تحقيق مدوٍّ يكشف تورط بريطانيا بإزهاق أرواح العراقيين.. ماذا فعل جيشها في الموصل؟
انفوبلس/ تقارير
بعد مزاعمه بأن تواجده في العراق خلال الأعوام الماضية كان لمقاتلة تنظيم داعش الإرهابي، فجّرت صحيفة الغارديان البريطانية جدلا كبيرا بعد تأكيدها بأن الجيش البريطاني أزهق أرواح العراقيين في مدينة الموصل قبل سبعة أعوام، وتورط بقتل عشرات المدنيين في المدينة، لتكذّب الصحيفة بذلك مزاعم لندن عبر تحقيق مطوّل مع منظمة "أير وارز"، ستستعرضه لكم انفوبلس بالتفصيل.
*تحقيق الغارديان
كشف تحقيق لصحيفة الغارديان البريطانية، اليوم الأربعاء، عن تورط الجيش البريطاني في مقتل مدنيين عراقيين في الموصل في العامين 2016 و2017 في الوقت الذي كان يؤكد استهدافه لمقاتلي تنظيم داعش الإرهابي.
التحقيق الذي أجرته الغارديان بالتعاون مع منظمة إيرو وارز أكد أن "الجيش البريطاني في ستّ ضربات جوية فقط قتل وجرح ما يُقدّر بحوالي 26 مدنيًا عراقيًا من بينهم أطفال ونساء، كما نقل شهادات لذوي الضحايا الذين فقد بعضهم عائلاتهم بأكملها نتيجة للضربات البريطانية التي استهدفت منازل ومناطق سكنية".
*وزارة الدفاع البريطانية ترفض التعليق
تذكر الغارديان، بحسب التحقيق أن "وزارة الدفاع البريطانية رفضت التعليق على نتائج التحقيق واكتفت بالتأكيد على أن القوات البريطانية لم تقتل ولم تؤذِّ أي مدني في العراق، على حد زعمها، في حين قال الناطق باسم الوزارة إنه "لا توجد أدلة على وقوع ضحايا من المدنيين في الضربات التي نُفذت في سوريا والعراق".
*"التحالف الدولي" يكذّب بريطانيا
التحالف الدولي بقيادة الجيش الأمريكي، كان قد اعترف بوقوع مئات الضحايا من المدنيين في ضرباته ولكنه لم يحدد الدول التي نفذت جيوشها تلك الضربات، كما أنه اعترف بعد خضوعه لضغوط عدة بمقتل عراقيين اثنين من المدنيين في الموصل في التاسع من كانون الثاني عام 2017 ضمن مهمة أُطلق عليها اسم راف RAF وكان الجيش البريطاني جزءًا منها، ولكن بريطانيا مع ذلك تُصرّ على أنها لم تتسبب بمقتل أي مدني عراقي وأنها كانت تستهدف مقاتلي داعش فقط.
*منظمة العفو الدولية تكذّب بريطانيا
الجيش البريطاني يزعم أنه "لم يقتل أي عراقي مدني على الإطلاق وأنه تسبب بمقتل سوري مدني واحد فقط، في حين تؤكد العفو الدولية أن ضربات التحالف قتلت أكثر من 1600 مدني في الرقة وحدها".
في الفترة ما بين عام 2014 و2020 شنّت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية عديدة على العراق وسوريا، قيل إن الهدف منها هو مساندة القوات العراقية على الأرض للقضاء على تنظيم داعش، وقد استخدمت في الضربات أكثر من 4000 قذيفة على البلدين.
*قتل أكثر من 7 آلاف مدني
يزعم الجيش البريطاني أن الضربات أدت إلى مقتل 3052 مسلحًا من داعش في العراق و1017 آخرين في سوريا وأنها لم تتسبب بمقتل أي مدني في العراق، ونتج عنها مقتل مدني واحد فقط في سوريا. في حين تؤكد منظمة العفو الدولية أن الضربات تسببت بمقتل أكثر من 1600 مدني في مدينة الرقة وحدها، وتؤكد هيومن رايتش ووتش أن أكثر من 7000 مدني قتلوا في الضربات الجوية على العراق وسوريا منذ بدئها.
*التأهب لغزو العراق
في مقابلة حديثة ونادرة مع شبكة BBC، قال رئيس جهاز المخابرات السرّيّة البريطاني آنذاك، السير ريتشارد ديرلوف، الذي كان زائراً معتاداً لواشنطن: "ربما كنتُ أول من قال لرئيس الوزراء: سواء أعجبك ذلك أم لا، ستتخذ جميع الاستعدادات اللازمة، لأنه يبدو كما لو أنهم يتأهبون لغزو".
بالنسبة للولايات المتحدة، كانت قضية أسلحة الدمار الشامل ثانوية أمام محاولة أعمق للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. يقول لويس رويدا، رئيس مجموعة عمليات العراق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية: "كنا سنغزو العراق، حتى لو كان ما يمتلكه صدام حسين هو شريط مطاطي ومشبّك ورق".
*أرقام وإحصائيات
في الرابع عشر من الشهر الماضي، كشفت الشركة الألمانية "ستاتيستا" المختصّة في الإحصائيات الدولية، إحصائيات تخص التدخل البريطاني خلال حرب العراق عام 2003، فيما بيّنت أن بريطانيا أنفقت ما يقارب من 249.74 مليار جنيه إسترليني على الجيش خلال العمليات في العراق.
وقالت الشركة في تقرير تابعته شبكة انفوبلس، إنه في عام 2007 حدث أكبر عدد من القتلى عندما توفي 69 جندياً بريطانياً، خلال هذه الفترة بين عام 2003 و2009 قُتل ما مجموعه 206 من جنود الجيش البريطاني.
ووفقا للتقرير فقد جاءت الحصيلة كالآتي:
وأضافت، إنه "خلال الحرب تم نشر قرابة 360 ألف فرد من القوات المسلحة البريطانية في العراق، حيث تم استخدام 92 ألف جندي فقط".
وبدأ غزو العراق في مارس 2003 وكانت بريطانيا جزءًا من القوة الغازية بقيادة الولايات المتحدة. ثم وقف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى جانب الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، الذي قررت إدارته خوض الحرب معتقدةً أن "صدام حسين" كان بحوزته ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل، وفقا للتقرير.
*عدد الشهداء العراقيين
وبحسب التقرير، بلغ عدد المدنيين العراقيين الذين قُتلوا في السنوات التي شاركت فيها القوات المسلحة البريطانية في النزاع، من 2003 إلى 2009، أكثر من 110 آلاف عراقي.
*إنفاق بريطانيا على جيشها في العراق
وبيّن التقرير، أن "حكومة بريطانيا أنفقت ما يقارب من 249.74 مليار جنيه إسترليني على الجيش خلال العمليات في العراق من عام 2001 حتى عام 2010".