بايدن يتحاشى الحديث عن خروج قواته من العراق.. زيارة السوداني بلا مخرجات حتى الآن وتوقعات بردود فعل غاضبة حال فشلها
بايدن يتحاشى الحديث عن خروج قواته من العراق.. زيارة السوداني بلا مخرجات حتى الآن وتوقعات بردود فعل غاضبة حال فشلها
انفوبلس/..
على عكس ما كان يأمل الشعب العراقي وقواه السياسية، لم تضع زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أولوية تامة لملف إخراج قوات ما يسمى بـ"التحالف الدولي" من العراق؛ ففي لقائه مع الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن تم المرور على هذا الملف لكن ليس بشكل معمق بل بصورة سطحية.
*لا تحديد للموعد
قبيل ساعات من عقد اللقاء الأول بين السوداني وبايدن، قال "معهد الشرق الاوسط" الامريكي أن الرجلين لن يتمكنا من تحديد موعد واضح لانسحاب القوات الامريكية من العراق.
وأوضح المعهد الأمريكي في تقرير له، إن المطلب الرئيسي للقوى في العراق هو أن يحصل السوداني على موعد واضح من بايدن لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد، إلا أنه من غير المرجح أن يتمكن السوداني من تلبية هذه التوقعات حول مثل هذا الانسحاب.
لكن التقرير الامريكي قال، إن فكرة استمرار المحادثات بين الدولتين حول الجدول الزمني للانسحاب المستقبلي، ستُساهم في مساعدة السوداني سياسيا.
وقال التقرير، إنه في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني، وفي ظل اهتمام واشنطن وتركيزها على كبح أي هجوم مضاد من جانب إيران على إسرائيل، فإن ما يتوقعه بايدن بشكل رئيسي من رئيس الوزراء السوداني هو ألا يشكل العراق صداع رأس للإدارة الأمريكية، ويجبرها مجددا على اللجوء إلى العمل العسكري.
واعتبر التقرير؛ أن بايدن لن يمنح السوداني تعهدا واضحا يتعلق بموعد الانسحاب، حيث إنه من المرجح أن خصومه من الجمهوريين، سيعتبرون ذلك بمثابة تنازل أمام إيران.
إلا أن "معهد الشرق الاوسط" رأى أن بايدن قد يكون قادرا على تقديم تعهد بتخفيض عديد الجنود الأمريكيين بعد إعادة انتخابه رئيسا للبيت الأبيض.
*اللقاء خلا من الحديث عن إنهاء مهمة التحالف
وفق بيان رسمي للحكومة العراقية، فإن لقاء السوداني مع بايدن شهد وناقش الرئيسان ما وصفها بـ"نجاحات التحالف الدولي في كل من العراق وسوريا بعد ما يقرب من عشر سنوات على تشكيله، حيث أدت قوات الأمن العراقية، بما في ذلك في كردستان، دوراً حاسماً في هزيمة داعش على الأرض، وأشاد الرئيسان بالتضحيات التي قدمها أفراد القوات العسكرية العراقية والأمريكية وبقية الدول الصديقة، التي خدمت جنبًا إلى جنب كشركاء خلال الحملة التاريخية ضد داعش، وكذلك المدنيون الذين قتلوا على يد داعش، بما في ذلك المجازر في معسكر سبايكر، وجبل سنجار وهيت، وأكد رئيس مجلس الوزراء السوداني على الجهد الوطني المطلوب لهزيمة داعش وناقش أجندته الإيجابية لمواصلة إعادة بناء العراق واستعادة مكانته كمحرك للاستقرار والنمو في الشرق الأوسط الكبير".
وأضاف البيان، "ناقش رئيس مجلس الوزراء السوداني وبايدن، أيضاً، التطور الطبيعي للتحالف الدولي ضد داعش في ضوء التقدم الكبير الذي تم إحرازه خلال عشر سنوات، وأعرب الرئيسان عن التزامهما بعمل اللجنة العسكرية العليا المستمر ونتائجها، ومجموعات العمل الثلاث التي ستقوم بتقييم التهديد المستمر من داعش، والمتطلبات العملياتية والبيئية، وتعزيز قدرات قوات الأمن العراقية، وأكد الرئيسان أنهما سيراجعان هذه العوامل لتحديد متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق، والانتقال بطريقة منظمة إلى شراكات أمنية ثنائية دائمة، وفقاً للدستور العراقي واتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة".
واكد الرئيسان عزمهما عقد اجتماع حوار التعاون الأمني المشترك في وقت لاحق من هذا العام؛ لبحث مستقبل الشراكة الأمنية الثنائية، وفق ما جاء في البيان الرسمي.
وبذلك يكون اللقاء قد خلا من الحديث عن تحديد أي موعد لإنهاء وجود القوات الأجنبية وعلى رأسها الأمريكية من العراق، رغم أن هذا المطلب كان أهم ما يعول عليه العراقيون.
*تبرير
برر باسم العوادي، المتحدث باسم الحكومة، عدم تطرق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى نتائج محددة تخص إنهاء وجود القوات الأمريكية في العراق، خلال حديثه مع الرئيس الأميركي جو بايدن، بأن الزيارة ليست عسكرية، بل هي أوسع وأشمل من ذلك، مشيراً إلى أن تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي، تطرح على شكل رؤوس أقلام في لقاء القيادات الكبيرة، فيما كرر رئيس الحكومة انتظار الطرفين لتقديرات اللجنة العسكرية المشتركة التي تتولى تقييم الوضع الأمني في العراق، والتي تعمل منذ نحو 6 شهور.
وقال العوادي، ان "العنوان الأساسي للزيارة هو تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي، ولعل السيد السوداني في كلمته المقتضبة مع الرئيس بايدن أشار إلى أننا نريد الانتقال من الطبيعة الأمنية العسكرية للعلاقات، إلى طبيعة العلاقات الثنائية المستدامة في الاستثمار القطاع الخاص، الشركات، الصناعة، التجارة، الثقافة، البيئة، المناخ، والوفد ضم ممثلين لهذه المجالات".
وأضاف، ان "الزيارة ليست عسكرية، وهي زيارة أوسع وأشمل من ذلك كثيراً، وتتعلق بعموم طبيعة العلاقات بين العراق وامريكا، لاسيما وأننا اتفقنا على تشكيل اللجنة العسكرية العليا، وأبرز مهامها بحث الدور المستقبلي لقوات التحالف الدولي في العراق، وهذا يعني اننا سننتقل من تعاون أمني عسكري، إلى تفعيل بنود الاتفاق الاستراتيجي في كل الميادين".
وبين، ان "تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي وكل ما يندرج تحت هذا العنوان من تفاهمات، سيطرح على شكل رؤوس أقلام في لقاء القيادات الكبيرة، وستطرح على شكل ورش عمل من خلال ممثلين هذه المؤسسات العراقية مع نظرائهم الأميركان".
وأشار إلى ان "الاجتماع بين وزير الخارجية بلينكن والسيد محمد تميم، كان إعلاناً عن انطلاق اعمال اللجنة العليا التنسيقية المشتركة، والتي تعد جزءً من اتفاقية الإطار الاستراتيجي، لكن اللجنة لم تفعل منذ توقيع الاتفاقية، وستكون الاجتماعات على شكل أقسام وفروع، وفي حال احتاج مثلاً قسم الطاقة أو البيئة اجتماعاً فإنها ستجتمع ربما كل 6 أشهر أو كل سنة، أو كل سنة ونص".
وتابع، "على الأقل سنوقع مذكرات تفاهم في شؤون الطاقة والتسليح، والوفد ضم مستثمرين عراقيين لديهم مشاريع مختلفة تتصل حتى بالصناعات الدوائية".
وأتم العوادي، "رئيس الوزراء لديه لقاء مع رؤساء الشركات الأميركية في مختلف المجالات بمدينة هيوستن، والهدف هو جمع المستثمرين العراقيين والمسؤولين العراقيين مع نظرائهم الأميركان، على طاولة واحدة لبحث ما هو موجود داخل الإطار التنسيقي، وما هي الإمكانيات التي يمكن أن نتعاون حالياً فيها، ومقدماً ستكون هناك مذكرات تفاهم، وفي المستقبل ستكون هناك اتفاقيات أوسع واشمل".
*ردود فعل
كتب الباحث السياسي، احمد الخضر، في منصة "أكس" جاء في نصه: "هل تعلم لم تذكر جملة انسحاب القوات الامريكية من العراق ولا مرة خلال لقاء السوداني وبايدن في البيت الأبيض".
بدوره، اكد عضو تحالف نبي علي الزبيدي، ان زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لن تكون مثالية، ولن تحل جميع المشاكل العالقة مع واشنطن.
وقال الزبيدي، إن "الاحداث الجارية في المنطقة، والتصعيد العسكري من الكيان الصهيوني يعقد الامور"، مشيرا الى ان "قرب الانتخابات الرئاسية الامريكية تجعل بايدن قريب من جميع الاطراف".
واضاف، ان "هنالك مشاكل عالقة منذ عقدين من الزمن نتيجة، الهيمنة الامريكية على العراق"، لافتا الى ان "الادارة الامريكية لن تعمل على حل جميع القضايا، من اجل استخدامها كأوراق ضغط خلال الفترة المقبلة".
واتم الزبيدي حديثه: ان "السياسة الخارجية الامريكية اثبتت فشلها من خلال القرارات التي تصدر بالتزامن مع الاحداث التي تطرأ على الساحة العالمية"، مردفاً ان "ضعف وزارة الخارجية الحالية انعكس بشكل سلبي على حراك التخلص من القيود الامريكية المفروضة".