تقرير مدوٍّ يكشف رغبات أميركا في العراق.. لا نيّة للانسحاب ومخطط لبقاء طويل الأمد !
انفوبلس/ تقارير
يطول الحديث عن التواجد الأميركي في العراق، لكن ثم متغيرات وتطورات تطرأ على الموضوع، فما كشفه موقع "وار اون روك" قطع بما لا يقبل الشك باليقين، أن واشنطن لا تسعى للخروج بعد أن أكد أنها تخطط لبقاء طويل الأمد في العراق متعكزةً على ثلاث ذرائع لتحقيق هذا الهدف. انفوبلس تناولت أبرز ما كتبه الموقع وفصلت الذرائع الثلاث تلك والتي تصرّ الولايات المتحدة على اتخاذها وسيلة لعدم سحب قواتها بغية تحقيق مآربها وأهدافها المشبوهة. فماذا كشف الموقع الأميركي بالضبط؟ وما الاصداء التي نتجت عن ذلك؟
ثلاث ذرائع لبقاء طويل الأمد
قبل ثلاثة أيام، كشف تقرير لموقع وار اون روك الأمريكي، ان الولايات المتحدة تسعى لتواجد عسكري طويل الأمد في العراق بذريعة "الاستشارة ومبيعات الأسلحة والارتباط بجهاز مكافحة الإرهاب".
وذكر التقرير الذي تابعته شبكة انفوبلس، انه "وعلى الرغم من انه في الظاهر يبدو ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يقترب من نهايته في العراق، لكن بعض القوى في العراق قد تكون على استعداد للتسامح مع وجود أمريكي محدود يركز على المنشآت الدبلوماسية والمطارات".
ذريعة الاستشاريين التي لا تنتهي
في أكثر من مناسبة، تزعم واشنطن بأن قواتها المتبقية في العراق هي استشارية وهدفها مساعدة القوات الأمنية العراقية، رغم تأكيد القائد العام للقوام المسلحة محمد شياع السوداني أن تلك الحاجة انتفت الآن وأن القوات الأمنية العراقية قادرة على معالجة أي خرق لوحدها.
وبهذا الصدد، كتب الموقع الأميركي، "من الممكن التفاوض على وجود أميركي طويل الأمد في العراق إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على احتواء رغباتها في المجالات التي تخدم المصالح المشتركة لكلا البلدين عبر مواصلة التنسيق لمبيعات الأسلحة الأمريكية، وهي مهتمة بوجود مستشارين وزاريين وبجهاز مكافحة الإرهاب العراقي والوحدات الأخرى الشبيهة بقوات العمليات الخاصة التي لديها شراكات مع وحدات أمريكية مماثلة".
وتابع انه "ومع ذلك فان العراق لا يريد ان يكون منصة للاعتداء الأمريكي على الدول المجاورة لذا فإن الوجود الأمريكي المستمر يتطلب كبح الشهية من جانب مهمة الجيش الأمريكي في العراق".
تخوف من المقاومة
لقد أشّر الموقع، تخوفا أميركيا من فصائل المقاومة العراقية، بعد أن أكد أن "الهدنة" المعلنة ربما قد تنهار في أي وقت.
وأشار التقرير الى ان "استهداف المقاومة المناهضة لأمريكا وردود الفعل الأمريكية تضع الحكومة العراقية في موقف لا تحسد عليه، ونظراً لعجزها إلى حد كبير عن التأثير على تصرفات أي من الجانبين، لا تستطيع الحكومة على انتهاكات السيادة من قبل الأميركيين، لذا فانه ومنذ وفاة الجنود الأمريكيين، كانت هناك هدنة غير رسمية، لكن من غير الواضح ما إذا كانت ستصمد، كما وأعلنت فصائل المقاومة العراقية إلغاء الهدنة، لكن خطواتها التالية غير واضحة، ولم تتجدد الهجمات حتى الآن".
خشية من الانسحاب بقوة السلاح
وبين التقرير أنه "شبه المؤكد أن الأشهر المقبلة ستشهد تقليص الوجود العسكري الأمريكي في العراق، لكن ما ليس واضحًا هو ما إذا كان البنتاغون سيكون قادرًا على التحكم في كلا من السرد والحقائق على الأرض لإجراء عملية إعادة التموضع هذه وفقًا لشروطه الخاصة، وسيكون الأمر محرجًا للغاية بالنسبة للولايات المتحدة إذا بدا أن الانسحاب الكبير قد تم بقوة السلاح".
دعوات نيابية لتعاون الحكومة مع المقاومة
وفيما يخص الأصداء التي نتجت عن التقرير الأميركي آنف الذكر، دعا عضو تحالف نبني علي الزبيدي، اليوم الاثنين، لممارسة الضغط السياسي في ملف انهاء وجود القوات الامريكية في الأراضي العراقية.
وقال الزبيدي في تصريح تابعته شبكة انفوبلس، ان "حكومة العراق بالموقف الصريح غير قادرة على اخراج القوات الامريكية، لذا يجب ان تتعاون مع المقاومة لأنهاء هذا الملف ".
وأضاف، انه "يجب على اللجان المشتركة المكلفة بأنهاء التواجد من خلال التمسك بورقة المقاومة وان يكون هناك التزام بما يريده الشعب"، مشيرا الى ان "الشعب العراقي لا يرغب ببقاء تلك القوات تحت أي عنوان".
وبين انه "لا جدوى من الحديث السياسي مع امريكا كونهم مصرين على عدم الخروج من العراق" داعيا "جميع المكونات لأنهاء الهيمنة والضغط الذي تمارسه واشنطن في مختلف المجالات ضد البلد".
قوى سياسية تعرقل خروج الامريكان
من جانبه، اتهم النائب السابق احمد الكناني، اليوم الاثنين، بعض القوى السياسية بعرقلة خروج القوات الامريكية.
وقال الكناني في تصريح تابعته شبكة انفوبلس، إن "الجانب الأمريكي يماطل بالخروج من العراق بذريعة دعم القوات العراقية والملف الأمني للبلد الذي هو أحد أسباب ضعفه"، مشير الى ان "القوات الأمنية والحشد الشعبي اليوم قادرين على مواجهة كل التحديات".
وأضاف، ان "القوى السنية والكردية تدعم تواجد هذه القوات لما بينهم من مصالح اقتصادية عديدة" لافتا الى ان "القوات الامريكية القتالية تعمل على انتهاك سيادة العراق وليس على الحفاظ سيادته".
ودعا الكناني خلال حديثه: الى "ضرورة اتخاذ قرارات سياسية جادة من الحكومة لأنهاء هذا التواجد غير المبرر وتحقيق كامل السيادة الوطنية".
الفتلاوي: خروج الامريكان من العراق لن يتم الا بالقوة
في النهاية، يؤكد عضو تحالف الفتح علي الفتلاوي، ان خروج الامريكان من العراق لن يتم الا باستعمال القوة والضغط العسكري.
ويبين الفتلاوي ان "خروج الامريكان سيحدث مرة أخرى بطريقة مذلة على ايادي فصائل المقاومة"، مشيراً الى ان "الحكومة والخارجية العراقية أضعف من ان تحسم هذا الملف".
ويتابع ان، "على الحكومة ان تترك النهج الحالي في هذا الملف وتنتهج الجدية من اجل حسم ملف انهاء التواجد الأمريكي"، لافتاً الى ان " التواجد الأمريكي غير مرحب به من الشعب وفصائل المقاومة والكتل السياسية في مجلس النواب".
ويكمل الفتلاوي حديثه، ان "المقاومة الإسلامية هي ذراع الشعب المطالب بحقوقه وخروج الامريكان أولها"، مؤكداً ان "على المقاومة الإسلامية التأهب وعد عدتها كون المهلة التي اعطتها للحكومة اوشكت على الانتهاء".