تظاهرات وشتائم ضد "علي مشاري المحمداوي" بعد محاولات فرض القانون في البصرة.. هل جاء خلافاً لرغبة المافيات؟
انفوبلس/ تقرير
بعد محاولات مدير مديرية شرطة شمال البصرة، اللواء "علي محسن مشاري المحمداوي"، لفرض القانون في المحافظة، ظهرت أصوات وتظاهرات تطالب بإقالته من منصبه، بالإضافة الى توتر العلاقة من حركة عصائب أهل الحق، فما الذي يجري هناك؟ وهل هذه الأحداث المتسارعة تنذر بمواجهة مسلحة؟
يسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على الوضع الأمني في محافظة البصرة والتوترات بين "المحمداوي" والأطراف الآخرى
بحسب مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، رصدتها "شبكة "انفوبلس"، تظهر تنظيم عدد من أهالي قضاء الهارثة شمال البصرة، أمس السبت 16 مارس/ آذار 2024، وقفة احتجاجية في القضاء لمطالبة وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، بإقالة اللواء علي مشاري بزعم أنه يقوم باعتقال المواطنين بدون أمر قضائي وابتزاز العوائل ومساومتهم بمبالغ مالية بحسب اللافتات التي رفعوها خلال التظاهرة.
وفي المقاطع المصورة التي رصدتها "انفوبلس"، قام المتظاهرون ضد اللواء علي مشاري بقطع طريق بغداد – بصرة مرددين هتافات "هذا عهد.. مشاري ما يبقى بعد".
كما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا رصدته "انفوبلس"، لقيادي في حركة عصائب أهل الحق يدعى "سمير الحمداني"، وهو يتطاول على مدير مديرية شرطة شمال البصرة اللواء علي مشاري ويطالب بإقالته بسبب تنفيذ الأخيرة اعتقالات عديدة.
وبحسب مصادر أمنية تحدثت لشبكة "انفوبلس"، فإن المطالبات التي وردت لوزير الداخلية عبد الأمير الشمري بإقالة اللواء علي مشاري، جاءت نتيجة الاعتقالات العديد من المتهمين في محافظة البصرة ومن بينهم بتجارة المخدرات، والتي أثارت حفيظة المافيات الموجودة هناك.
وتُعَدّ المخدّرات من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع العراقي، ولا سيّما أنّ تجارتها قد اتّسعت في الفترة الأخيرة بشكل خطر، وقد تحوّل العراق إلى ممرّ لتلك المواد في تّجاه عدد من الدول العربية.
كما بات انتشار المخدرات مشكلة تؤرق كثيرا السلطات الامنية في محافظة البصرة جنوب العراق، لما تسببه من تكدس السجون بما يفوق طاقتها وإرهاق موارد الشرطة وكذلك الجرائم المرتبطة بها.
وبينما تحول العراق من معبر للمخدرات إلى مستهلك في العقدين الأخيرين، حسب متخصصين، فإن تجارة وتعاطي المخدرات في البلاد وصلت إلى آفاق غير مسبوقة تنهش جسد المجتمع، الأمر الذي دعا البرلمان إلى التحرك للحد من هذه الظاهرة من خلال تشديد العقوبات.
وتنتشر المخدرات وتُباع وتوزَّع في المناطق الفقيرة والمحرومة خاصة المحافظات الجنوبية، ولا توجد إحصائية رسمية منشورة لأعداد المتعاطين للمخدرات في البلاد، ولكن وحسب مسؤولين أمنيين فإنها تنتشر بين فئة الشباب ومن كلا الجنسين.
وبشكل شبه يومي، تعلن السلطات العراقية عن ضبطها أنواعا من البضائع والمواد والسلع المهرَّبة والمخالفة لشروط وضوابط الاستيراد في المنافذ الحدودية، فضلاً عن عمليات تهريب المخدرات.
*ردود أفعال
رصدت شبكة "انفوبلس"، بعض ردود الأفعال التي وردت على مواقع التواصل الاجتماعي حول قضية اللواء علي مشاري المحمداوي، بعد المطالبات والإهانة التي تعرض لها في محافظة البصرة.
وكتب المدون 𝙱𝙰𝚂𝙷𝙰𝚁 𝙴𝙳𝚆𝙰𝚁𝙳، "هنا العراق لمن يسأل عن وضع العراق من إخواننا العرب، قيادي في العصائب يتجاوز على مدير مديرية شرطة شمال البصرة اللواء علي مشاري ويطالب بإقالته بسبب تنفيذ اللواء اعتقالات عديدة".
أما المدون "مجتهد كوردستان"، فقد كتب، "سمير غانم الحمداني" يتجاوز ويهدد قائد شرطة شمال البصرة (اللواء علي محسن مشاري المحمداوي) بعد اعتقال أبناء عمه المتهمين بتجارة المخدرات في البصرة - ناحية الهارثة - كرمة علي.. كل هذا التهديد والسب للرتبة الأمنية والدولة أمام عميد بالدولة".
من هو اللواء "علي مشاري"؟
اللواء علي محسن مشاري المحمداوي كان أحد الشخصيات الأمنية لتولي منصب قائد شرطة محافظة البصرة بعد إقالة اللواء قاسم راشد زويد الغرباوي، كما أنه تم تكليفه مديراً لشرطة شمال البصرة نهاية العام الماضي 2023، وشغل أيضاً سابقاً قائد قوات الصدمة في البصرة، ومنصب قائد شرطة ذي قار.
وتولى اللواء "المحمداوي" أول منصب رسمي له في زمن وزير الداخلية الأسبق محمد الغبان، حيث تم تعيينه قائدا لمديرية قسم الجرائم في البصرة، بالتزامن مع تعيين عبد الكريم المياحي قائدا لشرطة المحافظة.
وفي الشهر الماضي، افتتح وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، مديرية شرطة شمالي محافظة البصرة. وذكر بيان للوزارة ورد لـ"انفوبلس" أن "وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، افتتح، مديرية شرطة شمالي محافظة البصرة في قضاء الدير لتعزيز الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات للمواطنين في القضاء".
ويأتي هذا بعد أسابيع من قضية هروب المتهم بقتل مدير شركة دايو الكورية والمطلوب بقضايا جنائية خطيرة، "أحمد شايع"، من سجنه في محافظة البصرة والتي لا تزال تداعياتها قائمة لغاية الآن.