تقرير مفصّل عن حدود العراق وأبرز التحصينات والنقاط الحساسة.. طرق "منفاخية" وأكثر من 600 كاميرا حرارية
انفوبلس/ تقارير
في مقابلة صحفية مطولة، كشف قائد قوات حرس الحدود الفريق محمد السعيدي، خطط تأمين وتطوير الحدود العراقية مع جميع دول الجوار بالتفصيل، فيما أشار الى ضبط أكثر من ثلاثة آلاف متسلل خلال النصف الاول من العام الحالي والتأكيد على أن الحدود مع سوريا هي الأخطر. انفوبلس ستستعرض أبرز ما كشفه السعيدي وما هي أبرز التحصينات الأمنية التي تم اتخاذها للسيطرة على الحدود وضبط أمنها ومنع عمليات التهريب.
*تأمين الحدود مع سوريا
وبهذا الصدد، قال السعيدي، إن "الحدود تعتبر الأهم والأكثر تهديدا على أمن البلد وخاصة السورية، التي تبلغ طولها أكثر من 600 كيلو متر، وخاصة المنطقة الممتدة من شمال نهر الفرات وهي القائم الى شمال ربيعة، بسبب الوضع الأمني غير المستقر في الجانب السوري ووجود قوات قسد الماسكة للحدود وللمنطقة السورية بدل القوات النظامية"، مبينا أن "ذلك ألقى بظلاله على أمن المنطقة وفي السابق أصبح ممرا للتسلل والتهريب، منها تهريب المخدرات وتسلل الأشخاص المطلوبين للقضاء ومنها عناصر داعش".
*تسلل الإرهابيين من سوريا
وأضاف، أن "جهودا كبيرة بُذلت من قبل قيادة قوات الحدود أثمرت عن مسك هذه المنطقة بنسبة مثالية وإنهاء موضوع التهريب والتسلل من سوريا الى العراق وبالعكس"، مؤكدا أن "هذه الجهود تمثلت في محاور عديدة منها أداء القطعات ووحدة القيادة والسيطرة، بدل أن كانت ممسوكة من عدة قطعات مختلفة من الجيش اليوم أصبحت الحدود العراقية ممسوكة من قبل قيادة قوات الحدود حصرا والجزء الآخر المهم هو التحصينات وبدعم كبير من الوزير ".
*أبرز التحصينات في الحدود مع سوريا وعدد الكاميرات الحرارية
وتابع، أنه "تم إنجاز منظومة التحصينات المثالية على هذه المنطقة والمتضمنة إنشاء خندق شقي على منطقة الصفر الحدودية العراقية السورية بعرض ثلاثة أمتار وعمق ثلاثة أمتار يليه مانع منفاخي رباعي ومن ثم سياج prc ارتفاعه مترين ونصف"، فضلا عن أبراج كونكريتية ونقاط حراسة لمعدل مسافة من (1000-1500) كلم بين نقطة وأخرى".
ومضى بالقول: إن "كاميرات حرارية نُصبت على طول هذه الحدود والتي تتداخل مع بعضها بكفاءة عالية"، لافتا إلى أن "هذا المشروع الأخير معمول به في دول متقدمة".
وبين، أن "المنطقة الحساسة بالحدود التي تمتد من جبل سنجار باتجاه تل الصفوك ووادي العجيج، تم وضع جدار كونكريتي الذي هو عبارة عن كتل كونكريتية بارتفاع 3 امتار و75 سنتيمتر يعلوها سياج منفاخي، حيث أنجزنا هذا التحصين بنحو 67 كيلومترا طولا لحد الآن ".
وأوضح أنه "من أجل إكمال الحدود بهذا الجدار، تم نقل معمل الكونكريت الجاهز العائد لقيادتنا من كربلاء المقدسة بمنطقة الاخيضر ونصبه على الحدود العراقية السورية من ناحية الشمال، حيث ينتج الآن كتلا كونكريتية بواسطة كوادرنا ومعداتنا"، لافتا الى ان "هذا الإجراء اختزل تكلفة كبيرة تصل الى 30 بالمئة من تكلفة انتاجها".
وأشار الى أن "هناك مشروعا آخر وهو إنشاء طريق بالتنسيق مع محافظة نينوى بطول 75 كيلو متر يمتد من ام جريص نزولا مع الصفر الحدودي مع إنشاء قناطر"، موضحا ان "النقطة الأخيرة التي نعمل عليها حاليا هي إنشاء سدة وطريق في منطقة مملحة طريفاوي المتداخلة بين الجانبين العراقي والسوري، وبجهود قوات الحدود تم خلال الشهرين الماضيين إنشاء طريق وسدة على المملحة".
*أكثر من 600 كاميرا حرارية
ولفت السعيدي إلى أن "هناك عقدين في طور إنجاز التجهيز، لنصل بعد ذلك الى أكثر من 600 كاميرا حرارية على الحدود العراقية مع دول الجوار"، مؤكدا أن "نطاق عمل كل كاميرا ومدى كشفها تصل الى نصف قطر دائرة بمساحة من ثلاثة الى خمسة كيلوات متر للأشخاص، وبالتالي يتم التعامل مع كل كاميرا أقل دائرة قطرها خمسة الى ستة كيلوات متر تغطية".
وتابع: "لدينا 600 كاميرا منصوبة حاليا، حيث إن طبيعة الأرض من منطقة الى أخرى تحدد مواصفات تلك الكاميرات وتجعلها لا تغطي كل المسافة بحكم التضاريس وطبيعة الارض"، مبينا ان " مشروعنا الذي نخطط عليه هو إكمال حدودنا وتغطيتها بالكاميرات الحرارية، وإكمال كل المخافر وتغطيتها بخلايا الطاقة الشمسية لعدم وجود كهرباء في أغلب الشريط الحدودي، كما أن مشاريعنا هي إكمال الطرق وخصوصا الطرق الغربية بالتنسيق مع المحافظات ومراجعنا".
*هل تم ضبط الحدود؟
وبين الفريق السعيدي، أن "مجمل إجراءاتنا على الحدود السورية مثالية أنهت حالات التسلل والتهريب بنسبة أكثر من 90%، كما أسهم ضبط الحدود في هذه المنطقة على استقرار البلد وأمنه في الداخل"، مشيرا الى أن "هناك عملا في باقي القواطع بجميع الحدود، ولدينا عدد كبير من كاميرات المراقبة تمتد من سنجار وتبث الى مركز مراقبة الكاميرات ويجري متابعة القاطع وأداء العاملين على الكاميرات من قبل المقر".
*تأمين الحدود مع إيران
وفيما يتعلق بالحدود العراقية الايرانية أوضح قائد قوات حرس الحدود، أن "مساحة حدودنا مع الجمهورية الاسلامية الايرانية تصل الى 1493 كيلومترا، ولدينا مشاريع كبيرة بها حسب القواطع ابتداء من البصرة صعودا الى سليمانية، حيث وصلنا الى نسبة إنجاز أكثر من 60 بالمئة"، مؤكدا أنه "تم تغطية كل القاطع من البصرة من الفاو الى سليمانية بالكاميرات الحرارية، ونصب أبراج اكثر من 700 برج كونكريتي المسافة بين برج وآخر هي 1كم الى 1.5 كم بالإضافة الى شارعين وبناء مخافر وشق المسار مع الصفر الحدودي العراقي الايراني من الشيب الى خانقين بطول 680 كيلو متر".
*مشاريع تحصينية على الحدود الإيرانية
وأضاف، أنه "تمت إزالة آلاف الألغام من مخلفات الحرب العراقية الايرانية وإنشاء تحصينات عليها بعد أن كانت بعض المخافر بالداخل (10-15) كيلومترا لا جدوى من وجودها وأصبح تبادل رؤية بين نقاطنا متبادل بينهما "، مؤكدا أن "هناك مشاريع كبيرة في محافظة ميسان منها بناء سياج بطول 250 كيلومترا منفاخي وبطول 216 حاجز prc ، بالإضافة الى تجسير القناطر على الأودية القريبة من الجانب الإيراني".
*تأمين الحدود مع الأردن
وفيما يخص الحدود مع الأردن قال السعيدي ، إن "الحدود مع الأردن مستقرة بحكم مستوى التعاون الكبير بين العراق والاردن ووجود قطاعات نظامية في الجانب الاردني وطبيعة الأرض الصحراوية التي من الصعب أن يتسلل شخص عبرها، كما أن من الداخل العراقي أرض منبسطة تمت تغطيتها بالكاميرات الحرارية، ومسكنا الحدود الاردنية بشكل مثالي ولم يؤشر أي حالة تهريب أو تسلل".
*تأمين الحدود مع السعودية
وتابع: "بالنسبة للحدود مع السعودية أيضا هناك تعاون كبير بين العراق والسعودية، لكن لدينا مشاكل تحصل أحيانا هو تعرض عناصر داعش من جنوب الرطبة على النقاط الأمنية، وقد أثبت مقاتلونا بسالتهم وصمودهم في صد ثلاث حالات تعرض حصلت من الداخل العراقي على اللواء الخامس في الحدود السعودية"، لافتا الى أن "حدودنا مع الكويت مستقرة ايضا بشكل ممتاز وهناك تعاون وثيق".
*السياج المنفاخي
وأكمل، "كما نخطط لإكمال الموانع في باقي حدودنا التي تحدثت عنها مثل ما موجودة في سوريا، وهو حاجز prc والسياج المنفاخي الذي هو مثالي أيضا في الحد من عبور الاشخاص وأيضا لدينا عمل كبير في حدودنا بالإقليم مع تركيا وايران في محافظة سليمانية".
*حصيلة القبض على المتسللين
وأوضح الفريق السعيدي، "خلال النصف الاول من هذا العام تم ضبط عدد كبير من المتسللين من سوريا اغلبهم من العمالة السورية ومن ايران ومن الباكستانيين لأغراض العمالة غير المشروعة"، لافتا الى أن "أكثر من 3 آلاف شخص متسلل جرى القبض عليهم خلال النصف الأول من هذا العام متجاوزين الحدود".
*أعداد كبيرة من المهرّبين
وبين أنه "تم ضبط أعداد كبيرة من المهربين الذين بحوزتهم مواد مخدرة وكميات كبيرة، حيث أُلقي القبض عليهم وضُبطت أسلحة وعجلات مخالفة لكون أن مديرية الجمارك تعمل بكفاءة وبالتالي عدد كبير من العجلات المخالفة للرسوم الجمركية يجري ضبطها واتخاذ الإجراءات القانونية بحقها "، مؤكدا أن "هذا العمل أثبت من خلال التنسيق مع باقي الدوائر في الحد من تدفق المخدرات على البلد وبالتالي هو قلة العرض من مادة المخدرات سواء من جهة سوريا أو من جهة ايران ".
*معمل تصنيع الكرفانات
ولفت الفريق السعيدي إلى أن "المعمل الآخر هو معمل تصنيع الكرفانات الذي تم نقله من كربلاء المقدسة إلى بدرة وتم إنتاج أكثر من 160 كرفانا جرى نصبها على الشريط الحدودي لإسكان المقاتلين، كما أن هناك معمل الإسفلت الموجود في جميمة بالقرب من السلمان الذي يتبنى تبليط الطرق الحدودية، وايضا هناك معمل في اللواء الرابع لإنتاج عبوات ماء الشرب".
ومضى بالقول: "كذلك لدينا معمل الخياطة الذي يتبنى تجهيز مقاتلينا ببدلات حرس الحدود وفق ما مُعَد وما مُخطط له من بدلات وشعارات وأي مستلزمات، حيث يغطي حاجة قيادة قوات الحدود"، مبينا أن "هذه المعامل موجودة في الحدود، لأن الحدود تحتاج الى جهد هندسي وإلى إنتاج موقعي، وحققت نسب ممتازة من سد حاجتنا في مختلف المجالات".