تمرد كبير في مخيم الهول وقتلى برصاص قسد على خلفية تفتيش النساء.. مخاوف من انهيار أمني وهروب محتجزين
"دولة إرهابية مصغرة"
تمرد كبير في مخيم الهول وقتلى برصاص قسد على خلفية تفتيش النساء.. مخاوف من انهيار أمني وهروب محتجزين
انفوبلس/..
شهد مخيم الهول في الآونة الأخيرة، أوضاعاً غير مستقرة أدت إلى مقتل واصابة 10 نساء من زوجات قادة داعش الاجرامي بعملية تفتيش قسم النساء داخل هذا المخيم شمال شرقي سوريا، فيما علَت مخاوف من وقوع انهيار أمني وهروب محتجزين هناك.
*تفاصيل ما حدث
أفاد مصدر أمني في محافظة الانبار، أمس الثلاثاء، بمقتل وإصابة 10 نساء من زوجات قادة داعش الاجرامي بعملية تفتيش قسم النساء في مخيم الهول شمال شرقي سوريا.
وقال المصدر، إن "قوة أمنية من حماية مخيم الهول السوري شرعت بعملية تفتيش لقسم النساء (المهاجرات) من مختلف الدول داخل المخيم على خلفية ورود معلومات تفيد بإخفاء اسلحة من قبل نساء قادة وعناصر التنظيم الاجرامي في القسم المستهدف".
*تمرد
وبحسب المصدر، فإنه "وأثناء عملية التفتيش اعترضت عدد من النساء وحصلت مشادات كلامية بين القوة وزوجات إرهابِّيي داعش تطورت الى إطلاق النار على مجموعة من النساء ما أدى الى مقتل 3 وإصابة 7 بجروح بليغة جميعهن من جنسيات اجنبية".
وأضاف، أن "عناصر حماية المخيم اقتحموا قسم النساء على خلفية ورود معلومات بوجود اسلحة تم اخفاؤها داخل القسم المستهدف لتنفيذ عمليات قتل وهروب بعض قادة التنظيم الاجرامي".
وأشار الى، أن "القوات المكلفة بحماية المخيم عززت من تواجدها وفرضت اجراءات صارمة تمثلت بالشروع بعمليات تفتيش لمعظم الاقسام".
ولفت الى، أن مخيم الهول عبارة عمّا يُطلق عليه "دولة ارهابية مصغرة" تُستخدم كأداة "لقتل العراقيين من قبل الامريكان ودول خارجية أخرى".
ويأوي مخيم الهول وفق المصادر الرسمية قرابة 54000 شخص، بينهم نحو 27000 عراقي، و18000 سوري، وقرابة 8000 من أُسر مرتزقة داعش.
*هذا ما موجود في قسم النساء
يُعد مخيم الهول أكبر وأخطر مخيم في الشرق الأوسط، ونساء داعش اللاتي يعشن فيه يُنظمن خلايا "داعش"، حيث تتم تربية الأطفال في المخيم بعقلية داعش، وعندما يكبرون يقومون بدور تنظيم الخلايا الداعشية، كما يتم تزويج العديد من النساء بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عاماً على شكل زيجات دينية، وبهذه الطريقة يقولون إنهم يريدون زيادة أعدادهم وإحياء "داعش" في المخيم، ولا تفعل النساء هذا الأمر سراً، بل كثيراً ما يقلن ذلك بشكل علني، كما يعبّرن عنه على شكل تهديد.
وقبل الآن، دخل العديد من مرتزقة "داعش" من الرجال إلى المخيم بين اللاجئين، وأراد هؤلاء "الداعشيون" تحويل المخيم إلى مركز تدريبي وتنظيمي لداعش، وشكلت نساء "داعش" وحدة تسمى بـ "الحسبة" التابعة للتنظيم الإرهابي في المخيم، حيث يقُمن بمطاردة ومعاقبة من لا تتبع القواعد التي يفرضنها، كما تتعرض النساء اللاتي يرغبن بالانفصال عن داعش ولا يرتدين الحجاب الأسود للتهديد من قبل "الحسبة"، ويتم تنظيم "أشبال الخلافة".
التنظيم الداعشي الذي يصنع القتلة من الأطفال، بشكل خاص في القسم الذي تتواجد فيه نساء داعش الأجنبيات، ومنذ عام 2019، تم تنفيذ العديد من عمليات الإعدام في مخيم الهول، وتعرض العشرات من الأطفال والنساء للضرب والتعذيب والتهديد، واُعدم حتى الآن 146 شخصاً.
ويتألف مخيم الهول 40 كم شرق مدينة الحسكة، من 8 قطاعات، ويؤوي من بينهم “قطاع المهاجرات” الذي يحوي نساءً وأطفالاً من أسر مرتزقة داعش الأجانب المتشددين من أكثر من 50 جنسية حول العالم.
*قلق دولي
من جانبه، أثار "معهد كارنيجي" للأبحاث قضية الداعشيات أو النساء المرتبطات بالإرهابيين من المقيمات في مخيم الهول للنازحين، مؤكدا أنهنّ أصبحن يشكلن خطرا على كل من العراق وسوريا والمنطقة عموما.
وأشار التقرير، إلى تزايد المخاوف من التهديدات التي تمثلها "الجهاديات" المرتبطات بتنظيم داعش، بعدما تزايدت الهجمات التي تجري في مخيم الهول الواقع في محافظة الحسكة السورية.
وأوضح التقرير، أن هناك أكثر من 8 آلاف جهادية وزوجة وأرامل لمسلحي داعش متواجدات في المخيم الذي يضم أكثر من 65 ألف شخص، وأصبح يمثل تهديدا أمنيا للعراق وسوريا، وللمنطقة عموما، لأنه يستضيف عددا كبيرا من النساء المرتبطات بداعش.
*7300 طفل في المخيم!
وبحسب منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية، فهناك نحو 7300 طفل في المخيم تحت وصاية أمهاتهم المرتبطات بداعش اللواتي يقُمن بتعليمهم الأفكار الداعشية ويغرسن في نفوسهم الرغبة في الانتقام لآبائهم الذين قُتلوا أو أُسِروا خلال المعارك.
وكشف التقرير، بأن هؤلاء النسوة شكلن وحدات الشرطة الدينية الخاصة بهن المعروفة باسم "الحَسَبة" التي لا تتردد في تطبيق عقوبات قاسية، بما في ذلك القتل، على عمال الإغاثة المحليين والدوليين وأيضا على النساء في المخيم اللواتي يحاولن قطع علاقاتهن بالتنظيم الإرهابي.
واعتبر التقرير أن نظام الحسبة القائم في المخيم، يشكل التحدي الأكبر للإدارة الذاتية التي يقودها الكرد وقواتهم الأمنية التي تحرس المخيم.
*جيل جديد من المقاتلين
وتابع التقرير، أن هناك مخاوف من جانب السلطات الكردية ومنظمات حقوق الإنسان من أن المخيم قد يخلق جيلا جديدا من المقاتلين المتطرفين ويمهد الطريق أمام عودة داعش في المنطقة، مضيفا أن هذا الاحتمال أصبح مطروحا أكثر بسبب حقيقة أن النساء الداعشيات حاولن مرارا الهروب من المخيم والتواصل مع العالم الخارجي من خلال الهواتف السرية للوصول إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، كما قمن بجمع الأموال، من أنصار الجهاديين في الخارج.
ولفت التقرير إلى أنه مع احتفاظ قوات سوريا الديمقراطية بالسيطرة على الهول وتفكيك خلايا نائمة لداعش، إلا أن قدرتها في تأمين المخيم ضعفت بسبب تكرر الاشتباكات مع مسلحي داعش في أوائل العام 2022 عندما شنّ التنظيم هجوما "وقحا" بهدف إطلاق سراح معتقلين دواعش من داخله، مشيرا إلى أن المخيم صار أكثر عرضة لمحاولات من داعش لتحرير المنتسبات منهن اللواتي يمكن أن يشكلن نواة لخلايا إرهابية أكبر خارج المخيم.
وأوضح التقرير، أنه منذ سماح السلطات المسؤولة عن "الهول" للسوريين والعراقيين الذين لم تتم إدانتهم بارتكاب جرائم، بأن يعودا إلى دولهم الأصلية، أصبحت القضية الأساسية المتبقية هي قضية الجهاديين الأجانب الذين مُنِعوا من العودة إلى بلدانهم الأصلية التي تتجاهل الدعوات من جانب قوات سوريا الديمقراطية لذلك، بما في ذلك دول أوروبية وآسيوية.
*رفض أوروبي لعودتهم
وتابع التقرير، ورغم أن معظم دول أوروبا تتمتع بتشريعات تسمح بمحاكمة العائدين الذين ينتمون إلى جماعة إرهابية أو يدعمونها، فإن المسؤولين الأوروبيين يشعرون بقلق إزاء فكرة أن إعادة أعضاء داعش إلى وطنهم، سيشكل عبئا كبيرا على الأجهزة الأمنية.
*حل مشكلة الهول
وخلص التقرير إلى القول، إنه في ظل هذه المعطيات والمخاطر، فإن "الحل الأكثر فاعلية لمشكلة الهول، إلى جانب مخيمي روج وعين عيسى للنازحين، يتمثل في إعادة الإناث المنتميات إلى داعش وأطفالهن، وأنه يتحتم إعادة هؤلاء النساء إلى بيوتهن وتطبيق استراتيجيات مناسبة من أجل مقاضاتهن وإعادة تأهيلهن ودمجهن في المجتمعات".
وأكد التقرير، أن هذا يمثل "الخيار الوحيد القابل للتطبيق من أجل ضمان عدم تحوّل مخيمات النزوح في سوريا، إلى تجسيد دائم لأيديولوجية داعش وممارساتها، وهو ما يؤجّج الاستياء ويُشكل إلهاماً للإرهاب".