الشاب محمد مصطفى الشمري يذهب ضحية غدر صديقه.. قتله ودفنه مع دراجته أمام منزله
انفوبلس/ تقارير
بعد أن طالب بأمواله، قُتل ودُفن أمام منزله مع دراجته، هذا ما حدث في بهرز بمحافظة ديالى، حيث جريمة أدمت قلوب الجميع، قصة صداقة تحوّلت إلى غدر وانتهت بدم، ضحيتها الشاب محمد مصطفى محمد الشمري الذي تم العثور على جثته بعد 17 يوما من اختفائه، فما أصل الحادثة؟ وما الذي رواه ذوو الضحية؟
جثة بعد اختفاء لـ17 يوما
في ناحية بهرز بمحافظة ديالى، عثرت القوات الأمنية قبل يومين على جثة الشاب "محمد مصطفى" مدفوناً مع دراجته بعد اعتراف صديقه بقتله ودفنه في أحد بساتين منطقة - باب الخان "الجانب الصغير" حيث يقع البستان مقابل منزل الجاني.
وبحسب المعلومات المتاحة، وبمتابعة دقيقة من قبل شبكة انفوبلس، فإن الشابين من مواليد الألفينات، وأن السبب وراء الحادثة، هو خلاف على مبلغ مالي استلفه الضحية من الجاني ولم يُعيده.
ووفق المعلومات ذاتها، فإن القوات الأمنية ألقت القبض على الجاني ومازالت تُجرى متابعة الإجراءات القانونية بحقه.
سبب الجريمة
حاولت انفوبلس التقصي عن سبب الجريمة الغادرة، وتوصلت إلى أن الضحية يطلب صديقه الجاني مبلغا من المال، وعندما ذهب لمطالبته به قتله صديقه المطلوب وأخفى جثته.
وقد توصلت القوات الأمنية إلى الجاني، واعترف بجريمته، حيث قتل محمد ودفنه في بستان قريب من دار الضحية بعد مطالبته بالدين.
أحد أقارب الضحية يروي التفاصيل
في غضون ذلك، روى أحد أقارب الضحية تفاصيل ما حدث، وقال: "محمد يطلب أحد أصدقائه مبلغا من المال، وعندما ذهب لجلب المبلغ اختفى.
وأضاف، "بقينا نبحث على محمد لمدة 17 يوما، فذهبنا إلى مراكز الشرطة والطب العدلية والأمن الوطني ولكن دون جدوى".
وأكمل، "قبل ثلاثة أو أربعة أيام، بعث لنا ضابط الشرطة رسالة لزيارته، وعندما ذهبنا أكد لنا التوصل إلى منفذي الجريمة، وطلب منا الذهاب إلى قاضي الخفر في المحكمة وإقامة دعوى قضائية كون الجاني هو "فلان ابن فلان".
وختم أقارب الضحية، "بعد دعوة الضابط، ذهبنا وأقمنا دعوى قضائية لتقدم القوات الأمنية في الليل على القبض عليه وبحوزته المبرزات الجرمية، حيث تبين أنه دفن الضحية مع الدراجة".
إنزال أشد القصاص بالجاني، لاسيما وأنه صديق المغدور وتربطهم علاقات عائلية، هو ما طالب به ذوو الضحية الذين أكدوا أن ما حدث هي سلوكيات دخيلة على مجتمع ديالى أوصلت شريحة الشباب لمراحل خطرة من العنف.
علاقة "الببجي" و"الأركيلة" بالجريمة
بدوره، يشدد قريب آخر للضحية، على ضرورة "الوقوف على أسباب هذه الجريمة، كون الجهات المعنية ستأخذ القصاص العادل من الجاني بالفعل، لكن الأصل من المسألة هو الوقوف على الأسباب الذي قادت وربما ستقود لمثل هذا السلوك".
ويقول: "بصفتي تربوي، فإن أسباب هذه الجريمة تعود إلى سوء التربية، وسوء المتابعة من الأهالي لأبنائهم، أن الكافيهات أصبحت مرتعا للتربية السيئة ورغم ذلك عند الخروج ليلا نجدها تعجّ بالشباب حيث لعب الورق والقمار والأراكيل".
ويكمل، "أما السبب الآخر لمثل هكذا جرائم، فهو الهاتف وما يحتويه من برامج وألعاب كالببجي وغيرها من ألعاب تشجع على العنف".
مختصون اجتماعيون
يقول هؤلاء عن هذه الجريمة، إن عوامل اجتماعية دخيلة كثيرة أسهمت بزيادة جريمتي القتل والانتحار في ديالى التي يغلب عليها الطابع العشائري والتي كانت بعيدة عن مثل هكذا احداث حتى وقت قريب.
ردود فعل غاضبة
لقد نجم عن الجريمة ردود فعل غاضبة، رصدت انفوبلس أبرزها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمدونين ومدونات جاء فيها:
ـ "هي هاي نهاية الصداقة وين عايشين بغابة أحنا"؟
ـ "البارحة آخ يقتل أخته واليوم صديق يقتل صديقة.. بعد بيمن نثق"!
ـ "تحس عايشين بغابة، شلون واحد يأمن على أولاده بعد اذا اقرب صديق هيج يسوي، صدك الصداقة مو مثل قبل"!
ـ "بهرز عبارة عن غابة وحوش صارت.. صداقة هل وكت عوذه منها"
ـ "لو متربي اللي ارتكب هالجريمة واهلة موكلينة لگمة حلال ماجان يسوي هيج بس تربى ع الحرام شيتوقعون يصير دكتور أكيد مجرم"
ـ "هذا وكتنا العنده ابن او بنت لا يأمن عليهم ويخليهم يصادقون ويعمقون علاقتهم بالمجتمع لان الناس تغيرت وبالأخص هذا الجيل صار يخوف الاخو ميتأمن بأخو مو عاد يأمن بصديقه"
ـ "دخيلك ربي بعد ماكو امان، لاحول ولا قوة الا بالله، أصبح القتل مثل شربة الماء"!
انحدار أخلاقي
في النهاية، يقول أحد المختصين، إن "قتل إنسان بسبب خلاف على مبلغ مالي هو فعل لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، فبدلاً من اللجوء إلى القتل كان بإمكان الجاني إبلاغ أهل الضحية أو اللجوء إلى القانون لحل الخلاف ولكن اختياره لارتكاب هذه الجريمة البشعة يدل على قسوة لا تغتفر وربما يشير إلى خبرة مسبقة في ارتكاب مثل هذه الأفعال الإجرامية".
وأكمل، "فمجريات هذه الجريمة دلالة على أنها ليست مجرد نزاع مالي حيث إنها تشير إلى انحدار أخلاقي وخطر كامن في نفوس بعض الأشخاص الذين يعتبرون العنف حلاً مقبولاً، يجب أن تكون هذه الحادثة صرخة تذكير لنا جميعاً بضرورة تعزيز القيم الإنسانية واللجوء إلى الحوار والتفاهم لحل النزاعات كما ينبغي على المجتمع والقانون التعامل بحزم مع مثل هؤلاء الجناة لضمان تحقيق العدالة ومنع تكرار مثل هذه الفظائع".