واسط.
بالإضافة الى مهاجمة سرايا السلام الشهر الماضي، لمبنى مديرية الجرائم في قضاء شط العرب شرق محافظة البصرة، على خلفية إلقاء القبض على أحد أفراد السرايا بتهمة المتاجرة بالسلاح.
وسرايا السلام تنظيم مسلح في العراق تابع للتيار الصدري الذي يقوده الزعيم مقتدى الصدر، وتم تشكيل هذه السرايا كقوة دفاعية عن المراقد الشيعية لكن ارتكب العديد من جرائم القتل بحق المواطنين الأبرياء.
الى ذلك، يرى الخبير أحمد الشريفي، أن "ما يجري في العراق من جرائم مفجعة أمر خطير، ويعكس الانفلات الأمني وعدم الخوف من العقاب من قبل القتلة والأشخاص الذين يفكرون بالانتقام"، لافتاً إلى أن "العراق يتحول تدريجياً إلى منطقة وحشية بفعل الإهمال لمطالب الناس، وتحولهم تدريجياً إلى مزاجيين وعصبيين يتعاملون بشراسة مع مشاكلهم وأفكارهم، ما يعني أن هذه الجرائم التي تنتشر وتتزايد ليست أكثر من كونها حصيلة سنوات الفوضى وسوء الإدارة للحكومات التي أعقبت الاحتلال الأميركي للبلاد".