بعد نجاح "عملية البتاويين".. الداخلية توسع حملاتها لتشمل منطقتي سبع قصور وحيّ البساتين تعرف على الاستراتيجية الجديدة لتطهير شبكات الجريمة
انفوبلس/..
تتواصل الجهود الأمنية لتطبيق استراتيجية مكافحة شبكات الجريمة المنظمة في العراق، وتطهير كل المناطق منها، بعد إعلان الجهات الأمنية، القبض على أكثر من 600 متورط في قضايا المخدرات والاتجار بالبشر وغيرها في عملية منطقة البتاويين بالعاصمة بغداد التي تُنفَّذ منذ نحو 10 أيام.
وتنفذ قوات كبيرة من وزارة الداخلية، حملة تطهير منطقة البتاويين منذ الـ25 من نيسان الماضي، وهي العملية الأولى من نوعها منذ عدّة سنوات، وشملت عمليات الدهم والتفتيش شُققاً سكنية ومحال تجارية في المنطقة كلها، وتُعَدّ البتاويين من المناطق المشبوهة في العاصمة العراقية، إذ تؤوي عشرات من عصابات الجريمة المنظمة، كذلك هي مركز خطر لتعاطي المخدرات وترويجها في العراق.
موجز عمليات سبع قصور وحيّ البساتين
ولم تقف الجهود الأمنية الرامية لمكافحة شبكات الجريمة المنظمة في العاصمة بغداد، في منطقة البتاويين، بغداد، بل اتسعت أكثر لتشمل في عملياتها منطقتي سبع قصور وحيّ البساتين شمالي العاصمة.
وأوجزت وزارة الداخلية، اليوم السبت، عملياتها بمنطقتي سبع قصور وحيّ البساتين في بغداد، مشيرة الى اعتقال 110 مخالفين أجانب و 22 متهمًا.
وقال الناطق باسم الداخلية وخلية الإعلام الأمني العميد مقداد ميري، في بيان تلقته INFOPLUS، إن "قطعات وتشكيلات الفرقة الخامسة والقطعات الأمنية والاستخبارية الملحقة واللواء الأول قيادة فرقة الرد السريع شرعت بواجب تفتيش ضمن قاطع قيادة عمليات بغداد الرصافة، في منطقة سبع قصور ومنطقة حي البساتين ببغداد لتعزيز الأمن والاستقرار والبحث عن المطلوبين والأسلحة غير المرخصة".
وأضاف البيان، إن "نتائج الواجب تضمنت إلقاء القبض على عمالة أجنبية عدد 110، إضافة الى القبض على متهمين وفق مواد قانونية عدد 9 من ضمنهم 4 متهمين بالمخدرات ومخالفين عدد 10"، لافتا الى أنه "تم ضبط 80 غراما من مادة الكرستال وأدوات تُستخدم للتعاطي 4 بايب، وضبط أسلحة مختلفة عدد 23، وضبط 23 مخزن بندقية و 3 رمانات يدوية و 3 أدوات جارحة، إضافة الى عجلة تاهو ودراجات نارية عدد 8 مع غلق معمل حلويات مخالف للشروط الصحية".
وتابع، "كما أسفرت العملية عن إلقاء القبض على 3 مطلوبين في منطقه الرشاد وفق أحكام المادة 1 /4 إرهاب بعد مداهمة دارهم وبحوزتهم 3 أسلحة مختلفة ورمانتان يدويتان وعتاد رشاشة BKC عدد 350 إطلاقة"، مشيرا الى أنه "تم ضبط دار تُستخدم للترويج وتوزيع المواد المخدرة".
وأكد البيان، أنه "تمت إحالة الملقى القبض عليهم والمضبوطات أصولياً".
استراتيجية تجفيف منابع الجريمة
وفي السياق، أكد المتحدث باسم الداخلية وخلية الإعلام الأمني العميد مقداد ميري أن "العملية الأمنية الجارية في منطقة البتاويين شهدت القبض على 618 متهماً في أحدث حصيلة لفرض الأمن وتطبيق القانون فيها"، مؤكدا في تصريح صحافي مساء الجمعة أن "هذه العملية ترافقها حملة خدمية واسعة، تتضمن فتح عدد من الشوارع، لإعادة الحياة إلى هذه المنطقة".
من جهته، قال مدير دائرة العلاقات والإعلام بالوزارة اللواء خالد محنا: إنه "تماشياً مع استراتيجيات عالمية، أصبحت الشرطة تمارس دورا وقائيا في ردّ فعل على ما يحصل من جرائم، وهو مبدأ تعوّل عليه كثير من أجهزة الشرطة بخفض مناسيب الجريمة"، مبينا في تصريح، مساء أمس الجمعة، أن "عملية البتاويين ليست أمنية فحسب وإنما أمنية خدمية، الغرض منها تعزيز الأمن وتقديم الخدمات وإعادة إحياء هذه المنطقة، التي من المؤمل أن تكون واجهة حضارية ومنطقة مشرقة في بغداد".
وأضاف، إن "العمل الخدمي يحصل بالتوازي مع الجهد الأمني"، مشيرا إلى أنه "يتضمن تنظيفها وإزالة التجاوزات والأعمال غير النظامية فضلاً عن العمل الأمني الذي يستهدف تطهيرها من بؤر الفساد والجريمة". وذكر أن "العملية شهدت القبض على مئات المطلوبين بتهم مختلفة ما بين حيازة أسلحة ومواد مخدرة وأعمال الجريمة المنظمة، فضلاً عن مقيمين أجانب بطريقة غير قانونية"، مشيرا إلى أن "هناك ارتياحا كبيرا لدى أهالي المنطقة وعموم المجتمع العراقي للعملية التي حققت أهدافها المرسومة بتطهيرها من بؤر الفساد والجريمة وإزالة المظاهر غير الحضارية وتقديم الخدمات".
الاستهداف مباشر بدل رد الفعل
من جهته، أكد ضابط أمن في الوزارة أن "الاستراتيجية التي وُضعت تتضمن استهداف المناطق التي تكثر فيها شبكات الجريمة المنظمة في العراق، وبخاصة العاصمة بغداد، وهي مناطق محددة مسبقا"، مبينا أن "وزير الداخلية سيشرف بشكل ميداني على العمليات كما يحصل في عملية البتاويين، وأن الاستراتيجية سيبدأ تنفيذها في غضون أيام".
وأشار إلى أن "الوزارة كانت تعمل سابقا في رد فعل فقط على الجريمة، اليوم انتقلت إلى عمليات استهداف مباشر للمناطق لإنهاء شبكات الجريمة المنظمة، أي إن الاستراتيجية تستهدف تلك الشبكات وخططها الإجرامية، وهذا يعني أن هذه الأخيرة لن تستطيع الاستقرار بمناطق معينة، وأنها ستلاحَق في كل مكان، وبالتالي ستفقد القدرة على تنفيذ خططها الإجرامية".
ونشطت في السنوات الأخيرة شبكات الجريمة المنظمة في العراق، بسبب عوامل كثيرة، ما انعكس سلباً على المجتمع العراقي بشكل عام، وتعرضت السلطات الحكومية والأمنية الى انتقادات واسعة بسبب عدم وضع الخطط الكفيلة بتحجيم نشاط شبكات الجرائم والقضاء عليها.