انتقادات لإدارة الملف الأمني في خان بني سعد.. ودعوات لتحرك لجنة الأمن والدفاع لمحاسبة الوزراء والقادة بعد مجزرة بساتين العيط
مواجهة عسكرية أم خرق إرهابي؟
انفوبلس/..
لليوم الثاني على التوالي، تواصل القوات الأمنية تحشيدها معززة بإسناد عسكري من قطعات مختلفة، لمحاصرة مناطق شهدت يوم أمس مواجهات مسلحة قُتل فيها مجموعة من الإرهابيين بينهم قيادات مهمة في عصابات داعش، فيما استُشهد خلال العملية ضابط وعدد من المنتسبين وإصابة آخرين.
وأفاد مصدر أمني، الأحد، بانطلاق المرحلة الثانية من عملية اقتحام بساتين العيط جنوب غرب ديالى، لافتا الى أن "قوات نخبة من الجيش بدأت من محوريين بإسناد من الطيران الحربي باقتحام الجزء الشرقي والشمالي من بساتين منطقة العيط قرب خان بني سعد، وسط أحزمة نارية كثيفة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة لمواجهة أي رد من قبل مسلحي داعش".
وأضاف المصدر، أن "عملية الاقتحام والتي تتركز على 5 عقد مهمة في البساتين أهمها "بستان سارة" الذي تركزت به اشتباكات الأمس تأتي من أجل خلق كماشة موت لإنهاء ما تبقى من خلايا داعش التي تحصنت في بعض الأوكار والمرتفعات لمواجهة الأجهزة الأمنية".
وأشار الى أن "كل التوقعات تشير الى أن البساتين تضم قيادات مهمة في داعش على مستوى ما يُعرف بولاية ديالى، وهذا ما يفسر شراسة الاشتباكات يوم أمس". لافتا الى، أن "حصيلة اشتباكات يوم أمس بلغت 5 شهداء من الأجهزة الامنية بينهم ضابط و5 مصابين".
برقية تروي تفاصيل الحادث
وبحسب برقية عن تفاصيل حادثة استشهاد ضابط وإصابة منتسبين بالجيش في محافظة ديالى، نشرت وسائل إعلام محلية، الأحد، أنه "بتاريخ 12 تموز 2024 المصادف يوم الجمعة، وفي الساعة السادسة مساءً، وأثناء تجول شخص يدعى (أحمد قيس عيفان العزاوي)، شاهد شخصين يقومان بأسر أخية قرب نهر ديالى وقتله، وقام بالتعرف على أحدهم، والإرهابي المطلوب (صدام حسون هاشم الشمري) من سكنة منطقة البردية في ناحية بني سعد".
وبينت البرقية، أنه "بعد إبلاغ قطعات الجيش الماسكة، من قبل المدعو أحمد قيس، تم إبلاغه بتعذر حضورهم إلى القاطع لأنه ساخن وفيه إرهابيون، وسوف يأتون صباحا ولم يخبروا أحداً بقتل الإرهابيين".
وأوضحت البرقية، أنه "في اليوم التالي جاءت قوة من الجيش العراقي على مكان جثث الإرهابيين في قرية العيط، لنقلها الى مقر الفوج، وقام أحد الجنود بالذهاب الى جرف نهر ديالى للاطلاع على المكان، وقام الإرهابيون برمية بإطلاقات نارية وقتله، وعند سماع صوت الإطلاقات النارية من قبل الجنود الآخرين، ذهبوا الى مصدر الإطلاقات، حيث قام الإرهابيون برميهم برمانة يدوية وتم قتل جنود عدد 2".
وأردف المصدر الذي أكد اطلاعه على البرقية، أنه "حصلت بعدها مواجهات بين الجيش والإرهابيين، ثم ذهب قائد الشرطة اللواء علاء غريب الى مكان الحادث، وقام بإنزال الزوارق النهرية من مديرية الشرطة النهرية بإمرة مدير الشرطة النهرية العقيد مالك في نهر ديالى، للبحث عن الإرهابيين، وإنزال سرية حماية القائد بإمرة المقدم (خضير الزهري) آمر سرية حماية القائد".
وأشار إلى أن "القوة وقعت في كمين من قبل الإرهابيين في نهر ديالى، حيث استُشهد المقدم خضير الزهيري، والمنتسب ادهام السعدي، والمنتسب رعد فيلم وجرح مدير الشرطة النهرية".
سوء في التخطيط
الخبير العسكري الفريق عبد الكريم خلف، أكد في حواز متلفز، أن خان بني سعد لم يشهد تعرضا إرهابيا بوجود الحشد الشعبي.
وقال خلف، إن "هناك 700 عنصر منتمي لعصابات داعش الإرهابية، منتشرين في العراق ومرصودين من القوى الامنية"، مبينا أن "الخرق الامني في بساتين خان بني سعد "غير مفهوم".
وتابعن إن "الإجراءات الأمنية في بساتين خان بني سعد "ركيكة"، مشيرا الى أننا "لم نشهد تعرضا إرهابيا في خان بني سعد بوجود الحشد الشعبي".
وبين، إن "الإعلان الرسمي عن العمليات قبل انطلاقها له تأثيرات خفيفة"، مؤكدا أن هناك "سوءا في التخطيط والقيادة في عمليات خان بني سعد".
انتقادات لإدارة الملف الأمني
وشهدت منطقة خان بني سعد، عقب ما حصل يوم أمس، موجة انتقادات على مستوى جماهيري، وعلق وجهاء وخطباء منابر على الحادثة بأهمية رسم خطط أمنية من شأنها تعزيز أمن الناحية بدلا من الاعتماد على كثرة السيطرات.
ووجه الخطيب السيد فاضل الموسوي، انتقادات للسلوك الأمني السائد في الناحية من قبل القوات الأمنية، حيث ذكر أن أهم ما يجب أن نقف عنده الآن هو العقلية الأمنية التي تحكم ناحية خان بني سعد في ديالى.
وذكر الموسوي، في حديث عبر ندوة دينية في الناحية، أن الناحية بحاجة الى التركيز على المعلومة والتفاعل مع المعلومة واعتماد مصادر معلومات دقيقة قبل الاعتماد على كثرة السيطرات في مداخل الناحية.
وفي السياق ذاته، أعلن السيد قاسم الحسيني عبر ندوة دينية عقدها في الناحية، أنه هو ومن معه، على أتم الاستعداد لإسناد الشرطة والجيش وجميع صنوف القوات الأمنية.
وكانت مصادر مطلعة، قد أشارت، الى اختطاف أحد أبناء القوات الامنية في ناحية بني سعد قرية عرب جبار في بستان (سارة) من قبل عصابات داعش، وتمت محاصرتهم من قبل القوات الامنية.
ودعا مراقبون للشأن السياسي، لجنة الأمن والدفاع النيابية، الى أخذ دورها في محاسبة الوزراء والقادة المسؤولين عن هذا خرق الأمني الذي يتطلب تعزيز القوات المرابطة والجهد الاستخباري للقضاء على هذه الجيوب والخلايا التي تسعى لضرب الاستقرار الأمني في مناطق قريبة من العاصمة بغداد.
زيارة الشمري وتقرير الحدث
زيارة وزير الداخلية عبد الأمير الشمري مساء يوم أمس إلى ديالى، تمحورت على ثلاثة جوانب رئيسية، بحسب مصدر مطلع، وهي الوقوف على حيثيات الاشتباكات التي حصلت في بساتين العيط وسقوط شهداء وجرحى، وبحث التدابير الاحترازية لتأمين المناطق المجاورة، وتفعيل الجهد الاستخباري، خاصة وأن الأحداث كشفت عن وكر ربما هو الأكبر على مستوى ديالى".
وأكد المصدر، الأحد، رفع تقرير مهم، عن أحداث منطقة العيط جنوب غرب ديالى الى القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، يتضمن التقرير 7 نقاط مهمة، والاجراءات والحلول والاسباب التي كانت وراء سقوط كوكبة من منتسبي القوى الامنية بينهم ضابط برتبة مقدم.
وأشار الى، أن" قرارات مهمة ستصدر في الأيام القادمة بعد حسم المعركة في بساتين العيط وتطهيرها بشكل كامل، مع وجود معلومات ترجح بأن عدد الإرهابيين قد يتجاوز 20 او أكثر بينهم قيادات بارزة على مستوى ما يُعرف بولاية ديالى في عصابات داعش الإرهابية".
وتابع المصدر، إن "أحداث العيط كشفت عن بؤرة نائمة هي الأخطر ليس لديالى بل للعاصمة بغداد، بسبب التداخل الجغرافي عبر نهر ديالى وكثرة البساتين، مؤكدا بأن ضوءا أخضر صدر من بغداد لحسم معركة العيط وإنهاء ملف الخلايا النائمة في البساتين بشكل مباشر، من خلال الوسائل العسكرية المتاحة".
حصيلة الشهداء
وارتفعت حصيلة الاشتباكات في خان بني سعد بديالى إلى ستة شهداء، بعد أن تمكنت القوات الأمنية من إخراج جثمان الشهيد مازن ماهر خضير عباس المياحي الذي استُشهد خلال الاشتباكات في منطقة "العيط" في قاطع خان بني سعد".
أما قيادة عمليات ديالى، فقد أعلنت استشهاد عدد من مقاتليها، بينهم ضابط برتبة عقيد، وهم الشهيد المقدم خضير الزهيري، والشهيد رعد الخفاجي، والشهيد علي فؤاد هلال، والشهيد الشهيد المفوض ادهام مهدي جواد المعموري، والشهيد ن ض كاظم عباس موسى البياتي.