تحرير سنجار.. بطولات خالدة للحشد الشعبي وبارزاني يلوح باتفاق "ولد ميتا"
انفوبلس/..
لازالت حكومة إقليم كردستان تواصل تصريحاتها ومواقفها المزعومة واللادستورية إزاء ملف تحرير قضاء سنجار الذي اجتاحته عصابات داعش سنة 2014، وذلك عبر مواقفها “المسمومة” ضد قوات الحشد الشعبي التي حررت القضاء من دنس الجماعات الإجرامية التي عاثت في القضاء ومارست جرمها من قتل وسبي وانتهاك للحرمات، حتى جاءت تلك القوة العراقية الوطنية لتنهي سلسلة من الدمار، بعد أن تخلت عنها “البيشمركة” ووقفت موقف المتفرج أمام تدفق داعش وهجماته.
وهذه المواقف قد شرعت بها سلطات الإقليم منذ الفترة التي أعقبت تحرير القضاء، حيث حاولت بكل السبل أن تنسب النصر المؤزر على داعش الى البيشمركة وإنكار تضحيات الحشد الشعبي، وحتى يومنا هذا بعد حديث رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني بالتزامن مع الذكرى الثامنة لتحرير القضاء.
وجدد بارزاني، دعوته إلى تنفيذ الاتفاق المبرم بين حكومتي إقليم كردستان والاتحادية لتطبيع الأوضاع في قضاء سنجار المتنازع عليه بين أربيل وبغداد، لكنه اختتم تصريحاته بالمطالبة بإخراج الحشد الشعبي من القضاء.
ولا يزال سكان منطقة سنجار يئنون تحت وطأة سوء الخدمات، وعدم البدء بإعادة الإعمار رغم مرور ثماني سنوات على اجتياح جماعات داعش، فيما لا تزال مصائر عدد كبير من المخطوفين الآيزيديين على يد التنظيم الإجرامي مجهولة.
واجتاحت عصابات داعش قضاء سنجار موطن الآيزيديين في الثالث من شهر آب عام 2014، حيث ارتكبت أفظع الجرائم بحقهم فقتلت الرجال وخطفت آلاف النساء ومارست بحقهن الاستعباد وأخذهن كجواري وتم بيعهن في أسواق الموصل والرقة والمناطق الأخرى التي احتلتها العصابات، فيما اضطر عشرات الآلاف من أبناء المنطقة الى النزوح عن ديارهم الى مخيمات في إقليم كردستان.
وحذر وجهاء أهالي سنجار من المطالبات بسحب الحشد الشعبي من القضاء، معتبرين أن المراد منها هو إعادة فتح الأبواب الى جماعات داعش الإجرامية.
بدوره، أكد المحلل السياسي محمود الهاشمي، أن “سنجار تعتبر المنفذ الرئيسي الى سوريا، وعملية اجتياحها كان مُعدًّا لها مسبقاً”، مشيرا الى أن “قوات البيشمركة فرت من المعركة وتركت الأهالي أسرى بيد داعش، ليفتك بالمواطنين ويقتل ويسبي”.
وقال الهاشمي، في تصريح صحفي إن “انسحاب البيشمركة يعد السبب الأول والأخير لدخول داعش، ولولا وقفة أهالي القضاء ودور الحشد الشعبي بحماية المواطنين لما تم طرد داعش منه”.
وأضاف، أن “هذا الانتصار التأريخي أثار حفيظة الأمريكان وحكومة الإقليم، ما دفع الطرفين الى توقيع اتفاق سنجار الذي يهدف الى إخراج الحشد من القضاء، وهذا الأمر سيبقى مطلبا لأعداء الحشد والمتضررين من دوره في هزيمة داعش”.
وبالتزامن مع الذكرى الثامنة ثمَّنَ سياسيون آيزيديون مواقف الحشد الشعبي وتضحياته في الدفاع عن المكون الآيزيدي، مطالبين بضرورة بقائه في قضاء سنجار.
وقال السياسي الكردي حجي كندور، أنه في ذكرى الإبادة الآيزيدية التي قام بها عناصر داعش الإرهابي ضد المكون الآيزيدي نثمن مواقف الحشد الشعبي ونطالب بالحفاظ على حقوقه وإنصاف تضحياته، والإبقاء عليه داخل مناطقنا.
جدير بالذكر أن أكثر من 10 مليارات دينار مخصصة لإعمار القضاء ما تزال مجهولة وضائعة بسبب الفساد السياسي.