توتر في الگرمة بسبب شقيقة الحلبوسي.. تعرف على تداعيات الاعتقالات الجارية؟
سوات تنتشر وتغلق مداخل ومخارج القضاء
توتر في الگرمة بسبب شقيقة الحلبوسي.. تعرف على تداعيات الاعتقالات الجارية؟
انفوبلس/..
فتيل أزمة جديدة تشتعل في محافظة الانبار وتحديداً في قضاء الكرمة الواقع شمال شرقي مدينة الفلوجة، بسبب شقيقة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي التي تشاجرت مع طبيب اختصاصي من عشيرة الجميلات، في إحدى مستشفيات الفلوجة.
*مناشدة
يوم أمس السبت، وجه الشيخ حقي إسماعيل نايف الجميلي، أحد شيوخ عشائر عشيرة الجميلات في محافظة الانبار، مناشدة الى رئيسي مجلس القضاء الاعلى ومجلس الوزراء، بالإضافة الى وزير الداخلية للتدخل بحمايته وعائلته على خلفية تحشيده لتجمع عشائري ضد الاعتداء على طبيب في مستشفى الفلوجة.
وقال الجميلي، في مقطع مصور، إن "رئيس مجلس النواب أوفد له وكيل جهاز الامن الوطني فالح العيساوي (بحسب الادعاء الشخصي بذلك)، من اجل التراجع عن إقامة التجمع العشائري للمطالبة بحق الطبيب الاختصاصي ضياء الجميلي وحل الموضوع ودّياً".
وتابع، إنه "رفض الدعوة التي جاء بها ممثل الحلبوسي"، فيما أشار الى أنه "بعد ذلك قامت قوة امنية بمداهمة منزله واعتقال أحد المساندين له بالتجمع العشائري، وهو المهندس عارف طالب شعلان الجميلي عضو المجلس المحلي لقضاء الگرمة السابق".
وأوضح الجميلي، إن دعوته التي أطلقها من اجل التجمع العشائري "كانت عبر منشور من خلال صفحته على الفيسبوك لعمل تجمع لأبناء عشيرته لمساندة الطبيب وحث القضاء لاعتقال منتسبي حمايات المسؤولين المعتدين".
وطالب الشيخ، "بمحاسبة المسؤولين والحمايات الذين لا يحترمون الأعراف والمبادئ العشائرية في المحافظة".
*علاقة شقيقة الحلبوسي
وفي السياق، أفاد مصدر أمني، بأن "الجهة المعتدية على الطبيب ضياء الجميلي بمستشفى الفلوجة هي الحمايات المرافقة لشقيقة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي"، مؤكدة أن "الحلبوسي يحاول حل الموضوع وديا بعيدا عن الاجراءات القضائية".
*سوات تنتشر
وتابع المصدر، أن "قوات سوات وقوات امنية اخرى تنتشر في قضاء الكرمة وقامت بإغلاق مداخله ومخارجه".
*بداية الأزمة
لم تكن الأزمة وليدة اللحظة، بل هي قائمة منذ عدة شهور، ففي 22 تشرين الأول من العام المنصرم، تحشد قبيلة الجميلات في محافظة الأنبار ضد عشيرة "الحلابسة"، وتحديدًا ضد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، عقب مشكلة في إحدى مستشفيات الفلوجة بين طبيبة مقيمة وصديقتها شقيقة محمد الحلبوسي من جهة، وبين طبيب اختصاصي من عشيرة الجميلات من جهة أخرى.
وبدأت القصة قبل أيام عندما حدثت مشاجرة بين الطبيبة المقيمة والطبيب الاختصاصي، قامت على إثرها الطبيبة المقيمة دعاء مهدي في مستشفى الفلوجة العام، برفع دعوى قضائية ضد اختصاصي الباطنية في المستشفى ضياء محمود فرحان الجميلي، مدعيةً قيامه بالتجاوز عليها بالألفاظ ومحاولة ضربها.
إلا أنّ مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات المحلية في محافظة الأنبار، أكدت أنّ ما جرى هو قيام الطبيب المختص بمعاقبة المقيمة دعاء مهدي بسبب تقصيرها في عملها، لتقوم الطبيبة رفقة صديقتها فرح ريكان الحلبوسي شقيقة محمد الحلبوسي بالاعتداء على الطبيب المختص بالاستعانة بحماية شقيقة الحلبوسي، قبل أن يتمّ اعتقال الطبيب المختص ورفض طلبه بالشكوى.
*اعتقال شيخ بارز
عقب ذلك بيومين، وتحديداً في 24 تشرين الأول 2022، أعلن الشيخ محمد الجميلي أحد شيوخ ووجهاء الجميلة في محافظة الانبار، عن اعتقال شخصية عشائرية بارزة إثر هذه الخلافات.
وقال الجميلي، إن "قوة امنية اعتقلت الشيخ حازم حكمت الجميلي إثر نشوب خلافات فجّرتها شقيقة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بعد اعتدائها على طبيب من عشيرة الجميلة اثناء ممارسة عملة في مستشفى الفلوجة التعليمي وزجّه في السجن دون وجود مذكرة اعتقال بحقة".
وأضاف، إن "اعتقال الجميلي لم تُعرف معالمها بعد وأن اتصالات يجريها وجهاء القبيلة لمعرفة المزيد من التفاصيل حول عملية الاعتقال إلا أن مصادر رجحت بأن عملية الاعتقال جاءت على خلفية انتقاد الشيخ حازم لتوجهات الحلبوسي وتصرفاته مع شيوخ ووجهاء قبيلة الجميلة".
وأوضح الجميلي، إن "الوضع في قضاء الكرمة غير مستقر بعد دعوة شيخ عشيرة الجميلة عبد الستار الجميلي أبناء العشيرة كافة إلى اجتماع يُعقد في مضيف قبيلة الجميلة في قضاء الكرمة شرقي مدينة الفلوجة بحضور شخصيات عشائرية من مدن الانبار كافة بالإضافة الى حضور شخصيات حكومية وقيادات امنية ورجال دين وشخصية حكومية".
*استغلال السلطة
من جهته، طالب تحالف "الأنبار الموحد"، الحكومة الاتحادية ومجلس القضاء الأعلى بالتدخل لحل قضية عشيرة الجميلة.
وقال التحالف، في بيان صحافي، إنه "يستنكر بأشد العبارات استغلال السلطة لتكميم الأفواه، كما ويشجب أي تصرف ذي جنبة سياسية يؤدي إلى تأزيم الوضع وتعميق التوترات وإثارة الفتنة في محافظة الأنبار"، مطالباً الحكومة المركزية "بتدخل فوريٍّ وعاجل لكشف ملابسات الاعتداء على أحد الأطباء الاختصاصيين في مستشفى الفلوجة العام، ومن ثم تنفيذ عمليات اعتقال تعسفية بحق شباب ووجهاء ورموز عشيرة الجميلة في مدينة الكرمة، إلى جانب الاعتداءات التي طالت الممتلكات الخاصة".
وناشد التحالف، رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان "بالتدخل العاجل ومتابعة التطورات المقلقة في الكرمة والأنبار عموماً حفاظاً على السلم المجتمعي"، داعياً عشائر الأنبار إلى "عدم الانجرار وراء بعض الأطراف السياسية التي تستغل نفوذها في المحافظة"، مؤكداً أنّ "جميع عشائر الأنبار أخوة وأبناء عمومة محفوظو المقام، ولا يمكن المساس بأي عشيرة أو رمز من رموز الأنبار".
*الحلبوسي يهدد
وفي خضم تسارع الأحداث، اتهم ستار عباس، شيخ قبيلة جميلة، رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بتهديد أبناء قبيلته عبر رسالة شفهية بعثها من خلال قائد شرطة الأنبار، هادي الجليباوي.
وقال الجميلي مخاطباً أبناء قبيلته: "والله لا خير فينا إن لم نثبت أننا قبيلة ورجال".
كما طالب الجميلي رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني، ورئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، وكذلك طالب وزير الداخلية "بالاطلاع على تسجيل الكاميرات الموضوعة في مكتب الجليباوي للاطلاع على مدى التجاوز على قبيلة الجميلة وشيخها العام".
وتابع، إنه يطلب كذلك "شهادة مدير مكتب قائد شرطة الأنبار بكونه كان حاضراً وشاهداً بعينه".