الغضب العراقي لايزال مستمراً.. المقاومة تتوعد اردوغان بنقل المعركة إلى عقر داره
انفوبلس/..
أمطرتْ سماء نينوى، نيرانًا على أكبر قاعدة عسكرية للاحتلال التركي في العراق، لتدكَّ أهدافًا مهمة لم يكن “السلطان العثماني الحالم” يأخذها في الحسبان، بعد جريمته التي ارتكبها في محافظة دهوك، وخلّفت شهداءً وجرحى من المدنيين العزّل.
وتعرّض مصيف قرية برخ، بناحية دركار التابعة لقضاء زاخو في دهوك، إلى قصف شنته المدفعية التركية التي أوغلت في دماء العراقيين، بعد أن اقتحمت أراضي العراق في وضح النهار، أمام أعين مصطفى الكاظمي رئيس حكومة تصريف الأعمال، والذي يتولّى أيضًا منصب القائد العام للقوات المسلحة، الذي يفرض عليه اتخاذ تدابير منذ البداية لردع الاعتداءات التركية المتكررة على الأراضي العراقية، حسبما يرى مراقبون للشأن السياسي.
وفتح القصف التركي الذي انهال على قضاء زاخو في محافظة دهوك، وخلّف شهداءً وجرحى من المدنيين العزّل، جرحًا لم يلتئم، على الرغم من محاولات سياسية وحكومية وإعلامية للتغاضي عن “الجرائم التركية”، كما يُعبّر عنها العراقيون في مواقع التواصل الاجتماعي.
ونظّم المئات من العراقيين الغاضبين الخميس الماضي، تظاهرات حاشدة أمام المكتب الرئيسي المخصص لمنح الفيزا التركية، في منطقة الوزيرية ببغداد، ورددوا هتافات غاضبة تدعو إلى قطع العلاقات مع أنقرة.
بيد أن الموقفين الحكومي والبرلماني لم يكونا بمستوى طموح العراقيين، للرد على “الاحتلال” التركي ثأرًا لدماء الشهداء، لولا أن قالت المقاومة الإسلامية كلمتها هذه المرة، وأخذت زمام المبادرة على عاتقها للقصاص من “القتلة”.
ونشر فصيل مقاوم يطلق على نفسه تسمية “سرايا أولياء الدم”، بيانًا أمس الأول، جاء فيه: “وفاءً لعهدنا وثأرًا لدماء شهدائنا، ولتكرار العدوان التركي المجرم، واستمراره بقصف الأراضي العراقية، وترويعه النساء والأطفال، قام مجاهدوكم في سرايا أولياء الدم، بدك قاعدة الاحتلال التركي في زليكان بعملية مزدوجة ومن مرابض مختلفة بصواريخ “غراد 122ملم” فأصابت أهدافها بدقة”.
وأضاف البيان: “نؤكد جهوزيتنا العالية واستعدادنا الكامل، لنقل المواجهة إلى داخل الأراضي التركية، لتلقين العثماني الحالم والخرف الأحمق، درسًا حيدريًا لن ينساه في حال استمرار رعونيته واستخفافه بسيادة العراق ودماء شعبنا الأبي”.
وكانت القوة الجوية في المقاومة، قد نفذت هجوماً بطائرتين مُسيّرتين نوع (مرداد 5) على قاعدة الاحتلال التركي في ناحية بامرني، اعقبه استهداف قاعدة في بعشيقة بـ 14 صاروخ غراد.
ويؤشّر هذا الاستهداف، مرحلة جديدة من الصراع مع “الغزاة الأتراك”، ولاسيما أن المقاومة العراقية توعّدت بنقل المعركة إلى عقر دار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وعن ذلك، يقول المحلل السياسي حيدر البرزنجي إن السيادة العراقية وللأسف الشديد ما تزال تُخترق وتُستنزف، لعدم وجود حكومة حقيقية تستطيع الحفاظ على سيادة البلد وكرامته، لافتًا إلى أنه كان يجب أن تكون هناك إجراءات رادعة تتمثّل بطرد السفير التركي وقطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية.
ويؤكد البرزنجي، أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها التجاوز من قبل العدوان التركي على الأراضي العراقية، مشيرًا إلى أن استمرار حكومة تصريف الأعمال، هو من شجّع الاحتلال التركي على البقاء في البلاد.
ويردف قائلًا، إن العراقيين لا يمكن أن يقفوا مكتوفي الأيدي في مثل هكذا ظروف، لاسيما فصائل المقاومة الإسلامية التي دائمًا ما تكون سبّاقة في حفظ كرامة ودماء هذا الشعب الجريح.
وأحرج الغضب العراقي العارم، سياسيين كانوا قد تواروا عن الأنظار، خشية أن تطالهم سِهام النقد، لكن “الاوردر التركي” كان أقوى من إرادتهم على ما يبدو، لينطلقوا بسلسلة بيانات خجولة، حاولوا من خلالها حرف أنظار الرأي العام عن المتهم الحقيقي بالقصف، وإلصاق التهمة بجماعات أو جهات أخرى.
بيد أن سياسيين آخرين انبروا بشكل صريح للدفاع عن الموقف التركي المعلن، عبر بيانات وتغريدات اتهموا فيها، حزب العمال الكردستاني بتنفيذ القصف الذي وقع في منطقة قريبة من الحدود التركية، ولا يوجد فيها نشاط لعناصر الحزب.
وفي وقت سابق، علمت “انفوبلس” من مصدر سياسي واسع الاطلاع، على ان “تعليمات” صدرت من قيادة تحالف السيادة، المتمثلة بخميس الخنجر ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، لنواب التحالف، تقضي بمنعهم من عقد مؤتمر صحفي أو الخروج ببرامج خاصة للحديث عن الاعتداء التركي الذي طال محافظة دهوك الأسبوع الماضي.
وتجري قيادات بارزة في تحالف السيادة، زيارات “سرّية”، إلى العاصمة التركية أنقرة، بحسب المصدر الذي كشف عن وجود ترتيبات تجري داخل أنقرة، لضبط الإيقاع السني لصالح الحلبوسي الذي يخشى من الإطاحة به من رئاسة البرلمان.