تحرك خجول ومتأخر من حكومة السوداني بعد تصاعد حدة القتال بين تركيا والعماليين
انفوبلس/..
اجتماع متأخر ومخرجات ركيكة لا ترقى لمستوى الحدث، فقوات تركيا وصلت أعماق المدن الكردستانية وتسببت بتشريد العشرات ونصبت سيطرات في شمال العراق، ليعقد يوم أمس اجتماعا حكوميا انتهى بتشكيل وفد يذهب إلى كردستان من أجل "الاطلاع على الأوضاع العامة"!
*الاجتماع
ترأس رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني، جرت فيه مناقشة أهم الموضوعات والمستجدات الأمنية، كما تمّ بحث القضايا المطروحة في جدول الأعمال واتخاذ القرارات والتوجيهات اللازمة بشأنها.
فقد تناول المجلس موضوع التدخلات والخروقات التي تمارسها القوات التركية في المناطق الحدودية المشتركة، حيث تمّ التأكيد على رفض التوغّل العسكري التركي، والمساس بالأراضي العراقية، وأن على تركيا مراعاة مبادئ حسن الجوار، والتعامل دبلوماسياً مع الحكومة العراقية، والتنسيق معها تجاه أي موضوع يتعلق بالجانب الأمني.
ووجه رئيس مجلس الوزراء، وفق بيان رسمي، بإرسال وفد برئاسة مستشار الأمن القومي إلى إقليم كردستان العراق؛ من أجل الاطلاع على الأوضاع العامة، والخروج بموقف موحد من هذا الموضوع الذي يمسّ السيادة العراقية.
ودعا المجلس جميع الأطراف والقوى الوطنية لمساندة موقف الحكومة في هذا الأمر، مجدداً الموقف العراقي المبني على الدستور والقانون، الذي يمنع الاعتداء على أراضيه، أو استعمال الأراضي العراقية لتكون منطلقاً للاعتداء على دول الجوار.
ونظر المجلس في الموضوعات الأخرى المدرجة على جدول أعماله، وتم اتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.
كما وصل مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، صباح اليوم الخميس 11 تموز/يوليو 2024، إلى أربيل على رأس وفد أمني رفيع المستوى، بحسب بيان حكومي ورد لـ"انفوبلس"، والذي أكد ان هذه الزيارة جاءت بناء على توجيه القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني.
*تركيا وقواعدها في العراق
وسابقا توصلت شبكة انفوبلس إلى معلومات عن عدد القواعد العسكرية، والمعسكرات، ومراكز جمع المعلومات التركية داخل العراق فضلا عناوين تلك القواعد والمراكز والتي بلغت 16 قاعدة معلنة و80 معسكرا و3 قواعد استخبارية، فضلا عن توصل الشبكة إلى نسبة المساحة التي استحوذ عليها الأتراك منذ بداية توغلهم وحتى الآن.
وبحسب الاتحاد الوطني الكردستاني، فقد تجاوز عدد القواعد التركية شمال العراق الـ50 قاعدة، لكن ما كُشف منها وبالأسماء لغاية الآن هي 16 قاعدة عسكرية، تضعها انفوبلس أمامكم:
1. قاعدة باتوفا العسكرية
2. قاعدة كاني ماسي العسكرية (گري باروخي) / دهوك
3. قاعدة عسكرية ولوجستية بالبامرني ومطار عسكري / دهوك
4. قاعدة سينكي العسكرية.
5. قاعدة بيكوفا العسكرية (گري بي) / دهوك
6. القاعدة العسكرية في وادي زاخو.
7. قاعدة سيري العسكرية.
8. قاعدة شيلادزي العسكرية / دهوك
9. قاعدة كويكي العسكرية.
10. تاريخ قاعدة قمري برواري العسكرية.
11. قاعدة کوخي سبي العسكرية.
12. القاعدة العسكرية في دري دواتيا.
13. قاعدة سەرزيري العسكرية.
14. قاعدة شیرتي العسكرية
15. قاعدتان عسكريتان في زلخام
16. قاعدة بليتشيان العسكرية
في سياق متصل، أكد الأمين العام السابق لشؤون وزارة البيشمركة الفريق أول جبار ياور، أن القوات التركية لديها 80 معسكرًا في كردستان.
وقال ياور في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إنه "منذ عام 2019 قامت الحكومة التركية ببناء قواعد عسكرية في اقليم كردستان، وحسب الإحصاءات الرسمية لوزارة الدفاع التركية هناك 80 معسكرا وثكنة تركية داخل الاراضي العراقية، بعمق من 1 الى 40 كيلومترا وطول 200 كيلومتر، على طول الحدود العراقية التركية داخل اقليم كردستان، تحديداً في محافظتي دهوك واربيل".
*أرقام مرعبة
وبحسب الإحصاءات الرسمية، منذ عام 2015، فقد قُتل أكثر من 170 مدنياً وأُصيب أكثر من 300 آخرين، کما تم إخلاء 162 قرية، وأكثر من 600 قرية أخرى مهددة بالإخلاء بسبب هجمات تركيا.
ورصدت منظمة "فرق صناع السلام" الأميركية، دخول الجيش التركي صوب إقليم كوردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة وإقامة حاجز أمني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية.
ووفقا للتقرير الصادر عن المنظمة، فإن الدبابات والمدرعات التركية توغلت في قرى (أورا ، وسارو، وارادنا، وكيستا، و چلك، وبابير).
ووفقا للتقرير، فإنه تنقل حوالي 1000 جندي تركي بين قاعدة (گري باروخ) العسكرية التركية، وجبل (متينا) خلف ناحية (بامرني) في غضون ثلاثة أيام، وأقاموا حاجزا أمنيا بين قريتي "بابير" و"كاني بالافي"، ولا يُسمح لأي مدني بالمرور إلا بعد التحقيق معه وإبراز هوية الأحوال المدنية العراقية أو البطاقة الوطنية.
كما أشار الى أن تركيا تسعى حاليا الى رسم خط أمني يبدأ من منطقة (شيلادزى) ويمتد الى قضاء "باتيفا"، وسيمرُّ عبر ناحية "ديرلوك"، و"بامرني"، "وبيكوفا" بحيث تكون جميع القرى والبلدات والاقضية والنواحي والوديان والاراضي والسماء والماء خلف هذا الخط تحت السيطرة العسكرية للجيش التركي، وإذا ما حدث اشتباك في هذه المناطق فستصبح ساحات قتال.
وبحسب التقرير، فإن هناك هدفا آخر من هذا التحرك العسكري التركي هو الوصول إلى جبل (هفت تبق) في منطقة (شلادزى)، واحتلال سلسلة جبال (گارا)، مما يتسبب بفقدان حكومة اقليم كردستان العراق بين 70 - 75 بالمئة من سلطتها على محافظة دهوك".
*إحصائية الهجمات
وكانت منظمةCPT الأمريكية قد أفادت في منتصف شهر حزيران الماضي، بأن القوات التركية شنت قرابة 1000 هجوم وقصف داخل أراضي الإقليم في العراق خلال النصف الأول من العام 2024.
ما يعني أن العراق انشغل بالتواجد الأجنبي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وتجاهل الاحتلال التركي الذي غرس جذوره بعيدا في الأرض العراقية.
وهذا الأمر يتحمله إقليم كردستان، الذي تقصَّد بجعل الأمن في أراضيه هشَّاً عبر رفضه دخول القوات العراقية الى أراضي الإقليم بدون أذن منه وكأنه يريد أن يعيش أجواء الدولة المستقلة وليس الإقليم.
وتتواصل الانتهاكات التركية لشمال العراق منذ نحو عشرين عاماً، وسط صمت من قبل حكومتي بغداد وأربيل، اللتَين لم تتخذا إجراءات رادعة لإيقاف تلك العمليات، التي ألقت بظلالها على حياة المدنيين، وأدت لسقوط مئات الضحايا، فضلاً عن الخسائر المادية.
وشنَّ الجيش التركي خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، 833 هجومًا وعملية قصف على أراضي إقليم كردستان، أسفرت عن مقتل 8 مواطنين، بحسب تقارير أجنبية اطلعت عليها شبكة "انفوبلس"، التي كشفت أن القوات التركية نفذت في عام 2023، 1548 هجوماً وتفجيراً في إقليم كردستان ومحافظة نينوى.
وعلى الرغم من حديث تركيا عن أن غايتها ملاحقة حزب العمال الكردستاني، فإن خبراء وسياسيين يرون أن الغاية الأساسية تبتعد عن ذلك، وتمثل محاولة لإنشاء وجود دائم لأنقرة في العراق.
وتعتبر محافظة دهوك، التابعة لإقليم كردستان، أكثر المناطق التي تتعرّض بشكل شبه يومي للقصف التركي، كونها محافظة مجاورة للحدود التركية، فضلاً عن أن تركيا تعتبرها منطقة استراتيجية، للتمدد نحو محافظتي نينوى وكركوك.
وخلال الأعوام الأخيرة، تحولت تركيا إلى لاعب مؤثر داخل العملية السياسية العراقية، عبر فرض سطوتها على بعض الكتل السياسية السُنية وتحكمها بقرارهم السياسي، ما أدى إلى عرقلة أي خطوات عراقية حقيقية لوقف انتهاكات تركيا للأراضي العراقية.