بعد انتحار عبد الرزاق عناد شقيق وزير الدفاع.. هل كان في الجماعات الإرهابية؟
إجابات تحسم الجدل
بعد انتحار عبد الرزاق عناد شقيق وزير الدفاع.. هل كان في الجماعات الإرهابية؟
انفوبلس/..
أثارت وفاة شقيق عبد الرزاق عناد، شقيق وزير الدفاع السابق جمعة عناد، الكثير من الجدل وتضاربت الرواية حولها، قبيل التوصل إلى حالة التأكد والإعلان عن انتحاره. ليفتح ذلك باباً حول الأسباب ويعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً والبحث بتعمق حول ما إذا كان إرهابياً فعلاً.
في 21 آب الجاري، وُجِد عبد الرزاق عناد، شقيق وزير الدفاع الأسبق جمعة عناد، مقتولاً في سيارته برصاصة خرجت من مسدسه الشخصي.
وقال مصدر في مستشفى الشرقاط، "وصل عبدالرزاق إلى مستشفى الشرقاط، وكانت إصابته رصاصة بمنطقة الرأس، تُوفي على إثرها مباشرة، وقدمنا كافة الإجراءات اللازمة".
وأضاف، "حسب التحقيقات الأولية فقد وُجد الشاب مقتولا بسلاحه الشخصي، داخل سيارته، في منطقة العيثة، دون معرفة الأسباب فيما إذا كان انتحارا أو اغتيالا، والتحقيقات جارية لكشف التفاصيل"، قبل أن يتبين أنه مات منتحراً.
*هل كان إرهابيا؟
تفجر ملف اتهام شقيق وزير الدفاع الحالي جمعة عناد، المدعو عبد الرزاق عناد بكونه أحد أعضاء تنظيم داعش الإرهابي مجددا بعد أن أثار الملف النائب البارز أحمد الجبوري أبو مازن، الذي دعا لمحاكمة هذا الإرهابي بدعوى ارتكابه لجرائم إرهابية إبان سيطرة جماعات داعش الار هابية على محافظة صلاح الدين.
وبعد اشتداد الجدال بينه وبين أبو مازن، كتب في منشور على فيسبوك ما نصه: "أبو مازن هذا الكلام ينطبق عليك إذا أكو واحد ساقط وسافل وإرهابي وجبان وغادر وخائن وكل صفات الرذيلة تنطبق عليك وأكو كلام ما أريد أحجيه بالإعلام وراح انشوف منو يدخل السجن آني لو أبو مازن".
وأضاف: "كل دماء العراقيين التي سالت برقبة أبو مازن وكل فقير ما عنده لقمة عيش سرق فلوسه أبو مازن تشتري الذمم بالأموال التي سرقتها من أموال الناس الفقراء آني ما عندي فلوس ولا أحد يشتريني لأني إنسان شريف وصادق وطني انت معول على شهود الزور الي راح يكونون معك أمام العدالة".
وأضاف: "أخي يعلم جيدا من انت ولكن مغلوب على امره اصبح على المحك اما المنصب او أخيه، يعلم انك نايب ضابط هارب في زمن النظام السابق ويعلم انك مزور للشهادة ويعلم انك حرامي من الطفولة، أبو مازن انت خائن لأهلك ولعشيرتك واعلم ان عدالة السماء لن تترك ابو مازن هكذا بدون عقاب نهايتك حتمية ومعلومة لدى الجميع".
وأردف العناد، "يعلم الجيش العراقي جميعا ضباط ومراتب اني لم انقل أحدا مقابل ثمن جندي او ضابط ولم اتحكم في المناصب ولم أدير عمليات التهريب ولم اتدخل بالعقود ولم ابتز احدا ولا يوجد لدي اموال ولا بيت في أربيل. وهذا الشيء لا يخفى على احد".
وأتم بالقول: "ملاحظة اعلى ما بخيلك اركبه اذا انت تدفع ملايين الدولارات مقابل اذيتي انا ل لا يوجد لدي اموال ولكن رب العالمين معي".
ليرد أبو مازن في منشور كتب فيه: " لم أتعود الرد على الصغار وطنيا و مجتمعيا لكن أن يحاول ارهابي أشر تضليل الناس بثمن بخس فذلك شيء مختلف مقدمتهم شقيقه عبد الرزاق, المتورط بدماء أهلنا يوم كان في القاعدة وحتى عندما سلموه وسُجن وأُطلق سراحه لأنه لم يحقق معه آنذاك وعند تسليمه مسؤولية في الحشد العشائري قبل طرده لسوء أخلاقه و مساومة الناس بشرفهم للحصول على مكاسب لأنه تعود العيش بالرذيلة لا هو عبد و لا رزاق انه خارج عن القانون والقيم الاجتماعية يبيعونه ويشترونه بثمن بخس لاستهداف أهله قبل غيرهم فما ننتظر من أخ يختطف ابن شقيقه للفوز بتراب المكاسب, إنه فعلا لوثة الزمن الأغبر الذي يعطي قطاع الطرق شرعية طارئة لإشاعة الفتنة والخراب في منطقته وأهله وهو ما فعله هذا البائس في مراحل حياته المختلفة سمسارا إرهابيا".
وأضاف، "أترفع في الرد على سفسطة هذا الخائن إكراما لتاريخ البطل جمعة عناد وأهلي في العيثه عموم صلاح الدين والعراق: لكني أطالب العوائل التي تعرضت لابتزاز هذا الارهابي الجبان لإقامة دعاوى قضائية تودعه المكان المناسب له وتجنب الفقراء شروره. وسنكون عونا لأهلنا في هذه المسؤولية الوطنية لاقتلاع جذور الارهابيين و الخونة و عبدة الشهوات..".
*وزير الدفاع علّق على الحرب
وزير الدفاع جمعة عناد، دافع عن شقيقه ونفى تورط شقيقه بالانضمام للتنظيمات "الإرهابية"، وفيما أقرّ بأن الأخير أساء استخدام سلطته في الحشد العشائري وتسبب بالأذى لبعض المدنيين، أكد أنه هو المستهدف (الوزير) بدوافع سياسية.
وقال عناد في بيان، إن "بعض وسائل التواصل الاجتماعي نشرت تجاذبات وتهم متبادلة بين النائب أحمد الجبوري (أبو مازن) وأخي عبد الرزاق، وأحب أن أوضح هنا فيما يتعلق بأخي، ليس دفاعا عنه ولكن لكي أعرض الحقيقة".
وأضاف، "مع كل الأسف أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة لتبادل التهم جزافا وللطعن والتشهير ولم تتمكن الدولة لحد الآن من معالجة هذا الموضوع الخطير، بحيث وصل الأمر أنه إذا لم تمنح إجازة لجندي لدواعي الخدمة فسيتم استخدام هذه المواقع وبطرق يصعب على الشخص المقصود أن يعرف من وراء هذا".
وأشار إلى أن شقيقه عبد الرزاق اعتنق "الفكر الوهابي" منذ تسعينيات القرن الماضي، مبينا أنه "في عام ۱۹۸۸ سافر أحد أفراد قريتي وكان مهندساً الى اليمن ومكث هناك أكثر من أربع سنوات وعاد بعدها الى القرية حاملا معه الفكر الوهابي وتمكن من تجنيد عدداً كبيراً من شباب القرية في الحركة ومنهم شقيقي عبد الرزاق".
وتابع عناد "في نهاية عام 2006 بدأت تُوجَّه اتهامات الى أخي عبد الرزاق بالانتماء الى تنظيم القاعدة واشتراكه بعدد من العمليات فاستدعيته وناقشته بالموضوع، فأخبرني أنه لم يشترك بأي عمل يضر الآخرين، وطلب مساعدتي في السفر الى سوريا وفعلا انتقل مع عائلته الى سوريا".
وأردف وزير الدفاع "في شهر شباط ۲۰۱۲ اتصل بي المرحوم عدنان الأسدي وأبلغني أن هناك تقريرا أمام القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي يخص شقيقي عبد الرزاق وأنه مُنتمي لتنظيم القاعدة، قمت باستدعائه من سوريا وجاء الى بغداد وتم تسليمه الى وزارة الداخلية وبعدها تم ترحيله الى شرطة محافظة صلاح الدين".
وبين عناد "بقي عبد الرزاق في جرائم صلاح الدين شهرين ولم يثبت عليه شيء ولم تقدم ضده أي شكوى، وبعدها أُحيل الى الشرقاط وبقي بالتوقيف لمدة ستة أشهر بسبب المخبر السري وتم تعذيبه من اجل انتزاع الاعترافات ولم يفلحوا وبعدها أُطلق سراحه لعدم ثبوت الأدلة".
وأضاف، "بعد سقوط المحافظات ذهب عبد الرزاق وعائلته الى أربيل وبقي هناك الى أن تم طرد داعش وكنت حينها قائد عمليات صلاح الدين وكنا قد شكلنا حشدا عشائريا من المنطقة لغرض تعزيز الأمن بسبب النقص في القطعات وانخراط عبد الرزاق في هذا التشكيل وكان فعالا ومعلوماته جيدة".
وأقرّ عناد، "أنا لا أُنكر أنه (عبد الرزاق) أساء الى قسم من أهالي القرية بطريقة او بأخرى وكان السبب هو المخبر السري الذي لم يتردد في توجيه التهم له".
ورأى أن الموضوع "ليس له علاقة بأخي بل أنا المقصود لأنهم لم يتمكنوا من أن يثبتوا أي شيء ضدي من فساد، او تخاذل، او أي شيء آخر، فلم يجدوا غير هذا الموضوع الذي تتم إثارته بين فترة واخرى في مواقع التواصل"، على حد قوله.
*أدلة وشهادات
وكان النائب أحمد الجبوري (أبو مازن) قد أصدر بياناً قال فيه "أدعو أهلي من عموم مناطق صلاح الدين ومختلف محافظات العراق الى تقديم ما يمتلكونه من أدلة وشهادات إدانة ضد الارهابي المجرم عبد الرزاق عناد الى مكتبنا في تكريت الأسبوع القادم".
وناشد المؤسسة القضائية "بتشكيل مجلس خاص لمحاكمة الداعشي المذكور ليكون عبرة لكل الخونة الذين تسلطوا في غفلة من الزمن وانتقموا من أهلهم قبل غيرهم لأنهم يعرفون قيمتهم الحقيقية قبل أن يتخفوا وراء مفخخات الكفر وقنابل الفتنة وقذائف الخيانة".
ورغم نفي جمعة (الوزير) لصلة شقيقه عبد الرزاق بالتنظيم الارهابي إلا أن الوقائع والمعطيات والشهادات التي أدلى بها الشهود من أهالي صلاح الدين بعد إزاحة التنظيم منها، مع الكم الهائل من المعلومات الاستخبارية التي توفرت عن هذا الشخص ودوره، تؤكد ما ذهب إليه الجبوري في أن عبد الرزاق عناد كان قيادياً في هذا التنظيم.
حتى إن الوزير عناد نفسه كان قد سُئِل في مقابلة تلفزيونية منشور له قبل توليه منصب وزير الدفاع، ولم ينف بشكل قاطع هذا الاتهام، إنما اضطر الى محاولات لغوية إنشائية لدرء هذه التهمة عن شقيقه المتورط بقضايا ارهابية.
المفارقة الأكبر إثارة في هذا الملف هو ما كشفت عنه وثائق سرية صادرة من مديرية الاستخبارات العسكرية في العام 2018 تشير الى تورط وزير الدفاع جمعة عناد سعدون خطاب وأفراد أسرته بـ"إرهاب" تنظيم داعش، وشموله بإجراءات المساءلة والعدالة نتيجة حصوله على شارة العضوية في حزب البعث المنحل.
وتضمنت الوثائق كذلك معلومات خطيرة تشير الى تورط الوزير بأعمال عنف، بينها المشاركة بقتل أربعة مواطنين، فضلاً عن استخدامه صلاحياته كرئيس لأركان قيادة قوات الحدود لحماية شقيقه "الارهابي" وعضو تنظيم داعش (عبدالرزاق عناد سعدون)، بالإضافة الى غيرها من الخروق الأمنية.
وأثارت تصريحات لوزير الدفاع السابق جمعة عناد سعدون على شاشة قناة الشرقية عن أن 80 بالمئة من تنظيم داعش ينحدرون من المناطق الغربية، أثارت جدلاً واسعا بين الأوساط الشعبية والسياسية.
وأصدرت وزارة الدفاع، بعدها، توضيحاً بشأن حديث الوزير، أكدت فيه أن "الوزير قصد أن نسبة، 80٪ من عناصر داعش كانوا يتواجدون في تلك المحافظات بعد أن غُرِّر بهم من قبل عصابات داعش وأن العشائر العربية الأصيلة هم من قاتلوا وتصدوا لهم وأعطوا تضحيات ودماء عزيزة وغالية".
كما دعت وزارة الدفاع من "حاول تحريف كلام الوزير الى ضرورة توخي الدقة في نقل المعلومات وليكن شعار الجميع أن العراق الواحد هو من دحر الإرهاب".