تحصين الحدود العراقية السورية بجدار كونكريتي بطول 400 كيلومتر وتعزيزات أمنية سابقة من قبل الحشد
إجراءات أمنية لضمان الاستقرار
انفوبلس/..
أكد رئيس خلية الإعلام الأمني اللواء تحسين الخفاجي، اليوم الثلاثاء (7 كانون الثاني 2025)، أن الحدود مع سوريا محصنة، معلنًا إتمام بناء 400 كم من الجدار الكونكريتي بين البلدين.
وقال الخفاجي، في تصريح للوكالة الرسمية، إن "وزارتي الداخلية والدفاع وقيادة العمليات المشتركة وهيئة الحشد الشعبي اتخذت إجراءات مشددة مكّنتنا من تحصين الحدود مع الجانب السوري منذ أكثر من ثلاث سنوات".
وأضاف الخفاجي، إن "هناك توجهاً لزيادة القطعات في تلك المنطقة، بالإضافة إلى العمل الكبير الذي تقوم به القوات الأمنية على مدار 24 ساعة من خلال الجهد الاستخباري ومتابعة ملاحقة الخلايا النائمة، فضلاً عن الضربات الجوية المستمرة"، مشيرًا إلى أن "استقرار الحدود العراقية السورية كبير جدًا من ناحيتنا، إذ لا نسمح بأن يكون هناك أي خروقات باتجاه العراق".
ولفت إلى "استمرار العمل بالجدار الكونكريتي على طول الحدود البالغ 615 كيلومترًا، حيث تم إنهاء 400 كيلومتر منه، وباقي 210 - 215 كيلومترًا سيتم إكماله بوقت لاحق منتصف العام وإنهاء أي ثغرة أمنية على الحدود".
الحشد ساهم بتعزيز التحصينات
كانت قوات الحشد الشعبي قد شرعت في كانون الأول الماضي، بتنفيذ عمليات تحصين جديدة على طول الشريط الحدودي مع سوريا، تهدف هذه التحصينات إلى منع تسلل الجماعات الإرهابية عبر الحدود، في ظل التوترات المتزايدة في سوريا وتهديدات الخلايا النائمة في الداخل العراقي. وتهدف هذه التحصينات إلى زيادة فعالية المراقبة والحد من أي محاولات خرق أمني قد تهدد الأمن العراقي.
وأفاد مصدر أمني في قيادة الحشد الشعبي بمحافظة الأنبار، الخميس، عن قيام قوات الحشد الشعبي بإجراء عمليات تحصين جديدة على مواقعه الأمنية المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع سوريا غربي الأنبار لدواعٍ أمنية.
وقال المصدر في حديث صحفي، تابعته INFOPLUS، إن "قوات من الحشد الشعبي شرعت بإنشاء تحصينات أمنية جديدة على مواقعه الأمنية المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع سوريا غربي الأنبار كإجراء احترازي لمنع حالات التسلل باتجاه القاطع الغربي للمحافظة للحيلولة دون وقوع أي خرق أمني".
وأضاف، إن "الهدف من وراء إنشاء هذه التحصينات الأمنية هو تأمين مناطق الشريط الحدودي مع سوريا ضمن خطة القيادات الأمنية للحشد الشعبي لزيادة التحصينات الأمنية على كافة مناطق مدن الأنبار للحد من عمليات التسلل واختراق الحواجز الأمنية".
وبين، إن "القيادات الأمنية أعدّت خطة تشمل زيادة التحصينات الأمنية في المناطق الصحراوية البعيدة عن مراكز المدن من خلال نصب كاميرات حرارية وأبراج مراقبة جديدة، فضلاً عن نشر سيطرات أمنية ثابتة ومتحركة، والقيام بعمليات استباقية مستمرة للحيلولة دون وقوع أي خرق أمني".
وأكد، إن "هذا الإجراء سيسهم في ديمومة أمن واستقرار المناطق الغربية التي تعمّ بالأمن والأمان دون تسجيلها لأي خرق أمني منذ فترة طويلة".
مخاوف من حدود البيشمركة
على الرغم من التحسن الملحوظ في الوضع الأمني على الحدود العراقية السورية مقارنة بما كان عليه الحال في عام 2014، لا تزال المناطق التي تسيطر عليها قوات البيشمركة تشكل هاجسًا أمنيًا مستمرًا. هذا القلق يأتي وسط دعوات متزايدة إلى الحكومة الاتحادية لإرسال قوات عراقية لتعزيز الأمن على طول الشريط الحدودي.
ويقول عضو مجلس محافظة نينوى مروان الطائي، إن "مجلس المحافظة اطلع على الاستعدادات الأمنية على الشريط الحدودي"، لافتًا إلى أن "المناطق الحدودية التي تخضع للبيشمركة غير محصنة بالكتل الكونكريتية، وهو ما يعد مصدر قلق".
ويضيف، إن "الشريط الحدودي الخاضع للبيشمركة يعاني من اختراقات متكررة"، محذرًا من "وجود مناطق رخوة يجب على الحكومة الانتباه إليها". وشدد على "ضرورة إرسال الحكومة الاتحادية قوات عراقية لمسك الشريط الحدودي الخاضع للبيشمركة لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة".
وشهدت الحدود العراقية السورية على مدى العقدين الماضيين سلسلة من التحديات الأمنية، أبرزها عمليات تسلل لجماعات إرهابية مثل القاعدة وتنظيم "داعش". إضافة إلى ذلك، ازدادت عمليات التهريب بشكل ملحوظ منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، حيث استولت جماعات مختلفة على المناطق الحدودية، مما فاقم الوضع الأمني وزاد من تعقيده.
وتتعزز المخاوف على الأمن القومي العراقي جراء الخطر الكامن في سجون تديرها قوات "قسد" المدعومة من واشنطن في مناطق شرقي سوريا، حيث يتم احتجاز قادة كبار من تنظيم داعش الإرهابي، وقد يتم تهريبهم خاصة مع وجود استعدادات تركية لمهاجمة هذه المناطق، مقابل تنصّل واشنطن عن هذه القضية بشكل يدعو للريبة.