تحذيرات من "إدلب ثانية" في نينوى.. تجربة سوريا قد تتكرر في "زليكان" ودور بارز للنجيفي!

انفوبلس/ تقارير
بعد التقارب الحكومي الثاني مع الإدارة السورية الجديدة بقيادة الجولاني، عادت قاعدة زليكان في نينوى إلى دائرة الجدل مرة أخرى، فتحذيرات جعلها "إدلب ثانية" تضاعفت لاسيما بعد الكشف عن شيشانيين وعناصر أجنبية من جنسيات أخرى داخلها، تركيا تريد تكرار ما حدث في سوريا، بالعراق، يقول الجلبي ذلك ويضرب عدة أمثلة.. فأين تكمن الخطورة؟ وما علاقة النجيفي بكل ذلك؟ إليك آخر مستجدات هذا الملف بتقرير مفصل عبر شبكة انفوبلس.
إدلب ثانية
في هذا الإطار، حذر عضو ائتلاف دولة القانون زهير الجلبي، من “إدلب ثانية” في العراق تبدأ من الموصل عبر معسكر زليكان.
تجدر الإشارة إلى أن قاعدة زليكان، الواقعة شمال مدينة الموصل، تستخدم من قبل القوات التركية منذ سنوات، وتثير تواجدها احتجاجات رسمية وشعبية متكررة في العراق، وسط مطالبات بخروجها واحترام السيادة الوطنية.
وقال الجلبي في حوار متلفز تابعته شبكة انفوبلس، إن “ما حدث في سوريا من الممكن أن يحدث في العراق”، مؤكدا أن “أي خلل أمني يحدث حاليا يمكن أن يقلب الأوضاع في البلاد”.
وأضاف أن “اخطر منطقة في البلاد هي الموصل، حين أن سقوطها وانفصالها عن العراق لا يصب بمصلحة العراق والدليل على ذلك وجود معسكر زليكان”، واصفا إياه بـ”أدلب الثانية”.
ورجح الجلبي، وجود “شيشانيين في المعسكر من الممكن استخدامهم، كما حدث مع الرئيس السوري أحمد الشرع”، مشيرا إلى أن “معسكر زليكان يحتوي على 3 ألوية و4 آلاف مقاتل من قوات حرس نينوى، يتم تدريبهم من قبل تركيا، فيما تقوم قطر بدفع رواتبهم”.
علاقة اثيل النجيفي
يشير الجلبي إلى أن “أثيل النجيفي ونجله يشرفان على الموضوع”، كاشفا عن ابتزاز أثيل النجيفي لوزارة الداخلية خلال سقوط الموصل بالقول: “عندما كنت في جهاز المخابرات جاء نداء إلى وكيل وزير الداخلية الراحل عدنان الأسدي بعد فتوى المرجعية بالجهاد من قبل اثيل النجيفي، حيث تقول البرقية إن هناك 14 الف مقاتل بمعسكر للتدريب ونطلب دعم الحكومة لتحرير أراضينا في الموصل”.
وأضاف أن “الاسدي شكل في حينها لجنة وانا من ضمن اللجنة لمتابعة معسكر زليكان و بوقتها عند وصولي للمعسكر معنتني قوات البيشمركة من الدخول للمعسكر، ولكن بعد إستعانتي بأحد الأشخاص الذين كانوا يشرفون معهم على تشكيل المعسكر وهو اللواء احمد الجبوري”.
واستطرد قائلا: “لقد التقيت بالجبوري، دون معرفته بأني عضو لجنة وقال لي إن المعسكر يضم 150 شخصا فقط وهم من الإيزيديين الذين قام داعش بسبي نساؤهم وهدم منازلهم وليس كما قال النجيفي، حيث يريدون ابتزاز الداخلية من خلال نهب المال العام بحجة تدريب وتسليح هؤلاء المقاتلين”.
إصرار تركيا على "زليكان"
منذ إنشاء قاعدة زيليكان وإلى الآن، أبدى العديد من المسؤولين العراقيين رفضهم بشدة، وطالبوا بخرجهم من الأراضي العراقية، ولكن حتى يومنا هذا لم تستمع تركيا لردود الأفعال هذه.
في عام 2015 تم رفع دعوة ضد تركيا من قبل وزارة الخارجية العراقية في مجلس الأمن العام مطالبةً بسحب الدولة التركية لجنودها من زيليكان وكامل الأراضي العراقية.
إضافةً لردود الأفعال هذه، فقد طالبت وزارة الخارجية العراقية مرةً أخرى أنقرة وبشكل رسمي بسحب قواتها من زيليكان، ولكن بالرغم من هذه المطالبات والتحذيرات، فإن تركيا لم ترد على الدولة العراقية حتى الآن.
من الجدير بالذكر، أنه منذ فترة، أصبحت "زليكان" على جدول الأعمال وأزمة في العراق من الناحية السياسية والعسكرية، وخاصة من قبل الكتل الشيعية، حيث يعتبرونها مثل إدلب الثانية وبركان على وشك الانفجار، وأن الدولة التركية وضعت أعينها على سهول نينوى في كركوك والتي تعتبر جزء كبير من الأراضي العراقية.
حصان طروادة
إلى ذلك، رأى عضو المكتب السياسي لحركة الصادقون، سلام الجزائري، أن الصمت الحكومي تجاه التحركات التركية في العراق يُعد “مشكلة كبيرة”، محذرًا من ما وصفه بـ”حصان طروادة تركي معلن” داخل البلاد.
وقال الجزائري في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن “السكوت الحكومي على الأطماع التركية يمثل خطراً واضحاً”، مشيرًا إلى وجود “احتلال تركي معلن متمثل بقاعدة زليكان”، مستغربًا عدم اتخاذ موقف حكومي حازم تجاه هذا التواجد.
وأضاف أن “الحكومة تمتلك معلومات وتقارير استخباراتية دقيقة حول المخطط الجاري في الموصل وكركوك”، لافتًا إلى أن “حرس نينوى يعملون كحماة للقاعدة التركية في زليكان”.
كما كشف الجزائري أن “قاعدة زليكان تضم 2119 جندياً تلقوا تدريباتهم في تركيا، ويعملون وفق الأجندة التركية داخل الأراضي العراقية”.
زحفٌ بصمت
في ذات السياق، أكد القيادي في تحالف الفتح عدي عبد الهادي، أن القوات التركية عززت انتشارها في 12 موقعاً ضمن قاطع شمال العراق، بعد إعلان حزب العمال الكردستاني إيقاف عملياته المسلحة.
وقال عبد الهادي، إن "الوجود العسكري التركي في قاطع شمال العراق، بما في ذلك إقليم كردستان، بلغ حتى الآن أكثر من 80 موقعاً بين ثكنة ونقطة مرابطة، وصولاً إلى قواعد تضم أسلحة ثقيلة، منها قاعدة الزليكان قرب بعشيقة"، متوقعاً أن "يتجاوز عدد الجنود الأتراك 10,000 داخل الحدود العراقية".
وأضاف أن "القوات التركية عززت من انتشارها في 12 موقعاً على الأقل بعد إعلان حزب العمال الكردستاني إيقاف عملياته المسلحة، ما يشير إلى أن التحركات التركية تمثل عملية تعزيز وزحف مستمر في العمق العراقي، الذي بلغ أكثر من 140 كلم حتى الآن، ما يثير الكثير من علامات الاستفهام".
وأشار إلى أن "كل الذرائع التي كانت تتحدث بها أنقرة بشأن طبيعة وجودها العسكري في شمال العراق قد انتهت"، مشدداً على "ضرورة الضغط باتجاه تفكيك القواعد ونقاط المرابطة، والعودة إلى الحدود الدولية بين بغداد وأنقرة".
ولفت إلى أنه "لا يوجد مبرر للوجود التركي، خاصة مع تكرار القصف المدفعي والغارات الجوية بين فترة وأخرى".
توسعة تركية لـ"زليكان" تمهيدا للتمدد
واصلت تركيا زحفها صوب مناطق اطماعها في العراق، إذ وفي نيسان الجاري، أكّد مصدر مطلع، أن القوات التركية بدأت بإخلاء الجزء الشرقي من قاعدة زليكان قرب ناحية بعشيقة، شمالي العراق، في خطوة مباغتة لم يُكشف عن دوافعها حتى الآن.
وقال المصدر، إن "القوات التركية المنتشرة داخل قاعدة زليكان شرقي بعشيقة بدأت منذ ساعات الفجر الأولى بإخلاء الجزء الشرقي من القاعدة، عبر نقل المعدات والآليات وبعض الكرفانات إلى مواقع أخرى"، لافتاً إلى أن "الجهات المختصة لم تعلن حتى الآن عن أسباب هذه الخطوة".
وأضاف، أن "المؤشرات الأولية ترجّح أن تكون عملية الإخلاء مرتبطة بتعزيز وتوسعة ذلك الجزء، لا سيما وأن القاعدة مرت بثلاث مراحل تطوير خلال السنوات الماضية، في إطار مساعي أنقرة لتحويلها إلى قاعدة لوجستية مركزية في شمال العراق".
وأشار إلى أن "أنقرة تسعى بشكل هادئ إلى تطوير مدارج القاعدة لاستقبال المزيد من الطائرات العسكرية، إلى جانب تعزيز قدرتها على الانتشار ودعم نقاطها وسكناتها المنتشرة في محيط المنطقة"، مبيناً أن "قاعدة زليكان تُعد من أبرز المواقع العسكرية التركية في شمال العراق، وتضم معدات ثقيلة، خصوصاً المدفعية، فضلاً عن مخازن للطائرات".
وأوضح المصدر، أن "التوسعة والتطوير يجريان بصمت، ضمن مسعى تركي لفرض سياسة الأمر الواقع في هذه الجغرافيا المعقدة، في ظل غياب واضح للتصريحات الرسمية من الجانبين العراقي والتركي".
نفوذ تركي جديد شمال العراق
في النهاية، تأتي هذه التطورات، مع تصاعد الاتهامات في العراق، حول استغلال أنقرة لأحداث المنطقة المتصاعدة، لرسم نفوذ جديد لها شمال العراق، في ظل استمرار التوغل التركي داخل الأراضي العراقية تحت ذرائع كثيرة من بينها القضاء على حزب العمال الكردستاني رغم إيقاف الأخير عملياته العسكرية تلبية لدعوة قائده عبد الله أوجلان.
وتتوغل تركيا منذ سنوات في العراق، وأسست أكثر من 100 قاعدة عسكرية، حسب ما أعلن مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، وتنفذ عمليات قصف يومية تطال المدنيين والقرى في دهوك.
ولم يتخذ العراق حتى الآن، أي تحرك جدي لإحياء مبادرة السلام ووقف اطلاق النار من قبل حزب العمال الكردستاني، باستثناء بيانات الترحيب بها، حيث لم يتوجه لوساطات أو يراقب تنفيذ بنودها.
يشار إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يستعد لإجراء زيارة الى تركيا خلال الفترة المقبلة ، هي الثانية بغضون 5 أشهر، والثانية في عمر ولايته الحكومية لبحث عدد من الملفات الحساسة بين البلدين، كما تشير معلومات أن ليس السوداني لوحده، بل الرئيس التركي رجب اردوغان، سيزور هو الاخر العراق خلال النصف الأول من العام الحالي، لتكون زيارته هي الثانية الى العراق خلال فترة ولاية السوداني بعد زيارته الاولى الى العراق في نيسان 2024، والتي كانت هي الاولى للعراق بعد انقطاع دام أكثر من 10 سنوات.
ومنذ مطلع العالم 2021، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة إلى الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.