تشديد أمني بمطاردة منتحلي الصفة.. "إبراهيم مفتاح" و"زيوني الكناني" في قبضة القوات الأمنية بتهمة انتحال صفة.. والقضاء يبادر بأحكام السجن
انفوبلس/..
بين الحين والآخر، تعلن القوات الأمنية في العراق، عن عمليات اعتقال أشخاص يقدمون على "انتحال صفات"، أبرزها صفات لضباط جيش أو عناصر شرطة أو مستشارين حكوميين أو أطباء أو محامين، وأحياناً موظفين لدى مكاتب مسؤولين حكوميين.
ويقدم هؤلاء على استغلال المواطنين بأشكال مختلفة، بهدف الحصول على المال، منها وعود بالتوظيف أو تسهيل إتمام معاملات رسمية أو إجراءات حكومية، وقد تكون دوافع النصب والاحتيال تحقيق غايات شخصية واجتماعية، وذلك على الرغم من الحملات التي تطلقها الجهات الأمنية، وتحديداً جهاز الأمن الوطني الذي توكل إليه هذه المهمة، ويلاحظ المراقبون أن عدد هؤلاء في ارتفاع.
أعلنت الأجهزة الأمنية مؤخراً، إلقاء القبض على متهمين ينتحلون صفات شخصيات حكومية ويتولون تنفيذ عمليات احتيال بحق مواطنين في العاصمة بغداد.
وأعلنت مصادر أمنية، اعتقال المدعو "إبراهيم مفتاح" الذي كان ينتحل صفة موظف بمكتب وزير الداخلية وأقارب رئيس الوزراء وممارسة النصب في بغداد.
المدعو "إبراهيم مفتاح" تولد 2004 كان ينتحل صفة موظف بمكتب وزير الداخلية وأقارب رئيس الوزراء ويمارس النصب بحق مواطنين، وبدأ عملياته بالنصب والاحتيال من خلال إيهام الناس بأنه صاحب نفوذ وذلك من خلال التقاط الصور مع مسؤولين كبار في الدولة ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي.
وجمع مفتاح، أموالا من عمليات النصب، واشترى عددا من السيارات الحديثة سوداء اللون، وقام بإنشاء مكتب إعلامي في التيك توك، وينشر بشكل متواصل مقاطع فيديو وصور بأزياء رسمية بقرب مسؤولين في الدولة العراقية، لحين أشار إليه مراقبون وطالبوا التدقيق بالصفة التي يدّعيها وسر ظهوره بهذه الصور، لحين صدور أمر قبض بحقه والقبض عليه.
زيوني الكناني في قبضة القوات الأمنية
وعلى الصعيد نفسه، ألقت القوات الأمنية القبض على المدعو زين العابدين كاظم، المعروف باسم "زيوني الكناني" السبت، بتهمة انتحال صفة أمنية شرقي بغداد.
وقال مصدر أمني، إنه "تم إلقاء القبض على الكناني وهو من تولد 1997 ضمن منطقة الزعفرانية، بتهمة انتحال صفة".
وأضاف، إن "العملية جاءت بقرار من قاضي المديرية العامة للاستخبارات والأمن"، مشيرا إلى أن "الكناني نشر فيديو واخترع رتبة عسكرية، وهذه إهانة للبدلة العسكرية".
وأعلنت وزارة الدفاع، في بيان تلقته INFOPLUS، القبض على شخص استهزأ بالرتبة العسكرية في العاصمة بغداد.
وذكرت المديرية العامة للاستخبارات والأمن التابعة لوزارة الدفاع، في بيان، أنه "تنفيذاً لتوجيهات وزير الدفاع، بخصوص ما تناولته برامج التواصل الاجتماعي لشخص يرتدي بدلة عسكرية مستهزئاً بالرتبة العسكرية، تابعت المديرية العامة للاستخبارات والأمن بوزارة الدفاع الموضوع ميدانياً".
وأضافت: "وبعد استحصال الموافقات القضائية اللازمة تمكنت مفارزها الميدانية من التوصل إلى مكان تواجده وإلقاء القبض عليه في منطقة الزعفرانية ببغداد، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وأُحيل إلى القضاء".
صدور حكم
وأصدرت محكمة جنايات الكرخ، اليوم الثلاثاء، حكما بالسجن لمدة عشر سنوات بحق مدان عن جريمة انتحال صفة موظف في مكتبي رئيس الوزراء والجمهورية.
وذكر المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في بيان تلقته انفوبلس، أن “المدان إضافة إلى انتحاله صفة موظف في مكتبي رئيس الوزراء والجمهورية، فقد انتحل ايضاً صفة ضابط برتبة لواء في وزارة الدفاع".
وأضاف، أن "الحكم صدر استناداً لأحكام القرار 160 لسنة 1983 الفقرة أولاً / 1 منه".
جريمة انتحال الصفة
خبير قانوني، ذكر في حديث صحفي، أن "القانون العراقي يتعامل مع انتحال الصفة على أنها جريمة مركبة، كونها تشمل الاحتيال والانتحال، بالتالي فإن العقوبة مشددة، وتزداد شدة في حالة انتحال الصفات الأمنية.
وأكد، "عاقبت الفقرة أولا/١ من القانون ١٦٠ لسنة ١٩٨٣ بالسجن ١٠ سنوات على جريمة انتحال الصفات واعتبرت الانتفاع المادي جراء ذلك ظرفا مشددا يجيز لمحكمة الجنايات تشديد العقوبة وفق المادة ١٣٦ من قانون العقوبات وهذا القانون معدل المواد ٢٦٠ و٢٦١ و٢٦٢ من قانون العقوبات التي كانت تعاقب بالحبس لمدة لا تتجاوز الـ٥ سنوات والغرامة على هذه الجريمة".
ويوضح الخبير القانوني، أن "حالات انتحال الصفة لم تعد موجودة على أرض الواقع فقط، بل باتت مواقع التواصل الاجتماعي مساحة لمنتحلي الصفات"، مشيراً إلى أنه "يتوجب على المشرّع العراقي أن يكون أكثر صرامة في التعامل مع هؤلاء، لأنهم يتسببون غالباً بفقدان الثقة بالسلطات والقوات الأمنية، ومن المهم جداً أن يكون العراقيون مساندين للأجهزة الأمنية للإبلاغ عن منتحلي الصفات".