الملف الأمني في ديالى.. تحركات حكومية لإجراء تغييرات وهذه تفاصيل هجوم الغالبية
انفوبلس/ تقرير
لا تزال محافظة ديالى شرقي العراق تشهد خروقات أمنية مستمرة يسقط على إثرها شهداء وجرحى، وآخر هذه العمليات كانت يوم الجمعة الماضي، عندما استهدفت عصابات "داعش" الإرهابية سيطرة أمنية على طريق ديالى - بغداد قرب منطقة الغالبية ما أدى إلى إصابة عناصر أمنية بجروح، وكذلك تفجير عبوة ناسفة على دورية عسكرية للجيش العراقي في محيط المنطقة نفسها.
وتقع محافظة ديالى في القسم الشرقي من وسط العراق وهي من المحافظات التي لها حدود دولية، وتحديداً مع إيران من الشرق، بينما تحدّها من الشمال محافظة السليمانية وجزء من محافظة صلاح الدين، ومن الغرب محافظتا بغداد وصلاح الدين، ومن الجنوب محافظة واسط. وتبلغ مساحة ديالى 17774 كيلومتراً مربعاً، وهي تشكل نسبة 4.1 في المئة من مساحة العراق البالغة 434128 كيلومتراً مربعاً. كما أن ديالى ذات شكل طولي يمتد إلى أكثر من 200 كيلومتر، وتشتهر بالزراعة وبالأخص زراعة الحمضيات، لا سيما البرتقال.
لا تلبث الأحداث الأمنية في ديالى أن تستقر إلا وتعود إلى التصعيد والاضطراب وتُزهق أرواح سكانها وهناك من يستثمر هذا الواقع المرير بهدف تحقيق مكاسب سياسية على حساب دماء الضحايا.
تفاصيل هجوم الغالبية
في يوم الجمعة الماضي الموافق (20/1/2023)، استهدفت عصابات "داعش" الإرهابية سيطرة أمنية على طريق ديالى - بغداد قرب منطقة الغالبية شمال غرب بعقوبة ما أدى إلى إصابة عناصر أمنية بجروح متفاوتة.
وقالت مصادر أمنية لـ "انفوبلس"، إن "جنديين أُصيبا بإطلاق نار من قبل عناصر داعش الإرهابية يستقلون سيارة استهدفوا نقطة تفتيش (الغالبية) 14 كم شمال غرب بعقوبة ولاذوا بالفرار"، مشيرة إلى أن "نقطة تفتيش الغالبية تُعد نقطة رئيسية على طريق بغداد – كركوك وبغداد - ديالى وهو الحادث الأول من نوعه منذ سنوات طويلة".
وبعد يوم واحد من الهجوم على نقطة أمنية، انفجرت عبوة ناسفة على دورية عسكرية للجيش العراقي أثناء واجب تفتيش أمني في محيط منطقة الغالبية 14 كم شمال شرق بعقوبة.
وقالت المصادر إن "عبوة ناسفة انفجرت على دورية عسكري للجيش العراقي أثناء واجب تفتيش أمني في محيط منطقة الغالبية 14 كم شمال شرق بعقوبة وأدت إلى إصابة جنديين بجروح متفاوتة".
إلى ذلك، حدّدت مصادر أمنية رفيعة المستوى أسباب الهجوم الذي استهدف نقطة تفتيش الغالبية موجِّهة أصابع الاتهام إلى تجّار التهريب والمخدّرات لخلو مناطق الحادث من أي نشاط إرهابي أو جماعات إرهابية منذ سنوات طويلة.
*تحرّكات حكومية
بعد يومين من الحوادث الأمنية في منطقة الغالبية في محافظة ديالى وبالتحديد يوم الإثنين الماضي (23/1/2023)، وصل وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، على رأس وفد أمني رفيع، إلى محافظة ديالى.
وذكرت الوزارة في بيان أن "الزيارة تهدف إلى الاطلاع على عمل وإجراءات مديريات وتوابع وزارة الداخلية بالمحافظة، والمستوى الفني والإداري لها، فضلاً عن جاهزيتها القتالية لفرض الأمن والاستقرار بالمحافظة".
وبحسب مصادر أمنية، فإن "الوفد ضمّ وكيل الاستخبارات ووكيل شؤون الشرطة وعددا من قادة الوزارة".
وتضيف المصادر لـ "انفوبلس"، أن "استهداف سيطرة الغالبية على طريق كركوك - بغداد قبل 3 أيام واتضاح أن من قام بهذا الفعل هي عصابات التهريب والمخدرات، التي أصبحت مصدر تهديد مباشر لأمن ديالى".
وتُبيّن، أن "تقرير اللجان التحقيقية حول هجوم الغالبية والذي رُفع إلى مكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتفاصيله كافة، دفع الأخير لمطالبة وزير الداخلية بزيارة خاطفة إلى بعقوبة وعقد لقاءات مع القيادات الحكومية والأمنية، لبحث تفاصيل الأوضاع الأمنية، وخاصة الحرب على المخدرات والجريمة المنظَّمة".
وتتابع، أن "زيارة وزير الداخلية جاءت لتأكيد موقف السوداني بأنه ليس هناك من هو فوق القانون وكل من يتورّط بالتهريب والمخدرات واستهداف القوات الأمنية سيدفع الثمن، فضلاً عن إيصال رسالة بأن محاولات الضغط لتغيير بعض القيادات الأمنية بسبب نجاحها في مكافحة التهريب والمخدرات غير مقبولة".
*حديث عمليات ديالى
أكد قائد عمليات ديالى اللواء الركن علي فاضل عمران، أن طريق كركوك - بغداد آمن بنسبة 100%، فيما أشار إلى أن لجنة عليا تحقّق بالهجوم على نقطة مرابطة قبل أيام وتسبّب بإصابة 3 منتسبين.
وقال عمران، إن "طريق كركوك- بغداد الاستراتيجي المار بمحافظة ديالى آمن بنسبة 100% وليست هناك أي مخاطر أمنية تُهدّد سلامة المسافرين أو القوافل التجارية"، لافتا إلى أن "القيادة تعتمد خطة شاملة في تأمينه على مدار 24 ساعة".
وعن حادث التعرض الذي استهدف سيطرة الغالبية على طريق كركوك- بغداد قبل أيام، بيّن عمران أنه "تم تشكيل لجنة عليا من العمليات المشتركة للتحقيق في ملابساته وهي من سوف تعلن النتائج وستكشف حقيقة ما حصل ومن تورّط به"، مبينا أن "قيادة عمليات ديالى حققت نتائج أمنية في الحرب على التهريب والمخدرات والخلايا النائمة استثنائية من خلال الإحصائيات والتي أعطت استقراراً أكبر في كل المدن".
وأوضح عمران أن "بعض الأحداث يجري تضخيمها في وسائل الإعلام مع وجود شائعات لكن الحقيقة هي أننا نحقق كل يوم منجزاً أمنياً، لكن لا نُعلنه بعض الأحيان لدواعي إكمال التحقيقات".
*زيارات أمنية قبل أحداث الغالبية
وقبل أحداث الغالبية وبالتحديد يوم الأربعاء الموافق (18/1/ 2023) قال مدير ناحية العبّارة (18كم شمال شرق بعقوبة) شاكر التميمي إن "وفداً رفيعاً من وزارة الدفاع برئاسة قائد القوات البرية الفريق الركن قاسم المحمدي وصل إلى ناحية العبّارة في محافظة ديالى لعقد اجتماع موسع ومناقشة 4 ملفات حيوية".
وأضاف، إن "الملفات الـ 4 تمثلت في تأمين القرى في حوض الوقف بشكل عام وإعادة النازحين وزيادة الانتشار ونصب الكاميرات وإعادة فتح الطرق الزراعية المغلقة منذ سنوات".
وأشار إلى أن "الاجتماع تمخّضت عنه سلسلة قرارات مهمة سيجري تنفيذها من قبل لجنة مشتركة شُكِّلت لهذا الغرض"، مؤكداً أن "تأمين العبّارة وقُراها وصولا إلى الوقف ستعزز أمن بعقوبة بشكل مباشر وتمنع حصول أي خروقات".
وبحسب مصادر أمنية وحكومية فإن "الهجمات الأخيرة يُراد منها إرباك الأوضاع الأمنية في محافظة ديالى وتشتيت الزيارات الحكومية التي تهدف إلى السيطرة على أمن المحافظة".
وتشهد محافظة ديالى بين فترة وأخرى خروقات أمنية متكررة وتحركات ملحوظة لـ"داعش"، الذي يستهدف القوات الأمنية والمدنيين، كما ينفذ اغتيالات وخطفا رغم الهدوء النسبي في المدن الأخرى.