الأمريكان يتلاعبون بخدمة الـ GBS في الأنبار والطيران العراقي يتضرر.. انفوبلس تكشف أسرار الملف "الخطير"
انفوبلس/ تقرير
تقدم القوات الامريكية المتواجدة في العراق ـ وخصوصاً قاعدة عين الأسد غرب محافظة الأنبار والمناطق القريبة منها ـ على التلاعب في نظام تحديد المواقع GPS، الأمر الذي يشكل ضرراً كبيراً في عمل الطيران الحربي العراقي ضمن مهام تعقب خلايا "داعش" الإرهابي، ولهذا يسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على تفاصيل هذا الملف "الخطير".
ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق، ضمن ما يسمى بالتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ سبتمبر/أيلول عام 2014، ويتوزع الجنود على ثلاثة مواقع رئيسية في العراق، هي قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي، ويضاف للقوات الأميركية، قوات فرنسية، وأسترالية، وبريطانية، تعمل ضمن قوات التحالف، وأخرى ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العراق.
حجب الأمريكان لنظام الـ "GPS" في الأنبار
تشير التقارير الأمنية العراقية – اطلعت عليها شبكة "انفوبلس" - إلى أن القوات الأمريكية المتمركزة داخل قاعدة عين الاسد بناحية البغدادي بقضاء هيت غربي الانبار، قامت بحجب نظام التموضع العالمي أو ما يعرف بـ"GPS"، وذلك بسبب "حدث طارئ".
وبحسب التقارير، فإن "نظام الـ "GPS شهد حجبًا مؤقتًا قبل يومين (8 أيلول/ سبتمبر 2024) في محيط قاعدة عين الأسد غرب محافظة الأنبار والمناطق القريبة منها، وهو إجراء اتخذته القوات الامريكية من خلال الأدوات الفنية التي تمتلكها لأمر طارئ قد يكون تدريبًا او الاشتباه بخطر ما".
وتضيف، إن "نظام الـ "GPS" مهم جدًا في الطلعات الجوية لمختلف المهام وحجبه بشكل مستمر ليس من صلاحية القوات الأمريكية المتمركزة في عين الأسد، مؤكدة إن "جزءًا ليس قليلًا من طلعات الطيران الحربي العراقي تتركز في مناطق غرب الأنبار ضمن مهام تعقب خلايا داعش الإرهابي".
كما أنه لا يمكن التكهن بالأسباب وراء حجب GPS ولكن كل المؤشرات تدلل بأنها أسباب أمنية، وفقا للتقارير الأمنية التي كشفت أن حجب خدمة الـ"جي بي اس" عن الطيران العراقي وأجهزة الرصد حدث في مناطق مختلفة من صحراء الانبار الغربية القريبة من مبنى القاعدة (عين الأسد) وصولا الى مناطق ذات بعد استراتيجي للقوات الامريكية.
وألزمت القوات الامريكية في العراق، القيادات الأمنية العراقية، بإشعارها قبيل تنفيذ أي ضربة جوية تستهدف تحركات المجاميع الارهابية في المناطق الغربية، بحسب التقارير الأمنية التي اطلعت عليها شبكة "انفوبلس"، في خطوة أثارت الاستغراب والاستهجان لدى المراقبين والخبراء في الشأن الأمني العراقي.
وهذا الحجب جاء بالتزامن مع تنفيذ جهاز مكافحة الارهاب وبعملية مشتركة مع جهاز المخابرات الوطني العراقي وبإسناد من طيران الجيش والقوة الجوية، عملية إنزال لقوة محمولة جوا في صحراء الانبار على أحد الأوكار التي كان يستخدمها عناصر "داعش" الإرهابي.
إذ ذكرت قيادة العمليات المشتركة في بيان ورد لشبكة "انفوبلس"، إنه "استمراراً للعمليات الاستباقية لمطاردة ما تبقى من فلول ومفارز داعش الارهابية المهزومة وبعمل ومتابعة استخبارية دقيقة من قبل جهاز مكافحة الارهاب وبتخطيط ومتابعة من قيادة العمليات المشتركة، بإشراف نائب قائد العمليات المشتركة من داخل خلية الاستهداف، وبالساعة 400 من فجر اليوم (الاحد) نفذ جهاز مكافحة الارهاب وبعملية مشتركة مع جهاز المخابرات الوطني العراقي وبأسناد من طيران الجيش والقوة الجوية، عملية إنزال لقوة محمولة جوا في صحراء الانبار على احدى الاوكار التي كان يستخدمها عناصر داعش".
وأسفرت العملية عن العثور على مبرزات فنية مهمة واجهزة وهواتف وحواسيب وسجلات اخفاها عناصر عصابات "داعش" الإرهابية في هذا الوكر، كما أنها تأتي من خلال عمل ونضج استخباري كبير للأجهزة الامنية واستخدام التكنولوجيا والمعدات الفنية والحصول على نتائج مهمة جدا تعود الى اماكن واسماء وتحركات مفارز داعش الخائبة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة بفعل العمل الاستباقي الأمني المكثف، بحسب البيان.
وتُعد المحافظات المحررة من قبضة التنظيم الإرهابي (كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى)، من أكثر المحافظات التي تسجل تحركات لعناصر "داعش" وأعمال عنف في البلاد.
في موازاة ذلك، تصاعدت منذ أسابيع مطالبات أطراف سياسية وفصائل مقاومة عراقية بإنهاء وجود القوات الامريكية والتحالف الدولي في البلاد، وذلك بسبب ارتكابه المزيد من الجرائم داخل العراق تارة في استهداف مقرات الحشد الشعبي واخرى بدعم الكيان الصهيوني بالسلاح المحرم دوليا لقتل أطفال غزة.
خبراء بالشأن الامني تحدثوا لشبكة "انفوبلس"، إن نظام تحديد المواقع العالمي GPS نما بسرعة كبيرة ليصبح تقنية عسكرية أساسية، إذ لا يقتصر استخدامه على توجيه السفن والطائرات فحسب، بل يساعد أيضاً في توجيه الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة لإصابة أهدافها بدقة. ويمكن لنظام GPS تحديد موقع الجنود بشكل فردي وتخفيف حالات الفوضى المحتملة في خطوط الإمداد اللوجستية بالإضافة إلى العديد من التطبيقات الأخرى، مشيرين الى ان حجبه على القوات الأمنية العراقية أو الطيران العراقي يؤثر على علمها.
كما أن تقرير لمجلة breaking defense الأمريكية يقول، إن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) العسكري لعب دوراً حاسماً في تغيير مفهوم الحرب الحديثة، وذلك من خلال عملية تحديد التهديد وتعقبه والاشتباك معه وتدميره. واليوم لا يستطيع المخططون العسكريون رسم مسار مراحل المعارك للتعامل مع الخصوم بدون هذا النظام.
منذ عدة أشهر، رصدت دول المنطقة وجود تشويش يتكرر في تطبيقات الخرائط التي تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي أس"، حيث تعطي هذه التطبيقات، المستخدمين في دول الجوار مواقع مختلفة تماماً عن أماكن وجودهم. حيث تقول تقارير غربية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاول عرقلة صواريخ موجهة من لبنان وغزة والتشويش عليها لمنعها من الوصول لأهدافها بدقة باستخدام أنظمة تشفير للمواقع متقدمة.
ويلحظ سكّان لبنان والأردن ومناطق من سوريا ومصر وحتى جزيرة قبرص بوتيرة متفاوتة، اضطراباً في عمل الخرائط الإلكترونية على غرار "غوغل مابس" المستخدم على نطاق واسع.
وتشير تقارير إلى أن هذا الاضطراب في تحديد المواقع عبر تطبيقات النقل٬ يعود إلى استخدام "إسرائيل" أنظمة تشويش إشارات حديثة في نظام تحديد المواقع العالمي "جي بس أس"، وهي التقنية الأمريكية التي طورتها شركة بي أيه إي سيستمز.
وتلجأ "إسرائيل" كذلك، إلى تقنية تزوير أو تضليل نظام تحديد المواقع العالمي، وهو تكتيك يُستخدم لإرسال إشارات GPS زائفة، بهدف تعطيل وتشويش قدرات الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة بدقة على العمل أو ضرب أهدافها، والتي يمتلك حزب الله ترسانة كبيرة منها.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أوضح في بداية الحرب أن "إسرائيل" عطّلت نظام جي بي إس "بشكل استباقي لمتطلبات تشغيلية مختلفة". وأثار ذلك قلق لبنان التي قدمت شكوى رسمية للأمم المتحدة ضد "إسرائيل" خشية من التشويش على الملاحة الجوية.