اغتيال "فريال سليمان خالد" يحرج الإقليم.. ملف التزوير واحتضان كرد غير عراقيين يعود للواجهة.. ما الذي كانت تفعله قيادية الـ"بككا" في كركوك؟
انفوبلس/ تقارير
في الثامن عشر من الشهر الجاري، قُتلت امرأة تدعى (فريال سليمان خالد) رمياً بالرصاص في حيّ سرجنار بكركوك، وأُثير جدل واسع ونقاشات كثيرة حول جنسيتها وسبب إخفاء هويتها. بعد ذلك كشفت مصادر أمنية بأن "فريال خالد" عضو بارز في حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، وهي سورية كردية، تُدعى زُلال حسكة، وهذا اسمها الحركي، أما اسمها الحقيقي فهو فريال سليمان خالد، وتعمل ضمن خلايا ناشطة لحزب العمال الكردستاني في كل من كركوك والسليمانية، وتسكن في منزل لوحدها منذ عامين ونصف بمدينة كركوك، وتمتلك أوراقاً غير أصلية تظهر أنها عراقية كردية، وهذا ما فتح ملف تزوير حكومة الإقليم واحتضانها كردا غير عراقيين في المناطق المتنازع عليها. فما هي تفاصيل الاغتيال؟ وماذا كانت تفعله القيادية في "البككا" بكركوك؟ ولماذا تبرأت حركة الحرية منها؟
*مَن هي؟
فريال سليمان خالد، الملقبّة باسمها الحركي “زلال زاگروس” أو “زلال حسكة” داخل تنظيمات البكك، انضمت زلال إلى رفوف حزب العمال الكردستاني عام 1992 من الحسكة، بعد عام تمّ إرسالها إلى منطقة الزاب بإقليم كوردستان كمقاتلة في رفوف الگريلا-مقاتلي البكك، أي أن فريال سليمان أو “زلال” كانت إحدى المقاتلات في رفوف الگريلا لحزب العمال الكردستاني لسنوات، بعد عام 2003، عملت زلال في حزب الحلّ الديمقراطي الكردستاني في رانيا وقنديل وأربيل في أطر البكك، عملت في عدّة مناطق في إقليم كوردستان، بعد عام 2005 انتقلت زلال إلى الحسكة بروجآفا كوردستان، وانخرطت في صفوف حزب الاتّحاد الديمقراطي (PYD)، بعد فترة طويلة، استدعى حزب العمال الكردستاني بكك قدامى الكوادر في روجآفا كوردستان للمشاركة في الدورات التربوية والعسكرية في معسكرات البكك في قنديل، وفي هذا الإطار تمّ استدعاء زلال حسكة عام 2018، للمشاركة في دورات KJB وPAJK.
*ما الذي كانت تفعله في كركوك؟
لقد علّلت منسقيّة مؤتمر ستار، وجود القيادية في البككا فريال خالد في كركوك إلى إجرائها لقاءات مع الحركات والتنظيمات النسائية هناك وإيجاد حلول مشتركة لقضايا المرأة.
لكن المصادر تقول عكس ذلك، بعد أن أكد مقربون منها أنه تم تكليفها للانخراط في العمل الحزبي في إقليم كوردستان، حيث بقيت "فريال" في كركوك خلال العامين والنصف الأخيرين وعملت في المنظمة النسوية لحزب العمال الكردستاني والتي تُطلق عليها تسمية (حركة حرية المرأة الكردستانية) و(حركة الحرية).
في هذا السياق، قالت مصادر أخرى، إن حزب العمال الكردستاني أنشأ وحدات في كركوك وغيرها من المناطق، وهذه الوحدات سرية غير معلنة، وهي تدير أعمال المؤسّسات المدنية كافة التابعة للبكك تحت أسماء مختلفة، فهي تعمل تحت أسماء “PKK-PAJK وKJK-KJB” وكانت زلال حسكة تُعتبر من قدامى كوادر البكك في كركوك لهذه الوحدة الإدارية لحزب العمال الكردستاني.
*لماذا تمّ استهدافها؟
بحسب المعلومات، كانت "فريال خالد" تقيم في الدار المخصّص للمؤسّسة النسوية للبكك في حي رحيماوا بكركوك لمدة العامين والنصف الأخيرين، وكان يتمّ استخدام هذا المنزل من قبل كوادر حزب العمال الكردستاني على نطاق واسع، كانت زلال تعمل بمفردها دائمًا، وكشفت المصادر أن مسؤولي حزب العمال الكردستاني في كركوك يقيمون في منازل سرية خفية، ولا يقصد هذه المنازل أحدٌ على الإطلاق، ويتجوّلون في المدينة بسيارات خاصة، بينما الكوادر غير الهامة للحزب أمثال زلال حسكة كانوا يعملون وينتقلون خلال عملهم سيراً على الأقدام دون أية سيارات أو حماية، وهذا ما سهّل عملية استهدافها.
وقالت مصادر مقرّبة من البككا، إن كوادر حزب العمال الكردستاني بكك الذين تمّ استهدافهم في محافظة السليمانية حتى الآن كـ “شكري سرحد (ياسين بولوت)، وزيلان قونيا (ناكهان آكارسال) وزلال حسكة (فريال سليمان) كان من السهل استهدافهم، وقد أصبحوا أهدافاً سهلة لعدم امتلاكهم أية مناصب هامة أو قيادية في أطر البككا.
*تزوير حكومة الإقليم.. أكراد غير عراقيين في المناطق المتنازع عليها
لقد فتحت عملية الاغتيال الكردي ملف تزوير حكومة الإقليم واحتضانها كردا غير عراقيين في المناطق المتنازع عليها، إذ لم تكن "فريال" كردية بل لم تكن عراقية بل كانت سورة من الحسكة، ورغم ذلك زورت حكومة الإقليم هوية لها وفتحت لها منزلا في كركوك.
مصادر أمنية رفيعة في إقليم كردستان، أكدت أن فريال تعمل ضمن خلايا ناشطة لحزب العمال الكردستاني في كل من كركوك والسليمانية، وتسكن في منزل لوحدها منذ عامين ونصف بمدينة كركوك، وتمتلك أوراقاً غير أصلية تُظهر أنها عراقية كردية، وتم اغتيالها من قبل تركيا بعد اقتحام المنزل من قبل مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية وتمكنا من الفرار بعد تنفيذ العملية.
*تجنيس وتغيير ديموغرافي!
شهدت الآونة الاخيرة ظهور ملف جديد، يزيد من تعقيد المشهد بين إقليم كردستان والعاصمة الاتحادية، فقد أثار عدد من السياسيين قضية منح الإقليم للآلاف من أفراد 3 بلدان، الجنسية العراقية، دون علم بغداد.
وبهذا الصدد، دعا النائب السابق عن تحالف الفتح مختار الموسوي، الحكومة إلى اتخاذ إجراءات صارمة، بحق إقليم كردستان، وذلك بعد معلوماتٍ عن منحه الجنسية العراقية إلى أكراد أجانب، فيما حذّر من مساعٍ كردية لإحداث "تغيير ديموغرافي" في المناطق المتنازع عليها.
وقال الموسوي، إن "منح الجنسية العراقية لأكراد غير عراقيين، أمر غير قانوني"، مطالباً الحكومة الاتحادية بـ"اتخاذ إجراءات صارمة لإيقاف هذا الإجراء المخالف".
وأضاف الموسوي، إن "المعلومات تشير إلى أن كردستان تعمل بهذا الإجراء منذ سنوات بهدف توطين أولئك الأكراد الأجانب في المناطق المتنازع عليها لإحداث تغيير ديموغرافي".
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن "قانون التجنيس واضح بهذا الخصوص حيث إن الجنسية العراقية لا تُمنح لأي أجنبي غير متزوج من عراقية إلا بعد إقامته في البلاد لمدة 10 سنوات".
*حركة الحرية تتبرأ من "فريال"
وعقب عملية الاغتيال، وكشف هوية "فريال" الحقيقية وأنها ليست عراقية بل سورية من الحسكة، زوّرت حكومة الإقليم أوراقها الأصلية وأظهرتها كمواطنة كردية، سارعت حركة الحرية التي تنتمي إليها فريال، بالتبرؤ منها وذلك بعد أعلنت أن الأخيرة لا تنتمي للحركة.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم حركة الحرية، بأن المزاعم التي تتحدث عن أن الناشطة فريال سليمان خالد التي قُتلت اليوم في كركوك، ليست عضوة في حركة الحرية.
وذكر المتحدث باسم حركة حرية المجتمع الكردستاني جمعة كريم، إن السياسية فريال سليمان خالد، لم تكن عضوة في حزبهم ولا علاقة لنا بها لكنه قال إن حركته تدين بشدة الهجمات كافة والأعمال الإرهابية ضد أي مواطن كردي.