الـ "آر بي جي" تخرق قدسية النجف.. هجمات مروعة تطال مقار أمنية والتيار الصدري يتلافى ويستنكر.. هل نشهد عملية أمنية في المدينة المقدسة؟
انفوبلس/ تقارير
لم تمنع قدسية محافظة النجف الأشرف، بعض التابعين للتيار الصدري من العبث بمحرابها وزعزعة أمنها بعد أن شهدت ليلة ساخنة تخللتها 5 هجمات مروعة على مقار أمنية رسمية.
المحافظة شهدت ليلة أمس الأحد، إقدام مجاميع تابعة للتيار الصدري على قصف مقار أمنية، منها تابع للحشد الشعبي وأخرى لحزب الدعوة الإسلامية، وذلك باستخدام قذائف الـ "آر بي جي"، ليسارع بعدها التيار الصدري على الاستنكار بعد ردود الفعل الغاضبة والتي رجحت أن تشهد المحافظة عملية أمنية لبسط الأمن فيها والحد من الهجمات المتكررة.
*قصف باستخدام الـ "آر بي جي"!
بعد سلسلة اقتحامات لمقار حزب الدعوة وعمليات تخريب وحرق لمقار أمنية في محافظة النجف وحتى البصرة، أقدمت مجاميع تابعة للتيار الصدري على قصف مقر لحزب الدعوة في محافظة النجف مستخدمةً بذلك قذائف الـ "آر بي جي" والتي كانت تُستخدم في المعارك مع عصابات داعش الإرهابية، وسط استنكارات لخرق أجواء المدينة المقدسة وإدانات للإصرار على إثارة الفتن دون أي أسباب تستحق ذلك.
*الهجمات تطال "بدر والعصائب وأنصار الله الأوفياء"
وبشأن ذلك، أفاد مصدر أمني عن وقوع هجمات مسلحة استهدفت مقار ثلاثة أحزاب في محافظة النجف فجر اليوم الاثنين.
وقال المصدر، إن مسلحين تابعين للتيار الصدري فتحوا، فجر اليوم، نيران أسلحتهم الثقيلة ضد مقرات تابعة "لمنظمة بدر، وأنصار الله الأوفياء، وعصائب أهل الحق" في النجف.
وأشار المصدر إلى إصابة أحد عناصر حماية مقرات منظمة بدر بالهجوم المسلح، فيما لاذ الجُناة بالفرار بعد تنفيذ عملياتهم.
*حرق وإغلاق
تأهب أمني ومخاوف من أزمة شهدها الشارع العراقي، بدأتها مجاميع تابعة للتيار الصدري، منذ أمس الأول، شملت إغلاق عدد من مقار تابعة لحزب الدعوة الإسلامية في العراق، إثر اتهامات وجهها التيار لحزب الدعوة الإسلامية بـ"الإساءة" إلى الشهيد محمد صادق الصدر.
وهاجم أنصار التيار الصدري عدداً من مقار حزب الدعوة في مدينة الصدر ببغداد وفي البصرة وذي قار وقاموا بإغلاقها، وكتبوا عبارة "مغلق بأمر أبناء الصدر" على أغلب تلك المقار، وجاء التحرك هذا إثر تصريحات لرئيس الكتلة الصدرية السابق في البرلمان العراقي، حسن العذاري، على صفحته في فيسبوك، اتهم فيها حزب الدعوة بتوجيه إساءات إلى محمد الصدر.
*العذاري يؤجج
الأحداث تصاعدت بعد منشور العذاري والذي قال فيه، "انتشرت في الآونة الأخيرة وبصورة لافتة للنظر مقاطع ومنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي تُسيء إلى سمعة وسيرة الشهيد محمد الصدر، وتتهمه بالعلاقة مع نظام البعث"، مضيفاً "يبدو أن ذلك يتم من خلال حملة إعلامية منظمة تقودها بعض الجهات، كحزب الدعوة".
محافظة البصرة هي الأخرى دخلت حالة من التوتر، بسبب إغلاق عدد من مقار حزب الدعوة الإسلامية، وجرى تعزيز القوات الأمنية في المحافظة، وقد انتشر أعداد قرب مقار الحزب، في محاولة للتهدئة، مع وجود مخاوف من التصعيد في حال لم يجرِ إيجاد حلول لهذا الحراك الخارج عن نطاق القانون.
*تحشيد للتوجه إلى بغداد وتصعيد الهجمات
لم تكتفِ الجماعات التابعة للتيار الصدري بهجمات وزعزعة الأمن في النجف والبصرة، إذ أفاد مصدر أمني، بأن معلومات أمنية وردت بنيّة هذه الجماعات حرق المقرات التابعة لحزب الدعوة بعد جلسة مجلس النواب اليوم ومن ثم التوجه الى مقر حزب الدعوة الكائن على شارع مطار المثنى في بغداد، كونه المقر الرئيسي، مشيراً إلى وجود "تحشيد" لذلك.
وأخبر المصدر أيضاً، "بملاحظة وجود كتابة على جدار مكتب مرشح لانتخابات مجلس محافظة بغداد، عن دولة القانون في منطقة الشعلة حي الجوادين، وتضمنت هذه الكتابات عبارة (مغلق بأمر أبناء السيد محمد الصدر) مع تمزيق جزء من البوستر الذي يحمل اسم المرشح وصورته.
*المالكي: قادرون على المواجهة لكننا لن ننجر للفتن
بدوره، دعا الأمين العام لحزب الدعوة نوري المالكي السلطات الحكومية لملاحقة المخربين الذين قصفوا وحرقوا واعتدوا على المقرات الأمنية في النجف وباقي المحافظات.
المالكي حذر، "بأنه قادر على المواجهة والدفاع عن حزبه لكنه لن ينجر الى معارك جانبيه مع أي طرف يختلف معه سياسياً".
وأكد المالكي، أن "مواقف الحزب ورؤيته الواضحة في العلاقة والارتباط بالمرجعية الشيعية العليا بشكل عام وخاصة مرجعية الشهيدين الصدرين وهو تأييد مستمر لم يتوقف" في إشارة الى مؤسسه المرجعين الشيعيين محمد باقر الصدر الذي أعدمه النظام السابق عام 1980 ومحمد صادق الصدر والد مقتدى الصدر الذي اغتالته أجهزة النظام البائد عام 1990 ".
*استعراض قوة للعودة سياسيا
وتعليقاً على هذه التطورات، قال رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، إن "ما حصل يمثّل حالة احتقان سياسي كبير جداً من قبل التيار الصدري".
وأضاف: "هناك من يعمل على تغذية هذا الاحتقان، وهذا خطأ، خصوصاً أن للتيار الصدري قوة جماهيرية كبيرة، ولا يزال هذا الجمهور يعتقد أن عملية إقصاء زعيم التيار مقتدى الصدر من المشهد تمثل استراتيجية اتُّبعت من قبل أحزاب شيعية ضمن الإطار التنسيقي، هدفها ليس فقط إنهاء المستقبل السياسي للصدريين، وإنما المسّ بالرمزية الدينية للتيار".
ورأى الشمري، أن "هذا الانفجار الشعبي الصدري، إذا لم تكن هناك خطة لتداركه من قبل بعض قادة الإطار التنسيقي، قد يتوسع خلال المرحلة المقبلة".
وتابع: "على الرغم من أن التيار الصدري لم يعلن بشكل رسمي حتى الآن العودة إلى المشهد السياسي، لكن الإشارات التي صدرت من قبل زعيم التيار مقتدى الصدر أو المقربين منه وقيادات التيار، تؤكد أن عودة الصدريين للساحة السياسية قائمة وبقوة".
*التيار الصدري يستنكر
وعقب عمليات الترويع والقصف الذي طال المقرات الأمنية، ظهر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وهو قرب أحد مقرات حركة أنصار الله الأوفياء في النجف الأشرف والذي تعرض لقصف صاروخ فجر اليوم.
الصدر استنكر هذه الأفعال بعد الردود الساخطة، ووجه تساؤلات إلى السكان وحماية المقر بحال تعرضهم للأذى.
بدوره، قال صالح محمد العراقي المعروف بوزير الصدر، إن الصدر تفقد المكان الذي تعرّض للاعتداء رافضاً العنف واستخدام السلاح من أي جهة كانت ومطمئناً على سلامة الأهالي.