الاعترافات تكشف الملابسات.. شرطة بغداد تفك لغز جريمة الزعفرانية بعد تحقيقات وتحريات موسعة

انفوبلس..
أعلنت قيادة شرطة بغداد / الرصافة، اليوم الثلاثاء، القبض على امرأة أقدمت على قتل زوجها في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي العاصمة بغداد، وهربت بعدها إلى محافظة أخرى في محاولة للإفلات من العقاب.
وتمكنت القوات الأمنية من تنفيذ عملية نوعية انتهت بإلقاء القبض على المتهمة، وذلك بعد تنسيق أمني واسع مع الجهات المختصة.
وأفاد بيان صادر عن شرطة الرصافة بأن مفارزها تلقت بلاغاً يفيد بوجود جريمة قتل ضمن منطقة الزعفرانية، وتحديداً في موقع يُعرف باسم "بستان علاوي".
وعلى الفور، تحركت قوة من قسم شرطة الزعفرانية إلى مكان الحادث، وبدأت بإجراءات التحري وجمع المعلومات الأولية من مسرح الجريمة.
اعتراف أشقاء الزوجة
وخلال التحقيقات، أشارت الأدلة الأولية وشهادات قريبة من الضحية إلى احتمالية تورط زوجته في ارتكاب الجريمة. وتم لاحقاً إلقاء القبض على أشقائها بغية الوصول إلى تفاصيل إضافية.
وبحسب الشرطة، اعترف الأشقاء خلال الاستجواب أن شقيقتهم هي من قامت بقتل زوجها باستخدام مسدسه الشخصي، كما سُلم السلاح إلى الجهات الأمنية.
في ضوء ذلك، تم تشكيل فريق عمل مشترك ضم عناصر من قسم شرطة الزعفرانية، ودوريات النجدة، ومكتب مكافحة إجرام الكرادة. وشرع الفريق بتتبع خط سير المتهمة بعد فرارها من بغداد، حتى تبيّن أنها لجأت إلى محافظة أخرى.
وبالتنسيق مع تشكيلات وزارة الداخلية في تلك المحافظة، نُصب كمين محكم أسفر عن القبض عليها. وتم نقلها إلى بغداد، حيث أُودعت التوقيف لاستكمال الإجراءات القانونية بحقها.
والد الضحية يروي التفاصيل
الجيران لاحظوا باب المنزل مفتوحاً صباح يوم الاثنين، فدخلوا ليكتشفوا الجريمة، وعلى الفور أبلغونا نحن والأجهزة الأمنية، التي حضرت إلى المكان ورفعت البصمات وسحبت تسجيلات كاميرات المراقبة
وفي سياق متصل، كشف والد الضحية، منتظر كريم، في تصريح إعلامي، تفاصيل الجريمة التي أودت بحياة ابنه، وهو منتسب في الشرطة الاتحادية. وقال: "ابني قُتل بدم بارد على يد زوجته، وقد استخدمت مسدسه الشخصي لتنفيذ الجريمة، عثرنا على السلاح لاحقاً مخبأ داخل غسالة الملابس".
وأضاف والد القتيل، إن طليق الزوجة، وهو منتسب في الجيش العراقي، قد يكون ضالعاً في الجريمة، مطالباً الجهات الأمنية والقضائية بالتحقيق في هذا الاحتمال بجدية.
وتابع قائلاً: "الجيران لاحظوا باب المنزل مفتوحاً صباح يوم الاثنين، فدخلوا ليكتشفوا الجريمة، وعلى الفور أبلغونا نحن والأجهزة الأمنية، التي حضرت إلى المكان ورفعت البصمات وسحبت تسجيلات كاميرات المراقبة".
وأكد، أن العائلة ستتابع مسار القضية عبر الطرق القانونية، لكنه أشار إلى أنه في حال عجزت الدولة عن تحقيق العدالة، فإنهم سيلجأون إلى الأعراف العشائرية.
واختتم حديثه بالقول: "نثق بعدالة القضاء، ولكن لا نقبل بأن يذهب دم ولدي هدراً".
ولا تزال التحقيقات جارية للكشف عن كافة ملابسات الجريمة، خصوصاً في ظل مؤشرات على وجود شركاء محتملين في تنفيذها، وسط مطالبات شعبية بإنزال أقصى العقوبات بحق الجناة وتقديمهم للعدالة بأسرع وقت.
حادثة مشابهة
وفي حادثة مشابهة، شهدت منطقة الأمين بالعاصمة بغداد، في 16 شباط 2025، حادثة قتل غامضة راح ضحيتها رجل على يد زوجته، وفقاً لما كشفته التحقيقات الأولية.
وقالت مصادر أمنية، إن "التحقيقات بينت أن شقيق الضحية متورط في الجريمة، حيث اعترف بمساعدتها، دون الكشف عن الدوافع التي أدت إلى ارتكاب الجريمة".
يذكر أن مصدراً أمنياً كشف في وقت سابق، عن قيام زوجة بقتل زوجها داخل غرفة نومهما شرقي العاصمة.
وقال المصدر، إن "الزوجة قامت بقتل الزوج الذي يعمل موظفاً في وزارة الكهرباء، أثناء نومه داخل منزلهما ضمن منطقة الأمين مستخدمة مسدس الزوج نفسه".
وأضاف أن "قوة أمنية وصلت مكان الحادث واعتقلت الزوجة قبل أن تلوذ بالفرار، وبحسب ادعائها أنها أقدمت على قتله بسبب مشاكل عائلية بينهما".
مقتل عائلة في مدينة الصدر
وكان مجلس القضاء الأعلى في العراق، قد أعلن في 06 نيسان، أن المحكمة في الرصافة أصدرت أحكامًا بالإعدام بحق ثلاثة مدانين من بينهم امرأة إثر مجزرة ارتكبوها بحق عائلة مكونة من ثمانية أفراد في مدينة الصدر بالعاصمة بغداد.
وتعود الواقعة، لأواخر العام الماضي، حين أقدمت مجموعة أشخاص على قتل ثمانية أشخاص وجميعهم من عائلة واحدة وبينهم أطفال ضمن منطقة مدينة الصدر شرقي بغداد.
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد كشفت في بيان، أنه بعد ورود إخبار بوجود حادث قتل ضمن منطقة مدينة الصدر، توجهت مفارز قيادة شرطة بغداد الرصافة إلى محل الحادث، حيث تبين قتل 3 أشخاص وهم طفلتان وامرأة.
وبعد التوجه إلى محل سكن المتهم، وإلقاء القبض عليه وزوجته، وخلال تفتيش منزله صدم أفراد الشرطة بالعثور على خمس جثث تعود للعائلة نفسها التي كان الضحايا الثلاث ينتمون إليها، ليجري القبض على جميع أفراد عائلة المتهم.
وفي السنوات الأخيرة، تصاعدت معدلات الجريمة في بغداد بشكل ملحوظ، لتصبح من أبرز التحديات الأمنية التي تواجه العاصمة، فقد شهد عام 2024 سلسلة من الجرائم، أبرزها القتل والسطو المنظم، ما أثار قلق السكان ودفع السلطات إلى اتخاذ تدابير أمنية عاجلة.
وفي العام الحالي 2025، لا تزال التحديات الأمنية مستمرة، بل ازدادت تعقيداً مع بروز جرائم التآمر والفساد داخل بعض المؤسسات، إضافة إلى انتشار الجرائم الإلكترونية والاحتيال المالي. وتعاني بعض المناطق من ضعف تطبيق القانون، مما يشجع على ارتكاب المزيد من الجرائم دون رادع.