تجدد محاصرة مراكز الشرطة وهذه المرة في حي النصر.. قاتل في نزاع عشائري حاول ذووه تحريره لكنهم فشلوا
مع استمرار خطط تسلُّم وزارة الداخلية لأمن المحافظات
تجدد محاصرة مراكز الشرطة وهذه المرة في حي النصر.. قاتل في نزاع عشائري حاول ذووه تحريره لكنهم فشلوا
انفوبلس/..
في حادثة غير جديدة، بل باتت تتكرر في أكثر من مرة ومناسبة، أقدم مجموعة من الأشخاص المسلحين على محاصرة مركز شرطة في منطقة حي النصر الواقعة شرقي العاصمة بغداد؛ على خلفية اعتقال متهمين بنزاع عشائري، الأمر الذي دفع بالجهات الأمنية إلى إرسال تعزيزات من الشرطة الاتحادية لاحتواء الموقف وبسط السيطرة عليه.
*تفاصيل الحادثة
بحسب مصادر أمنية رفيعة، فإن القوات الأمنية اعتقلت 4 مسلحين في منطقة حي النصر شرقي العاصمة؛ على خلفية وقوع نزاع عشائري هناك.
وقال المصدر، إن "مجاميع مسلحة فوضوية حاصرت مبنى مركز شرطة حي النصر بالعاصمة بغداد لإخراج أحد عناصرهم المطلوب بارتكاب جريمة قتل خلال نزاع عشائري والموقوف داخل المركز".
وبين، إن "الشرطة الاتحادية قامت بإحاطة مركز شرطة حي النصر واعتقلت أكثر من 4 أشخاص مسلحين تجمهروا حول المركز وإبعاد المجاميع الأخرى لمسافة أكثر من 100 متر".
وبحسب المصدر، فإن "المسلحين الذين حاصروا المركز ينتمون إلى التيار الصدري".
*خطط الداخلية لتسلُّم الملف الأمني
يأتي ذلك بالتزامن مع خطط وزارة الداخلية لتسلم الملف الأمني في محافظات البلاد من وزارة الدفاع.
وفي 14 شباط الماضي، أكدت وزارة الداخلية، التوجه لمَأسَسَة دوائرها والشروع بإعادة بناء منظومتها وفقا للمتطلبات الأمنية، فيما أوضحت آخر المستجدات بشأن استلام الملف الأمني في المحافظات.
وذكر المتحدث باسم الوزارة، اللواء خالد المحنا في تصريح للوكالة الرسمية، أن “استلام الملف الأمني من قبل وزارة الداخلية جزء مهم في البرنامج الحكومي، ووزارة الداخلية حاليا بصدد مأسسة دوائرها كافة لتعزيز العمل في هذا الجانب”.
وأضاف المحنا، أن “الوزارة تعمل حاليا على عدة نقاط تتمثل في: (إعادة هيكلة، إعادة تدريب، بناء مؤسساتي، وضع الإدارات والقيادات وفق مبادئ ومعايير المهنية والنزاهة والكفاءة، إعادة تشكيل القطاعات، دمج بعض القطاعات، واستبدال قطاعات الجيش بأخرى من وزارة الداخلية من الشرطة الاتحادية وقوات الطوارئ)”.
وتابع، “يجري الآن إعادة تشكيل بناء المنظومة وفق المتطلبات الأمنية، وهنالك خلايا استخبارات في كل محافظة، متكونة من تشكيلات القوات الأمنية كافة، وهكذا يجري التنسيق الاستخباري في هذه الخلايا الموجودة في كل محافظة”.
وأوضح، أنه “بعد اكتمال الاستحضارات لكل مديرية شرطة، وحينما تكون الجاهزية بأعلى مراحلها، تكون هناك عملية نقل للملف الأمني”.
وبشأن تسليم المرابطات إلى شرطة النجدة، قال المحنا، إن “الملف ليس تسليم المرابطات لشرطة النجدة وإنما عملية استبدال الخطط الأمنية التقليدية بأخرى حديثة، وتستبدل النقاط الثابتة والقضايا التي كان يعمل عليها سابقا بموجب تقنيات وآليات حديثة منها الاعتماد على جانب الاستخبارات، وكذلك الاعتماد على دوريات النجدة التي جرى تدعيمها مؤخرا من الناحيتين اللوجستية والإدارية، وأيضا الاعتماد على التقنيات وعلى الجوانب الفنية الأخرى، ومرورا بتخفيف العبء عن كاهل المواطن من خلال تخفيف عدد السيطرات وإزالة الحواجز الكونكريتية والنقاط الثابتة”.
*ترحيل ملف بغداد
ويوم أمس، أعلنت وزارة الداخلية، في (18 شباط 2024)، تأجيل استلام الملف الأمني في أربع محافظات إلى عام 2025، فيما أشارت الى أن 11 محافظة سيتم استلام ملفها الأمني خلال العام الحالي.
وقال الناطق باسم الوزارة الداخلية العميد مقداد الموسوي، إن "عملية استلام الملف الأمني للمحافظات تجري تباعًا وفق خطة مدروسة من قبل وزارة الداخلية وهي ستضم في المرحلة القادمة كُلاً من المحافظات التالية وهي (ديالى – الأنبار - نينوى – صلاح الدين) مع بقاء قيادات العمليات ولكن خارج المدن".
وأضاف، أن "11 محافظة سيتم استلام ملفها الامني خلال العام الجاري، فيما سيرحل ملف استلام ملف أمن المحافظات التالية (البصرة – بغداد – ميسان – كركوك) لعام 2025 لأسباب عدة منها كونها ذات مساحة واسعة تحتاج الى استحضارات أكثر او أنها حدودية، لافتا الى أن "العملية تجري وفق سياقات ممنهجة من خلال لجان مختصة".
*حادثة مكررة
وتُعد هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث هاجمت سرايا السلام القوات الأمنية ومراكز الشرطة في العديد من المناسبات السابقة، ولعل أبرزها ما جرى في أواخر شهر تشرين الثاني الماضي، حيث كشف مصدر محلي من مدينة الحسينية شمال شرق بغداد، أن قوات الشرطة الاتحادية المسؤولة عن حماية المدينة ألقت القبض على عدد من المخرّبين للدعايات الانتخابية واقتادتهم إلى مركز الشرطة، تطبيقاً للقانون.
وبحسب المصدر: بعدها بنحو ساعة، قام العشرات من عناصر سرايا السلام في المدينة بمهاجمة نقطة أمنية للشرطة الاتحادية واختطاف عنصرين منها وأخذهم لأحد مقرات الجناح المسلح للتيار الصدري في الحسينية.
المصدر أضاف، أن اتصالات جرت بين قيادات في سرايا السلام وبعض مسؤولي الشرطة الاتحادية في المدينة لعقد صفقة "تبادل أسرى" بحسب تعبير المصدر، وهو الأمر الذي حدث فعلاً، حيث قام مركز الشرطة بإخلاء سبيل المعتقلين وقامت قوات سرايا السلام بإطلاق سراح الشرطيَّين المختطفَين.
وفي الرابع من شهر آب/ أغسطس الماضي، أعلنت وزارة الداخلية اعتقال خمسة متهمين حاولوا دخول مركز شرطة "ابو دشير" في جانب الكرخ بالقوة والتجاوز على المنتسبين في العاصمة بغداد.
وذكرت الوزارة في بيان، إن "قوة ضمن قيادة شرطة الكرخ تمكنت من إلقاء القبض على 5 متهمين حاولوا الدخول إلى مركز شرطة "أبو دشير" بالقوة، وذلك على أثر جلب أحد أطراف مشاجرة حصلت ضمن قاطع المسؤولية".
وأضافت، إن "المتهمين الخمسة حاولوا دخول المركز وتشاجروا مع حرس باب النظام والاعتداء على المنتسبين بالسب والشتم والضرب بالأيدي، حيث كانت رد رجال الشرطة في هذا المركز بالشكل العاجل والفوري وإلقاء القبض عليهم جميعاً وإيداعهم التوقيف"، مشيرة الى أن " تسجيل شكوى أصولية من قبل منتسبي حرس باب النظام، لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق المعتدين، في حين ضبطت عجلتهم أيضا".
وأشارت الى، أن "الموضوع عُرض أمام أنظار السيد القاضي الذي قرر توقيف المتهمين وفق أحكام المادة (230ق. ع)، تمت إحالة الأوراق التحقيقية للمتهمين إلى مديرية إجرام الكرخ لإكمال التحقيق الأصولي".
وفي حينها كشفت مصادر محلية وأخرى أمنية رفضت الكشف عن أسمها إن المهاجمين تابعين لسرايا السلام حاولوا تهريب عنصر تابع لهم معتقل في مركز الشرطة.
وفي 13 كانون الثاني/ يناير 2024، شهدت محافظتا واسط والبصرة، اشتباكات مسلحة بين سرايا السلام والقوات الأمنية تارة وبين سرايا السلام وعصائب أهل الحق تارة أخرى، لأسباب وُصِفت بأنها "غير منطقية" أدخلت سكان المحافظتين بحالة من القلق.
مصادر أمنية بمحافظة واسط، أفادت بحدوث اشتباك وتبادل إطلاق نار بين قوة أمنية تابعة الى الشرطة الاتحادية ومجموعة من "سرايا السلام" وسط المحافظة، مضيفة إن "قوة أمنية كانت مكلَّفة بواجب أمني في إحدى السيطرات الداخلية قرب ساحة تموز وسط مدينة الكوت مركز المحافظة، دخلت باشتباك مع أفراد من سرايا السلام، أثناء محاولتها تفتيش عجلاتهم التي كانوا يستقلونها، ما أدى لإصابة شرطي بكدمات".
وكشفت، إن "الموقف تطور لإطلاق النار في الهواء بين الطرفين في السيطرة"، مشيرة الى أن "العشرات من أفراد السرايا تجمعوا في مركزهم وسط الكوت بسيارات مضللة (لواء 307 سرايا السلام) يقودهم القيادي أبو حسن السعيدي، لمهاجمة قيادة شرطة واسط لكنهم فشلوا في ذلك".
وأشارت المصادر إلى، أن "السيارات كانت تحمل مخدرات ما اضطر عناصر السرايا الى إطلاق النار على القوات الأمنية"، مردفةً، إن "القوات الأمنية سيطرت بشكل كامل على الأوضاع بمحافظة واسط واعتقلت عددا منهم".
وطالب أهالي المحافظة الوقوف بوجه من يخالف القانون ويثير الفتن. ولم يصدر لغاية الآن أي تعليق رسمي من قيادة شرطة محافظة واسط أو الجهات الأمنية الأخرى، حول ما جرى في تلك الليلة.
وبالتزامن مع اشتباكات محافظة واسط، شهدت الساعات الأولى من فجر ذلك اليوم، مواجهات بين سرايا السلام وعصائب أهل الحق في البصرة، أسفرت عن احتراق سيارة لأحد عناصر العصائب، وسرعان ما توقف الاشتباك بعد تدخل القوات الأمنية، فيما أخمدت فرق الدفاع المدني الحريق.
وقالت مصادر أمنية، إن مشاجرة وقعت بين أطفال أحدهم نجل أحد قياديي عصائب أهل الحق والآخر نجل قيادي في سرايا السلام على إثر "تجاوز لفظي"، تطور الى اشتباك مسلح بين الطرفين في منطقة الكرمة ضمن قضاء الهارثة بمحافظة البصرة، لافتة الى أن السرايا اتهموا الطرف الآخر بسب وشتم مقتدى الصدر، وهو ادعاء "كاذب".
وبينت المصادر، أن عناصر سرايا السلام استهدفوا منزل علي حميد الحلفي (قيادي في العصائب) بالقاذفات والأسلحة الرشاشة، ما تسبب بإحراق سيارته الشخصية، فيما ردّت عناصر من العصائب على مصدر النيران.
وأكد شهود عيان انتشار مسلحين ملثمين يرتدون ملابس عسكرية مرقطة في المنطقة، قاموا بإيقاف وتفتيش المارة والسيارات.
وفيما بعد، نشرت قيادة عمليات البصرة قطعات من الجيش العراقي في منطقة المواجهات، وباشرت بنصب نقاط تفتيش متعددة، فيما عادت الحركة بشكل حذر إلى الشوارع على جانبي جسر خالد جنوبي البصرة.
وأكدت قيادة شرطة محافظة البصرة، إنها تدخلت لفض مشاجرة مسلحة في منطقة النجيبية. وأضافت، إنه "بعد ورود أخبار بوجود مشاجرة في منطقة النجيبية بسبب خلاف حول أطفال مما أدى الى إطلاق نار واحتراق عجلة، على الفور تم تشكيل قوة التوجه الى محل الحادث وفض المشاجرة خلال وقت قياسي". مبينة، إن "المواطنين من سكنة المنطقة قدموا الشكر للقوات الأمنية على تدخلها وسيطرتها على الموقف".
وفي السادس والعشرين من الشهر الماضي، أفاد مصدر باندلاع توتر أمني في حي العامل بعد انتشار مسلحين تابعين لـ"سرايا السلام"، الجناح المسلح للتيار الصدري، في المنطقة وقيامهم بإزالة وإحراق صور قادة النصر ورفع راياتهم مكانها، ما دفع العديد من سكان المنطقة إلى الاحتكاك بهم في محاولة لإيقاف ما يقومون به لكن دون جدوى.
وأضاف، إن بعض السكان كانوا من المنتمين لعصائب أهل الحق، الأمر الذي دفع عناصر سرايا السلام لإشهار الأسلحة والتهديد بإطلاق النار، ما فاقم الوضع وتطور إلى مشاجرة مسلحة تخللها إطلاق نار بين الطرفين.
الجيش العراقي والشرطة الاتحادية استنفروا قواتهم وأغلقوا مداخل المنطقة في محاولة للسيطرة على الوضع، وهو ما حدث فعلاً حيث انتهت المواجهة المسلحة وكان حصيلتها جريحين اثنين من سرايا السلام.
كما أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي إصابة أحد عناصر الشرطة برصاصة في قدمه أثناء إطلاق سرايا السلام النار قبل فرض القوات الأمنية طوقاً أمنياً وإنهاء المواجهة.
المقاطع والصور المتداولة أظهرت عناصر سرايا السلام وهم يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة كقاذفات الـRBG وأسلحة الـPKC فضلاً عن رشاشات الكلاشينكوف وغيرها.
العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا الصور والمقاطع وكتبوا، إن "الأمن في العاصمة هَش جدا ويحتاج إلى جهود حكومية وأمنية قوية لفرض سيطرة الدولة". مؤكدين، إن "جماعات منحرفة كتلك قادرة على إحراق العراق في أي لحظة تشاء بسبب امتلاكها السلاح والنفوذ وعدم وجود روادع أمنية جديّة تجاهها".
وهذه الحوادث، جاءت كلها بعد ان قرّر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، العام الماضي، بمنع أي استعراض عسكري لـ"سرايا السلام" من دون الرجوع إليه في ذلك، في توجه لتطهير لفصيله المسلح من بعض المندسين الذين من شأنهم ارتكاب أعمال عنف تسيء إلى صورته، في تناقض واضح لتوجيهات قائدهم.