تهريب المخدرات عبر الطائرات المسيرة والشراعية وداخل الأثاث الخشبي.. قضاء البصرة يكشف أبرز أسرار خطوط النقل الدولية
تعدد المنافذ يؤرق المحافظة الجنوبية
تهريب المخدرات عبر الطائرات المسيرة والشراعية وداخل الأثاث الخشبي.. قضاء البصرة يكشف أبرز أسرار خطوط النقل الدولية
انفوبلس/..
طرق عديدة ومتنوعة يبتكرها تجار المخدرات من أجل تهريب موادهم وسمومهم ونقلها إلى داخل وخارج العراق، إذ كشف مؤخراً رئيس محكمة استئناف البصرة القاضي عادل عبد الرزاق عن أبرز هذه الطرق، كما كشف أسرار خطوط النقل الدولية.
*خط دولي
يكشف رئيس محكمة استئناف البصرة القاضي عادل عبد الرزاق، خلال مقابلة مع صحيفة "القضاء"، أن "هناك خط تهريب دولي خارج المنافذ الحدودية يتم عبره تهريب المخدرات باستخدام الطائرات الشراعية والمسيرة". وفيما تحدث عن عدة عمليات ضبط وإلقاء قبض على المتاجرين بالمخدرات بجهود أمنية وقضائية، أشار إلى قضايا تهريب أخرى تتعلق بالأدوية والمستلزمات الطبية وتهريب النفط الأسود والسيارات دون الموديل المسموح به.
وقال عبد الرزاق، إن "البصرة تضم الكثير من المنافذ، كمنفذ الشلامجة الحدودي ومنفذ سفوان الحدودي ومنفذ ميناء أم قصر ومطار البصرة الدولي وميناءَي المعقل وخور الزبير وميناء أبو فلوس والمنافذ غير المشروعة على شط العرب، إذ ترك تعدد المنافذ هذا أثرا كبيرا في دخول المواد المخدرة إلى محافظة البصرة، ونجم عن ذلك إلقاء القبض على عدد كبير من المتاجرين بالمواد المخدرة والناقلين لها بجهود القوات الأمنية التي كان للقضاء دور الدعم والإسناد فيها من خلال إشراف السادة قضاة التحقيق على عمليات الضبط ودعمهم للأجهزة الأمنية بالقرارات القضائية والتحقيق مع المتهمين وإحالتهم إلى المحاكم المختصة لينالوا جزاءهم العادل".
وبين، أن "من أبرز العمليات التي تمت هي عملية ضبط (22) كيلوغراما من مادة الكوكائين المخدرة في إحدى ساحات ميناء أم قصر الشمالي، كانت مُخبَّأة داخل إحدى الحاويات المبردة مع ضبط (19) كيلوغراما من مادة الحشيشة المخدرة في قضاء الزبير بعد أن دخلت إلى محافظة البصرة عبر تهريبها عن طريق شط العرب".
وأوضح، أنه "تم ضبط خط تهريب دولي من إحدى دول الجوار، وهناك عدة طرق للتهريب منها ما يتم في ساحة التبادل التجاري في منفذ سفوان الحدودي من خلال سيارات الحمل الكبيرة التي تقوم بإدخال مختلف البضائع إلى العراق ويتم تهريب المواد المخدرة مع البضائع ولعل من أبرزها بضائع الأثاث الخشبي والتي تتم بواسطة ناقلين مصريي الجنسية وهنالك خط تهريب خارج المنفذ الحدودي يتم باستخدام الطائرات الشراعية والطائرات المسيرة".
ولفت إلى، أن "هنالك تنسيقا عالي المستوى مع الأجهزة المختصة بمكافحة المخدرات في دول الجوار عن طريق التسليم المراقب تقوم به رئاسة الاستئناف استناداً لأحكام المادة (1/ خامس عشر) من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم (50) لسنة 2017 نجم عنه عدد من عمليات ضبط المواد المخدرة المهربة إلى محافظة البصرة ولعل من أبرز عمليات الضبط لهذا العام هي ضبط كمية كبيرة تُقدر بـ(مليون) حبة مخدرة من نوع (كبتاكون ولاريكا) مقسمة على (91) كيسا تزن جميعها مائة وثمانية وتسعين كيلوغراما تم ضبطها في محافظة البصرة/ قضاء أبي الخصيب/ منطقة المطيحة مخبأة في أحد الدور السكنية حيث كانت هذه الكمية مهيأة للتهريب إلى دولة الكويت بعد أن تم الاتفاق على تهريبها بين شخص كويتي الجنسية وآخر سعودي الجنسية وشخص عراقي يعمل صيدلانيا في البصرة والذي ألقي القبض عليه وعلى عدد آخر من المتهمين وصدرت أوامر قبض وتحرٍ بحق عدد آخر من المتهمين وفق أحكام المواد (27 و28) من قانون المخدرات رقم (50) لسنة 2017".
*إحصائيات
وحول إحصائية عام 2023 بالنسبة للدعاوى المحسومة بحق المتاجرين والمتعاطين للمواد المخدرة، بين عبد الرزاق، أنه "بلغ عدد القضايا المحسومة في شعبة مخدرات البصرة (372) قضية تعاطٍ وفق أحكام المادة (32) من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم (50) لسنة 2017 و (581) قضية متاجرة و(279) قضية ترويج للمواد المخدرة وفق أحكام المواد (27 و28) من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم (50) لسنة 2017".
*المخدرات تتصدر في البصرة
وأكد القاضي، أن "أكثر الجرائم شيوعاً في محافظة البصرة هي جرائم المخدرات (التعاطي والمتاجرة) والسرقات وأبرز أسبابها العامل الاقتصادي والاجتماعي والكثافة السكانية".
وخلال العام 2023 فقط، بلغ عدد المقبوض عليهم بتهم المخدرات 14 ألفًا في عموم العراق، وفق وزارة الداخلية. وبحسب حديث سابق للمتحدث باسم الوزارة، مقداد ميري، فإنّ "عدد المحكومين بجريمة المخدرات خلال عام 2023 بلغ 7397 شخصًا".