المناطق الخاضعة للبيشمركة غير محصنة.. تخوّف من الشريط الحدودي مع سوريا من جهة كردستان
انفوبلس/ تقرير
على الرغم من أن الوضع الأمني على الحدود العراقية مع سوريا يختلف تمامًا عما كان عليه في عام 2014، لكن لا تزال المناطق الخاضعة لقوات البيشمركة تشكل مصدرًا للقلق الأمني، وسط دعوات لإرسال الحكومة الاتحادية قوات عراقية لمسك الشريط الحدودي هناك، فهل ستستجيب القيادات الأمنية أم ستبقى مناطق "رخوة"؟
وشهدت الحدود العراقية السورية على مدى أكثر من عقدين من الزمن عمليات تسلل لجماعات إرهابية مسلحة منها القاعدة وتنظيم "داعش"، فضلا عن عمليات تهريب كبيرة تطورت بعد اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، واستيلاء جماعات مختلفة على المناطق الحدودية مع العراق.
*قلق من المناطق الخاضعة لقوات البيشمركة
يؤكد مجلس محافظة نينوى، ان المناطق الخاضعة لقوات البيشمركة دائمًا ما تكون مصدرًا للقلق الأمني، فيما دعا إلى ضرورة حل معضلة هذه المناطق في أقرب وقت.
ويقول عضو مجلس محافظة نينوى مروان الطائي، أن "مجلس المحافظة اطلع على الاستعدادات الأمنية على الشريط الحدودي"، لافتًا إلى أن "المناطق الحدودية التي تخضع للبيشمركة غير محصنة بالكتل الكونكريتية، وهو ما يعد مصدر قلق".
ويضيف أن "الشريط الحدودي الخاضع للبيشمركة يعاني من اختراقات متكررة"، محذرًا من "وجود مناطق رخوة يجب على الحكومة الانتباه إليها". وشدد على "ضرورة إرسال الحكومة الاتحادية قوات عراقية لمسك الشريط الحدودي الخاضع للبيشمركة لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة".
ويتجاوز طول الحدود العراقية السورية، نحو 600 كيلومتر من منطقة الركبان على الحدود الأردنية جنوبا، وصولا إلى منطقة فيشخابور بالقرب من الحدود التركية شمالا.
يشار الى أن العراق يمتلك أربعة منافذ حدودية رسمية مع سوريا، تتوزع جغرافيا بين معبر سيمالكا في منطقة الخابور بمحافظة دهوك، ومعبر رابعة الرابط بين محافظتي نينوى والحسكة، ومعبري البوكمال- القائم والوليد – التنف اللذين يشكلان شريان الربط بين محافظتي الأنبار ودير الزور.
وبحسب خبراء في المجال الأمني تحدثوا لشبكة "انفوبلس"، فان "الشريط الحدودي الخاضع لقوات البيشمركة كان دائما مصدر قلق أمني، وذلك بسبب ان هذه القوات الكردية لا يمكن الوثوق بهم والدليل ما فعلته في العام 2014 بعد الانسحاب المفاجئ من كركوك والمناطق المتنازع عليها في نينوى وديالى وغيرها.
البيشمركة هي القوات العسكرية الرسمية لإقليم كردستان العراق ويعني اسمها "الفدائيين"، ظهرت هذه القوات كمجموعات مقاتلة في أوائل القرن العشرين دخلت في حروب مع الحكومة العراقية في مراحل متعددة، كما انخرطت فصائلها في حرب أهلية في مراحل أخرى، وفي عام 2005 اعترف بها الدستور العراقي كقوات أمنية للإقليم وعدها جزءًا من القوات المسلحة العراقية. كما لا تزال تفاصيل أعداد قوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق غير محددة بدقة، إذ يستمر الخلاف بين حكومتي بغداد وأربيل حول هذا الموضوع.
في المقابل، تؤكد لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن العراق أبتعد عن مبدأ عسكرة الحدود لتأمين أكثر من 600 كم مع سوريا. ويقول مستشار اللجنة النائب مصطفى عجيل، إن "الاحداث المتسارعة في سوريا دفعت بغداد الى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية وبشكل مباشر لتأمين أكثر من 600 كم من الحدود ضمن خيارات دفاعية بحتة تأخذ بنظر الاعتبار الأولويات للأمن القومي للبلاد".
ويضيف، أن "أكثر من 20 الف منتسب من تشكيلات مختلفة تم ارسالها ضمن مراحل تعزيز مباشرة لأربعة احزمة دفاعية في مسارات حدودية متباعدة مع سوريا لتأمين الأراضي العراقية من عمليات التسلل او أي استهداف مباشر".
ويشير عجيل الى أن "الإجراءات لم تكن ضمن مسارات عسكرة الحدود بل انها اعتمدت بالأساس الى ثلاثة عوامل أخرى داعمة لأمن الحدود منها الكاميرات الحرارية المتطورة والمسيرات بالإضافة الى الجهد الاستخباري الذي يمثل مسارًا استراتيجيًا في تحديد الأولويات ويقدم صورة واضحة عن مجريات الاحداث".
ويتابع، أن "الحدود مع سوريا مؤمنة وهناك طمأنينة من طبيعة الإجراءات التي تم اتخاذها في الأسابيع الثلاثة الأخيرة وهي تأتي كخطوات استباقية مباشرة ضمن رؤية لقيادة العامة لبيعة التحديات وسبل وضع حلول مبكرة لها".
وكانت وزارة الداخلية، أعلنت مؤخرا، عن نجاح كبير يحصل لأول مرة في تاريخ الحدود العراقية، عبر تمكن قيادة قوات الحدود من النجاح في تأمين الحدود العراقية مع دول الجوار بـ2939 دعامة حدودية.
وخلال الأيام الماضية أكد مسؤولون عراقيون توفر معلومات حول معاودة التنظيمات الإرهابية لنشاطه وعبرت بغداد عن مخاوفها من هروب قيادات "داعش" من سجون شرقي سوريا في ظل إعلان تركيا والجماعات الإرهابية التابعة لها نيتها مهاجمة المناطق التي تقع فيها هذه السجون.
وأكد المتحدث باسم العمليات المشتركة ورئيس خلية الإعلام الأمني اللواء تحسين الخفاجي، يوم الأربعاء (11 كانون الأول 2024)، نجاح العراق في تأمين حدوده مع سوريا، من خلال سلسة من الإجراءات الأمنية "القوية" تمثلت في إنشاء خطوط دفاعية وتعزيز قوات حرس الحدود بالأسلحة والمعدات الحديثة.
وقال الخفاجي في تصريح صحافي، إن "قيادة العمليات المشتركة اتخذت إجراءات مهمة قبل سنوات في ضبط الحدود مع سوريا تمثلت في انشاء خطوط دفاعية وتعزيز قيادة قوات حرس الحدود بالأسلحة والمعدات والتجهيزات المهمة"، مشيراً الى أن "الزيارات الميدانية لوزير الداخلية ورئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة إلى الحدود العراقية تهدف الى الاطلاع على تعزيز القطاعات الأمنية وضمان انتشارها الفعّال".
وأكمل إن "الأمن الداخلي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال ضبط الحدود"، مشيراً الى أن "العراق نجح على مدار السنوات الماضية في منع أي تسلل لتنظيم داعش الإرهابي عبر الحدود"، موضحًا أنه "تم قتل أكثر من 150 إرهابيًا عبر السلاح الجوي العراقي خلال العام الحالي، بالإضافة إلى قتل إرهابيين اخرين على يد القطاعات الأمنية".
وأكد الخفاجي، أن "العمليات الأمنية الناجحة أسفرت عن تحييد وإنهاء المجاميع الإرهابية في مناطق جغرافية معقدة مثل الصحراء والأودية وسلسلة جبال حمرين ووادي حوران"، مشيرًا إلى "قدرة القوات الأمنية على الوصول إلى هذه المناطق بعزيمة ومرونة عالية".
ويوضح، أن "الوضع الأمني على الحدود العراقية مع سوريا يختلف تمامًا عما كان عليه في عام 2014"، مشيراً أن "حدودنا الغربية أصبحت مؤمنة بشكل كامل بفضل تعزيز القوات العراقية والحشد الشعبي، بالإضافة إلى استخدام معدات مثل الأسلحة المتطورة، والنواظير الليلية، والكاميرات، والطائرات المسيرة".
ويخشى العراق من عودة سيناريو أواسط العام 2014 عندما تمكن تنظيم "داعش" الارهابي من السيطرة على مناطق تُقدر بثلث البلاد على خلفية امتداد الصراع في سوريا بين النظام والفصائل المعارضة في السنوات الماضية.
وأعلن العراق الانتصار على "داعش" الارهابي في 2017، فيما خسر التنظيم الارهابي آخر معاقله عام 2019 في سوريا، لكن عناصره لا يزالون ينشطون في مناطق ريفية ونائية ويشنون هجمات متفرقة.
يعيش العراق حالياً الأمن والاستقرار والعمران والوضع الاقتصادي المستقر، بفضل فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، وتأسيس الحشد الشعبي الذي أعطى دماء كثيرة وعظيمة استطاع من خلالها أن يصنع النصر وأن يستمد من الفتوى كل البطولات والتضحيات وأعطى هؤلاء الشهداء من أجل هذا الوطن.