الداخلية تتسلم الملف الأمني من قيادة عمليات سامراء.. لماذا رفضت سرايا السلام تسليم قاطعها في البداية؟
بعد مخاضٍ عسير، تسلّمت وزارة الداخلية الملف، الأمني من قيادة عمليات سامراء، وفشلت محاولات العرقلة التي شنتها سرايا السلام، فمواجهة الاسحاقي ورفض تسليم المقرات، لم تُجدِ نفعاً في عرقلة انتقال هذا الملف رغم أن أصوات إطلاق النار على الشرطة الاتحادية لا زالت تَطِنُّ في أُذن الجميع. فماذا حدث؟ وما أسرار التوتر الأمني في سامراء؟ وماذا طلب الأهالي عقب تسلُّم الداخلية الملف الأمني؟
*الداخلية تتسلم الملف الأمني
اليوم الأحد، شرعت وزارة الداخلية، بتسلم الملف الأمني في مدينة سامراء المقدسة.
وذكر بيان للوزارة ورد لشبكة انفوبلس، أنه "تنفيذاً للبرنامج الحكومي لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وبإشراف ومتابعة وزير الداخلية، شرعت الوزارة بإجراءات تسلم الملف الأمني لمدينة سامراء المقدسة من وزارة الدفاع، بحضور قائد قوات الشرطة الاتحادية ونائب قائد القوات البرية".
وأضاف، أن "مراسيم الاستلام والتسليم جرت بين قيادة عمليات سامراء وقيادة منطقة سامراء متمثلةً بالشرطة الاتحادية، لإكمال ما أنجزه الجيش العراقي من مهمة أمنية في بسط الأمن وسيادة القانون لخدمة المدينة وأهلها".
*مواجهة الاسحاقي تفشل في عرقلة الانتقال
من المعروف، أن سرايا السلام تسيطر على سامراء وتحكم قبضتها على كل شيء هناك، ومع وصول الدور إلى المدينة لتسلم ملفها الأمني الى وزارة الداخلية، اعترضت سرايا السلام على ذلك ورفضت تسليم قاطع عملياتها إلى الشرطة الاتحادية.
كانت الشرطة الاتحادية تنفذ الأوامر فقط، والتوجيهات، وعندما توجهوا إلى قاطع عمليات سامراء، اصطدموا بعجلات مسلحة من سرايا السلام ترفض تسليمهم القاطع بل والدخول إليه.
تطورت الأحداث بعد ذلك حتى وصلت إلى حدوث مواجهات مسلحة بين الطرفين في ناحية الاسحاقي بدأه مسلحو السرايا عندما أطلقوا النار على الشرطة الاتحادية وقطعاتهم الرسمية، والسبب واحد، وهو رفض تسليم قاطع العمليات وخروجه عن سيطرتهم.
وتولت وزارة الداخلية في السنوات والأشهر القليلة الماضية الملفات الأمنية لـ6 مدن من الجيش العراقي.
وأعلنت وزارة الداخلية، يوم الأربعاء (25 تشرين الاول 2023)، تسلمها الملف الأمني في خمس محافظات والاستعداد لتسلم هذا الملف في محافظات جديدة، فيما بينت أن نقل المسؤولية الأمنية من وزارة الدفاع الى الداخلية يتضمن إجراءات متعددة أبرزها إعادة النظر بالتسليح.
*رفض تسليم قاطع العمليات
ما كُتب أعلاه، برهنه مواطنون من داخل سامراء بعد أن أكدوا أن سرايا السلام رفضت تسليم قاطعها لقيادة عمليات الشرطة الإتحادية وردت بأطلاق النار على القوات الأمنية في سامراء.
ويقول أحد الناشطين في سامراء مستغرباً، "وزارة الداخلية شرعت باستلام الملف الأمني في الموصل وصلاح الدين والأنبار، فلماذا ترفض السرايا تسليم سامراء؟ أهي ملك لهم؟" يتساءل الناشط.
وتابع، "السرايا ترفض تسلم المقرات والسلاح في سامراء ومقتدى الصدر يومية منزل جريدة عن الإصلاح والسلاح المنفلت والمليشيات الوقحة، كيف يحدث ذلك؟".
*توتر أمني
يشكو أهالي سامراء باستمرار من طريقة تعامل سرايا السلام معهم، حيث يؤكدون أنهم يعيشون في مكان أشبه بالسجن بعد أن فرضت السرايا إجراءات صارمة ومعقدة على الداخلين والخارجين من المحافظة.
ويقول خبير أمني، إن "سرايا السلام تسعى إلى فرض سيطرتها وسطوتها على سامراء بالكامل وترفض تدخل أي قوة ودائما ما تتسبب بتوترات أمنية مع الأجهزة الحكومية".
ويضيف، إن "من أسرار التوتر في سامراء هو السلوك الذي ينتهجه أفراد السرايا في إدارة المحافظة واستعلاؤهم على جميع القوى ومحاولتهم بسط نفوذهم على واردات المحافظة".
من جانبه يقول أحد المدونين، "بدون سحب سلاح الجريمة المنظمة والفوضى القاتلة من سرايا السلام وحل هذه العصابة وتحرير سامراء المقدسة من وجودهم وملاحقة قادتهم وزجّهم بالسجون العراقية، لا يمكن تنفيذ قانون أو احترام قضاء أو مؤسسة أمنية أو السيطرة على انتشار تجارة المخدرات أو نهب المال العام أو تهريب الآثار العراقية أو صناعة هيبة للدولة والحكم او استمرار لعمران محافظات او بناء لإنسان عراقي حُر وسَويّ وإيجابي".
*أبرز اعتداءات السرايا على القوات الأمنية
بعد الانتخابات البرلمانية في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، أعلن الصدر في 29 من الشهر ذاته، إغلاق كل مقار "سرايا السلام" باستثناء 5 مدن، وهي النجف وكربلاء وصلاح الدين (سامراء) وبغداد خلال 15 يوما، وعودة المسلحين كأفراد في التيار الصدري.
ودخلت السرايا باشتباكات عنيفة ضد القوات العراقية المكلفة بحماية المنطقة الخضراء نهاية أغسطس/ آب 2022، ووقع العشرات من القتلى والجرحى من الطرفين، إثر حالة الانسداد السياسي التي شهدتها البلاد.
واندلعت اشتباكات عنيفة أيضا بين "سرايا السلام" والشرطة العراقية في أغسطس/ آب 2022 في مدينة البصرة جنوبي البلاد، عقب إعلان الصدر اعتزاله السياسة نهائيا وإغلاق مؤسساته عدا تلك التي تقدم الخدمات الدينية والتراثية.
وفي السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2022 أعلن الصدر تجميد جميع الفصائل المسلحة التابعة للتيار الصدري، بما فيها "سرايا السلام"، عدا محافظة صلاح الدين وما حولها.
يذكر أن سرايا السلام كانت تتولى الملف الأمني لمدينة سامراء منذ تفجير المرقدين العسكريين عام 2006 بذريعة حماية المراقد المقدسة، ولكنه وفق خبراء بالشأن الأمني هو مخطط كبير لبسط السيطرة على هذه المنطقة وتغيير ديموغرافيتها.