الحوار العراقي الأمريكي بلا نتائج.. واشنطن تماطل وترك الأمر للدفاع لم يعد مجديا
واشنطن تتحجج بداعش
الحوار العراقي الأمريكي بلا نتائج.. واشنطن تماطل وترك الأمر للدفاع لم يعد مجديا
انفوبلس/..
انتهى الحوار المشترك بين العراق والولايات المتحدة الامريكية كعادته مخيبا للآمال، فلم يخرج بنتائج جدية تحقق مطلب العراقيين بإخراج قوات واشنطن من بلاد الرافدين، فالمماطلة والتسويف أمر متوقع طالما وافقت الحكومة العراقية على نقل المفاوضات من بغداد الى واشنطن، وسط انتقادات للوفد المفاوض ومطالبات بسحب هذا الملف من وزير الدفاع ثابت العباسي طالما أنه ينتمي لكتل سياسية تؤيد الوجود الأمريكي وترفض بشكل قاطع أي مسعى لإخراج هذه القوات من البلاد.
*البيان المشترك
وتسلط شبكة انفوبلس الضوء على نص البيان بين العراق والولايات المتحدة الامريكية حول التعاون الأمني المشترك بين البلدين.
أدناه نص البيان:
قادت وزارتا الدفاع الأمريكية العراقية الحوار الثاني للتعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق في واشنطن العاصمة، يومي 22 و23 تموز 2024، حيث أكدتا التزامهما بالتعاون الأمني والمصلحة المشتركة في الاستقرار الإقليمي.
وناقش الوفدان مجموعة من القضايا الأمنية الثنائية في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق لعام 2008، وفي إطار الاعتراف بشراكتنا الشاملة.
والتقى وزير الدفاع السيد ثابت العباسي مع وزير الدفاع الأمريكي السيد لويد أوستن وممثلين من وكالة التعاون الأمني الدفاعي والقيادة المركزية الأمريكية ووزارة الخارجية وموظفي مجلس الأمن القومي.
وضم الوفد العراقي برئاسة وزير الدفاع، الذي التقى أيضًا بشكل منفصل مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز كيو براون، ومدير جهاز مكافحة الإرهاب، ونائب قائد قيادة العمليات المشتركة في العراق، وغيرهم من كبار المسؤولين الدفاعيين.
وأكد الوفدان الأمريكي والعراقي التزامهما بتطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية وعزمهما على تعميق التعاون الأمني عبر مجموعة كاملة من القضايا لتعزيز المصلحة المشتركة لكلا البلدين في أمن العراق وسيادته، وفي استقرار المنطقة.
ويستند حوار التعاون الأمني المشترك لعام 2024 إلى المناقشات التي جرت خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي السوداني إلى واشنطن العاصمة في أبريل/نيسان من هذا العام وحوار التعاون الأمني المشترك الافتتاحي في الصيف الماضي. وخلال حوار التعاون الأمني المشترك الأول، قرر الجانبان إنشاء لجنة عسكرية عليا ثنائية لتحليل ثلاثة عوامل - التهديد من داعش، والمتطلبات التشغيلية، ومستويات قدرات قوات الأمن العراقية - لتحديد مستقبل التحالف العسكري الدولي في العراق.
واستمر حوار التعاون الأمني المشترك على أساس عمل اللجنة العسكرية العليا على مدى الأشهر الستة الماضية وفي اعتراف بالذكرى السنوية العاشرة القادمة للمهمة العسكرية للتحالف العالمي لهزيمة داعش في العراق. ومن المقرر إصدار بيان مشترك مفصل حول مستقبل مهام ووجود التحالف العالمي في العراق بعد فترة وجيزة في ختام عمل اللجنة العسكرية العليا.
وتعتزم الولايات المتحدة والعراق مواصلة التشاور بشأن تعزيز التعاون الثنائي لضمان الهزيمة الدائمة لداعش بعد أكثر من عقد من التعاون بين التحالف الدولي والعراق. وأشار مجلس الدفاع المشترك إلى الإنجازات التاريخية التي حققها التحالف في العراق وأشاد بملايين الضحايا الذين سقطوا على يد داعش. ويشمل هؤلاء الضحايا مئات الآلاف من الضحايا الذين عانوا في الحملة لهزيمة داعش في العراق، مثل أفراد قوات الأمن العراقية، بما في ذلك البيشمركة، والقوات الشريكة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وأكد الجانبان أهمية استمرار العراق في تقديم الدعم للتحالف الدولي لهزيمة داعش في سوريا وحول العالم.
وبالإضافة إلى ذلك، توصلت الوفود إلى تفاهم بشأن مفهوم مرحلة جديدة من العلاقة الأمنية الثنائية، والتي تشمل التعاون من خلال ضباط الاتصال والتدريب وبرامج التعاون الأمني التقليدية.
وناقش الوفدان كذلك الجهود الرامية إلى بناء القدرات العملياتية لقوات الأمن العراقية من خلال المساعدات العسكرية الأمريكية وبرامج التعاون الأمني، بما في ذلك من خلال المبيعات العسكرية الأجنبية والتمويل العسكري الأجنبي. وأكد الجانبان على أهمية استمرار التعاون لضمان استدامة المعدات العسكرية الأمريكية التي تستخدمها قوات الأمن العراقية. وأكد الوفدان على قيمة التعليم العسكري المهني وبرامج التدريب الفني وقررا تعزيز كليهما.
كما استكشفا الفرص لتوسيع المشاركة العراقية في التدريبات العسكرية الإقليمية التي تقودها القيادة المركزية الأمريكية وتعزيز علاقات الجيش العراقي مع قيادات المكونات الخدمية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية. كما قرر الجانبان البدء في العمل على مذكرة تفاهم لتوفير إطار معزز لعلاقاتهما الأمنية الثنائية في السنوات القادمة، بما في ذلك الآليات لضمان الهزيمة الدائمة المستمرة لمنظمة داعش الإرهابية.
ودعماً لسيادة العراق وأمنه، أكدت الوفود أن البعثة الاستشارية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية لدعم قوات الأمن العراقية في محاربة داعش ودعم وتطوير قوات الأمن العراقية، بما في ذلك قوات الأمن الكردية.
وأكد الممثلون العراقيون التزامهم المطلق بحماية الأفراد والمستشارين والقوافل والمرافق الدبلوماسية للولايات المتحدة ودول التحالف الدولي.
وناقشت الوفود الحاجة الملحة المستمرة لإعادة النازحين والمحتجزين الموجودين حاليًا في شمال شرق سوريا إلى بلدانهم الأصلية ودعم جهود إعادة الإدماج في المجتمعات المحلية في العراق. وتمثل عمليات الإعادة خطًا مهمًا من الجهود في القتال المستمر ضد داعش.
إن النجاح في إتمام الحوار الثاني المشترك للتعاون الأمني يؤكد التزام البلدين بتعميق التعاون الأمني الثنائي في جميع المجالات، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الهزيمة الدائمة لداعش بقيادة العراق وجهود التعاون الأمني. إن العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق تعزز الاستقرار الإقليمي وتمثل التزام كلا البلدين بتعزيز اتفاق الإطار الاستراتيجي الشامل.
*حراك ركيك
وحسب المعطيات السياسية والتصريحات الإعلامية فإن مسألة إخراج قوات ما يسمى بالتحالف الدولي برئاسة واشنطن لن يمر بسهولة خصوصا وأن الوفد الأمريكي الذي يفاوض اللجنة العراقية يفرض الكثير من الضغوط على اللجان المكلفة بخروجهم.
وبعد أشهر طويلة من المفاوضات مع الجانب الأمريكي تولدت شكوك لدى الشعب العراقي والقوى السياسية بأن الحكومة غير جادة في ملف إخراج القوات الأمريكية من العراق حتى بعد انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات التي اعتبرها كثيرون شكلية.
ويؤكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية علي البنداوي، إن بقاء القوات الامريكية القتالية في العراق غير مفيد ولا توجد حاجة فعلية له.
وقال البنداوي، إنه "يجب تشكيل لجنة مختصة لوضع جدول لانسحاب قوات التحالف من البلاد من ضمنها القوات الامريكية"، مشيرا الى أن "مفاوضات بغداد وواشنطن يجب أن تسير باتجاه الانسحاب الامريكي من العراق ولا توقف لهذا التفاوض".
وأضاف، إن "وجود القوات الامريكية والأجنبية على الاراضي العراقية كان بطلب من الحكومات السابقة ووجودها حاليا مرفوض من أغلب الكتل السياسية والشعبية".
وأوضح، أن "القوات الامنية العراقية باتت اليوم جاهزة وأبدى الجميع رغبته بانسحاب ما تبقى من القوات الاجنبية بصورة عامة"، داعيا "اللجنة المكلفة بإنهاء هذا التواجد لحسم هذا الملف وإنهائه".
*إصرار على حرير
قال تقرير لصحيفة ذي ناشيونال البريطانية، إن العراق والولايات المتحدة يقتربان من اتفاق سحب القوات الامريكية، لكن إحدى النقاط الشائكة في المفاوضات هي قاعدة حرير الجوية في أربيل والتي تقول الولايات المتحدة إنها بحاجة إليها بذريعة محاربة داعش في سوريا.
وذكر التقرير ان "الوفد العراقي أمضى يومي الاثنين والثلاثاء في واشنطن لإجراء الجولة الأخيرة من المحادثات الرامية إلى إنهاء التحالف وإقامة شراكات أمنية ثنائية جديدة مع كل دولة لا تزال لديها قوات هناك، فيما قال السياسي العراقي جواد البولاني، عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، إن بغداد وواشنطن تضعان اللمسات الأخيرة على اتفاق انسحاب جميع القوات الأجنبية المشاركة في التحالف في العراق"، مضيفا أن "الجانبين يعتقدان أن مهمة هذه القوات تقترب من نهايتها".
وأوضح التقرير، أنه "وبحسب مصادر مقربة من الحكومة العراقية فإن بغداد وواشنطن اتفقتا على البدء في سحب بعض القوات الأمريكية العاملة تحت مظلة التحالف، لكن المصادر قالت إن بعض القوات الأمريكية والدولية ستبقى بموجب اتفاقيات أمنية جديدة وأحد الأدوار المحتملة سيكون تدريب قوات الأمن العراقية".