انفوبلس توثق الانتهاكات التركية الأخيرة.. عشرات الغارات وقتل 26 عمّاليا

انفوبلس/ تقارير
رغم دعوة أوجلان، تصول تركيا وتجول شمال العراق بل وتواصل انتهاكاتها بشكل أشد مما كانت عليه قبل رسالة زعيم الـ"بككة" بحل حزبه، وهو ما قاد انفوبلس إلى توثيق تلك الانتهاكات وعمل جردة بها منذ دعوة وقف اطلاق النار لغاية اليوم، فكيف كانت الإحصائيات؟
انتهاكات رغم رسالة اوجلان
يؤكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني شيرزاد صمد، أن رسالة رئيس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان واضحة بالدعوة للسلام، لكن القوات التركية تواصل انتهاكاتها في شمال العراق رغم ذلك.
ويقول صمد في تصريح صحافي تابعته شبكة انفوبلس، إن "رسالة عبد الله أوجلان التي ارسلها الى قنديل لمناقشتها وانعقاد مؤتمر لحل أنفسهم ودخولهم في العملية السياسية بشكل سلمي، واضحة"، مؤكداً أن "الانتهاكات التركية في شمال العراق مستمرة".
ويضيف أن، "العمليات العسكرية للقوات التركية لا تزال مستمرة في مناطق شمال العراق"، لافتاً إلى أنه، "لا يوجد التزام واستجابة حقيقية من طرف تركيا لغاية الآن بالرغم من رسالة أوجلان".
اجندة تركية خاصة
من جانبه، يقول محمد زنكنة، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، في تصريحات صحافية تابعتها شبكة انفوبلس، إنه لا توجد ضمانات من الجانب التركي لحماية أي مبادرة من هذا القبيل، رغم التصريحات الإيجابية التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق.
ويوضح زنكنة أن سبب استمرار الاشتباكات يعود إلى "أجندات تركية خاصة" تهدف إلى استكمال العملية العسكرية المعروفة باسم "المخلب القفل"، ووجود جهات سياسية تضغط على الحكومة التركية لمواصلة هذه العمليات.
ويشير إلى أن هناك أجنحة داخل حزب العمال الكردستاني تسعى بدورها للانشقاق والاستمرار في العمل المسلح.
ويختم حديثه بالقول: إن "هذه الأطراف المتواطئة من الجانبين" تشجع على استمرار القتال، وتضغط على تركيا لتكثيف عملياتها العسكرية والتوغل أكثر داخل الأراضي العراقية تحت "حجة حماية الأمن الوطني".
هل ستتمكن بغداد من فرض قرارها لإنهاء هذه الانتهاكات؟
وفي ظل تصاعد الغضب الشعبي والبرلماني، يبقى السؤال: هل ستتمكن بغداد من فرض قرارها لإنهاء هذا التوتر، وبهذا الصدد، أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية كريم المحمداوي ضرورة اتخاذ قرار يقضي بخروج القوات التركية وعناصر حزب العمال الكردستاني من جميع الأراضي العراقية، معتبرًا أن وجود القوات التركية في العراق "لم يعد مبررًا" بعد إعلان أوجلان.
بدوره، دعا مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، إلى انسحاب كل من حزب العمال الكردستاني والقوات التركية من شمال العراق، مشددًا على ضرورة إنهاء النزاع المسلح الذي أودى بحياة عشرات الآلاف.
من جانبه، طالب النائب محمد البلداوي، مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة ما وصفه بالـ"خطر الكبير" الذي يمثله التواجد التركي في العراق.
وقال البلداوي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، ان "الحكومة التركية لم تعد لديها ذرائع مقنعة لبقاء قواتها على الأراضي العراقية، خاصة بعد التطمينات التي قدمتها الحكومة بضمان الأمن في تلك المناطق".
وأضاف، ان "وجود قوات الاحتلال التركي في شمال العراق يمثل خطرًا كبيرًا على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة بأكملها"، مشيرًا إلى أن "التدخلات التركية في سوريا والعراق أثرت سلبًا على استقرار البلدين".
إعادة الدولة العثمانية
لعل من أهم أهداف أردوغان من كل ذلك، هو سعيه لاعادة الدولة العثمانية الى الواجهة في المنطقة من خلال العمليات العسكرية التي ينفذها جيشه في شمال العراق وسوريا، والقيام بتحركات تجاه بعض دول المنطقة، بهدف توسيع النفوذ السياسي وضمان أكبر مساحات ممكنة لصالح دولته، إضافة الى البعد الاقتصادي الذي يحاول من خلاله السيطرة على أراضي غنية بالثروات الطبيعية.
وبشأن ذلك، قال رئيس حركة "وجود" محمد أبو سعيدة، ان "كل التصفيات السياسية والعسكرية التي تجري في المنطقة واحدها عزم تركيا على تنفيذ عملية عسكرية في الأراضي العراقية والسورية، يراد منها اجراء تصفية اقتصادية جديدة وتقسيم لخارطة المنطقة".
وأضاف ان "المنطقة مقبلة على رسم خارطة جديدة لمئة سنة قادمة، وهذا الامر يقوم على توزيع الثروات والعوامل الاقتصادية الموجودة في هذه المنطقة وكذلك الحال بالنسبة للمربعات الغازية في النهر الليطاني والبحر المتوسط وداخل حدود كردستان".
وأشار أبو سعيدة إلى ان "تركيا تروم تنفيذ عملية عسكرية جديدة داخل العراق وسوريا، ظاهرها محاربة حزب العمال الكردستاني، ولكنها تحمل ابعاد أخرى يراد منها إعادة تقسيم وترسيم خارطة المنطقة وخصوصا الجانب الاقتصادي فيها".
قصف مكثف بعد دعوة أوجلان
وبعد دعوة أوجلان حزبه لإلقاء السلاح وحل نفسه، لم تكف تركيا عن ممارساتها العدوانية بل شنت عشرات الغارات على شمال العراق لاسيما دهوك، وهو ما أكده القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي عندما قال إن القوات التركية المحتلة مهيمنة ومسيطرة على نصف شمال العراق بل أنهاتستخدم جميع الأسلحة لاستهداف المناطق السكنية في محافظة دهوك وقضاء سنجار ضمن محافظة نينوى.
وأضاف السورجي، ان "تركيا تواصل عمليات القصف الجوي على قرى في شمال العراق، ما تسبب في نزوح أهالي تلك المناطق وخلوها من سكانها".
وأكد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، "دخول قوات كبيرة مدرعة لجيش الاحتلال التركي لقضاء العمادية بمحافظة دهوك شمالي العراق".
جردة بالخروقات السابقة
في النهاية، لابد من ذكر الخروقات التركية السابقة بشكل عام والتي أعقبت دعوة أوجلان بشكل خاص.
اذ قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية علي نعمة، إن لجنته “استضافت وزير الدفاع، والعديد من القادة الامنيين، بالاضافة الى وزير الخارجية لمناقشة ملف الاعتداءات التركية على شمال العراق”، مؤكدًا أن “الخروقات التركية تمارس على العراق منذ 1987 الى يومنا الحالي“.
وأضاف نعمة، أن ”عدد الخروقات التركية بلغت طيلة السنوات الماضية، اكثر من 22 الف خرق أمني للجانب التركي تجاه الحدود العراقية، في الوقت الذي قدم العراق اكثر من 16 الف مذكرة احتجاج، الا ان القوات التركية مستمرة بين فترة وأخرى بممارسة الاعتداءات“.
وأكد “ضرورة وجود موقف عراقي صارم بحق تركيا، وحفظ الحدود المشتركة معها، باعتبار ان اغلب الحدود العراقية مع دول الجوار مؤمنة بشكل تام“.
أما فيما يخص إحصائية الاعتداءات بعد دعوة أوجلان، فقد كانت الغارات بالعشرات وبالتحديد وصلت إلى نحو 100 غارة بحسب وسائل إعلام كردية، أما فيما يتعلق باستهداف حزب العمال، فقد أعلنت وزارة الدفاع التركيةنفسها، أن قواتها قتلت 26 مسلحا كرديا في العراق وسوريا خلال الأسبوع الذي أعقب دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان لنزع السلاح.