تسع أعوام على مقتل "البيلاوي" على يد الرد السريع.. تخفّى بشخصية مقاول وزواج منفتح
انفوبلس/..
تسعة أعوام مضت على مقتل عدنان إسماعيل نجم (أبو عبدالرحمن البيلاوي) الإرهابي الذي كان يمتلك خبرة استخبارية وأمنية قبل عام 2003 حينما كان منتميا إلى مديرية الأمن التابعة للاستخبارات العسكرية في النظام السابق، ثم التحق بصفوف العصابات الإرهابية واستمر في نشاطه حتى قُتِل على يد القوات الأمنية العراقية.
وفي ذروة الاعتداءات الإرهابية لعصابات داعش في العراق، وفي 4 حزيران عام 2014، توصلت القوات الأمنية العراقية وقوات الرد ال سريع، إلى بيت في الجانب الأيسر من مدينة الموصل، يأوي أحد قادة داعش الكبار المدعو "أبو عبدالرحمن البيلاوي" بعد اعترافات أدلى بها الإرهابي (أبو هاجر العسافي) الذي كان يعمل منسّق البريد العام لداعش حينها، وفجّر "البيلاوي" نفسه خلال عملية المداهمة التي استهدفت المنزل الذي يختبئ فيه.
عدنان إسماعيل نجم الدليمي المعروف بـ"البيلاوي"، إرهابي من الطراز الأول، من مواليد عام 1974 في محافظة الأنبار، التحق بالكلية العسكرية العراقية في بداية نشأته، وتخرج فيها ليلتحق بقوات النخبة التابعة لما يسمى بـ "قوات الحرس الجمهوري" أثناء الحكم الصدامي في حقبة البعث.
ترقّى في السِّلك العسكري حتى رتبة "نقيب" قبل الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003، لكنه تحول من الأفكار البعثية إلى اعتناق أفكار (جماعة التوحيد والجهاد) الإرهابية التي أسّسها أبو مصعب الزرقاوي في عام 2003.
قربه من الزرقاوي
ويعتبر التنظيم الإرهابي، أن البيلاوي كان من قدماء (الأنصار) بحسب وصف العصابات الإرهابية للعراقيين الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية في بداية نشاطها، وذكره أبو محمد العدناني (المتحدث الرسمي للعصابات الإرهابية) وكان أحد المجموعة المقرّبة والمرافقة، لزعيم جماعة التوحيد والجهاد أبو مصعب الزرقاوي لنحو 3 سنوات.
تولى عدنان إسماعيل نجم في هذه الفترة المسؤول الأمني لما يُعرف بقاطع الرمادي والفلوجة، وخلال تلك الفترة تعرّف بـ(أبو بكر البغدادي) الذي كان يشغل ما يُعرف بمنصب القاضي الشرعي لمدينة الفلوجة.
دخوله السجن والهروب منه
دخل في سجن بوكا في كانون الثاني 2005، الذي تحول لاحقًا مصنعا للإرهابيين وإنتاج قيادات عصابات داعش الإرهابية، حيث اختاره الإرهابيون داخل السجن ليتولى منصب (أمير السجن) المسؤول عن إدارة شؤونهم وحل مشكلاتهم، لكن لم يكتفِ بهذا فحسب بل توجه لدراسة الأفكار الإرهابية التي تسمى (العلوم الشرعية) في فترة السجن، ثم انتقل إلى سجن أبو غريب قبل أن يتمكن من الفرار من السجن عام 2013 عندما هاجم التنظيم الإرهابي السجن خلال ما يسمى بحملة "هدم الأسوار" التي استهدفت تهريب قيادات وعناصر التنظيم الإرهابي من السجون العراقية في الفترة من 2011 وحتى 2013.
خرج عدنان إسماعيل نجم (البيلاوي) من السجن وعاد للاتصال برموز العصابات الإرهابية الذين كانوا رفاقه داخل مجمع اعتقال "بوكا"، ولثقة البغدادي فيه، تولى مسؤولية التخطيط العسكري ضمن ما يُعرف بوزارة الحرب الداعشية، كما تولى منصب الإشراف على خلايا التنظيم المنتشرة في عدد من المدن العراقية.
الزواج والتنكّر بصفة مقاول
كان حريصًا على عدم التواصل معها عبر الهاتف، معللًا ذلك بأنه كان معتقلًا لدى "الأمريكان" بسبب عمله السابق كنقيب في الحرس الجمهوري، ويخشى من الملاحقة
عاد للعمل باسمه الحركي داخل داعش "أبو عبد الرحمن البيلاوي" كما زوّر هوية جديدة باسم عبد الله حسين الجبوري، العقيد بقسم الاستخبارات والأمن في وزارة الدفاع العراقية، ليهرب بها من الملاحقة الأمنية ويتمكن من المرور عبر نقاط التفتيش التي كانت تنصبها قوات الجيش والشرطة العراقيين.
واستكمالاً لإجراءات التغطية التي اتبعها "البيلاوي" تقدّم لخطبة سيدة عراقية تُدعى وفاء عمار حازم، بعد أن ادعى أنه مقاول يعمل في مجال الإنشاءات داخل العراق.
ووفقًا للقاء سابق مع "زوجة البيلاوي" فإنه كان حريصًا على عدم التواصل معها عبر الهاتف، معللًا ذلك بأنه كان معتقلًا لدى "الأمريكان" بسبب عمله السابق كنقيب في الحرس الجمهوري، ويخشى من الملاحقة إذا استخدم الهاتف.
ووقع البيلاوي عقد زواج شرعي فقط باسم (عبدالله)، بدون عقد في المحاكم العراقية، وتهرّب من إجراء عقد في المحكمة، ولم يدُم الزواج أكثر من 4 أشهر بينهم.
التخطيط لمعركة الموصل
"البيلاوي" كان هو مخطط المعارك وصاحب الفضل الأكبر في التخطيط لسيطرة الارهابيين على الأنبار، ونينوى، وصلاح الدين، وجميع المعارك التي أدت لإعلان خلافة داعش في عام 2014
بعد إتمام الزواج، في كانون الأول 2013، بدأ البيلاوي التخطيط لمعركة الموصل، والتي كانت تهدف بالأساس للاستيلاء على أجزاء من الجانب الأيمن للمدينة، والانسحاب منها في وقت لاحق إذا واجه عناصر التنظيم ضغطًا عسكريًّا من القوات العراقية.
اعتمدت خطة "البيلاوي" بالأساس على قيام مفارز داعشية من سامراء وحوض الثرثار بقطع طرق الإمدادات الخاصة بالقوات الأمنية العراقية، بينما تقوم الخلايا الداعشية في الموصل بالاستيلاء على الجانب الأيمن من المدينة، وذلك وفقًا لوثائق عثرت عليها القوات العراقية في منزله بعد مقتله.
كان يُفترض أن يقود "البيلاوي" المعركة بنفسه باعتباره المسؤول العسكري الأبرز في داعش وقتها، لكن مقتله في الـ ـ4 من حزيران 2014 تسبب في تأجيل عملية السيطرة على الموصل لبضعة أيام، ثم تولى أبو مسلم التركماني رئاسة المجلس العسكري لداعش، وأصدر أوامره لخلايا التنظيم الإرهابي في البدء بتنفيذ الخطة القديمة لكن تحت عنوان (غزوة الثأر لأبي عبدالرحمن البيلاوي).
وذكر المتحدث باسم عصابات داعش، وقتها، أبومحمد العدناني، أن "البيلاوي" كان هو مخطط المعارك وصاحب الفضل الأكبر في التخطيط لسيطرة الارهابيين على الأنبار، ونينوى، وصلاح الدين، وجميع المعارك التي أدت لإعلان خلافة داعش في عام 2014.
بعد أقل من شهر من مقتله، كان التنظيم يعلن ما سمّاه غزوة الثأر لأبي عبد الرحمن البيلاوي، والتي انطلقت من الحي الأيمن بالموصل، وانتهت بسقوط كامل المدينة في قبضة "داعش"
وعقب معركة الموصل، نشر الإرهابيون كلمة صوتية للمتحدث باسمهم، أعلن فيها مقتل أبو عبد الرحمن البيلاوي (عدنان إسماعيل نجم) كاشفًا كواليس دوره في التنظيم، مؤكدًا أنه شغل منصب (المنسّق العام للولايات الداعشية) ومخطط معركة السيطرة على الموصل.