جرائم مبهمة في مخيم الهول تنذر بأزمة جديدة.. ماذا يحدث داخل مدرسة قوى الظلام؟
انفوبلس/ تقارير
جرائم تبحث عن تفسير، وقلق لا يحتاج إلى تبرير، فمدرسة أجيال قوى الظلام وأكاديمية التكفير باتت على مشارف الداخل العراقي بعد نوايا نقل 150 عائلة إلى مخيم الجدعة في نينوى. إنه مخيم الهول الذي شهد خلال الـ48 ساعة الماضية جرائم وحشية عن طريق "النحر" وأخرى بطرق مختلفة دقت هذه المرة ناقوس الخطر بشأن أمن العراق، فماذا يحدث داخل المخيم المدعوم أميركيّاً؟ وما تأثيره على البلاد؟
جرائم وحشية.. 3 حالات "نحر"
في آخر مستجدات ما يحدث بمخيم الهول بسوريا، قالت مصادر سورية مطلعة يوم أمس تابعتها شبكة انفوبلس، إن “مخيم الهول السوري والذي يضم آلافاً من عوائل داعش سجل خلال الـ 48 ساعة الماضية ثلاث حالات قتل من خلال النحر، أحدهم عراقي”.
وأضافت، أن “هناك هروب متكرر يحدث في المخيم لكن يجري التغطية عليه من قبل المفارز المخابراتية الامريكية التي تشرف على المخيم بشكل مباشر”.
وأكدت المصادر، أن "مخيم الهول السوري والذي يضم آلافاً من عوائل داعش الارهابي من اكثر من 50 جنسية يخضع لسيطرة قيادات في التنظيم وبشكل معلن وهو يمارس سطوته على الجميع دون استثناء تحت حراسة حلفاء واشنطن في اشارة الى قسد وغيرها". واشارت الى ان" المخيم تحول الى بيئة تُصدّر الافكار المتطرفة وهي الاخطر الان في منطقة الشرق الاوسط وبرعاية امريكية مباشرة".
لم تقتصر طريقة الجرائم على "النحر" فقط، إذ وقبل يومين قُتل طفل وأُصيب شقيقه بجروح بليغة أدت لتشوه جسده بعد تعرضهما للضرب المبرح بواسطة عصا على يد والدهما داخل مخيم الهول.
ووفقاً للمعلومات، فإن العائلة تنحدر من بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي ويعيش الطفلان اللذان يعانيان من أمراض مزمنة بعد وفاة والدتهما مع والدهما في المخيم منذ عدة سنوات.
ووثق المرصد السوري 122 جريمة قتل بشكل متعمد ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” منذ مطلع العام 2024، بعضها ناجم عن عنف أسري أو بدوافع السرقة وأخرى ماتزال أسبابها ودوافعها مجهولة، راح ضحية تلك الجرائم 134 شخص هم: 100 رجل، و 15 طفل و 19 سيدة توزعوا على النحو التالي:
36 بينهم 6 أطفال و7 سيدات في الحسكة
48 بينهم 3 أطفال و5 سيدات في دير الزور
73 بينهم 5 أطفال و5 سيدات في الرقة
12 بينهم سيدتين وطفل في منبج
رجل في عين العرب (كوباني)
وكانت إدارة مخيم الهول في ريف الحسكة، أعلنت أول أمس الأحد، تجهيزها لـ150 عائلة من عوائل داعش لإخراجها باتجاه مخيم الجدعة في الأراضي العراقية، تطبيقا للاتفاقيات الموقعة بين الحكومة العراقية ودائرة العلاقات الخارجية التابعة للإدارة الذاتية في شمال.
وهذه المرة الأولى منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر كانون الأول الجاري التي يجري فيها الحديث عن نقل دفعة جديدة من نازحي مخيم الهول الذي يخضع لسيطرة قوات “قسد” وإدارتها، علماً أن عضو مستشارية الأمن القومي العراقي سعيد الجياشي، قال الأسبوع الماضي إن العراق لن يوقف عمليات إعادة النازحين من مخيم الهول السوري استناداً إلى جداول زمنية وُضعت مسبقاً، وبالتنسيق مع إدارة المخيم وقوات “قسد” والتحالف الدولي.
خطورة ما يحدث في المخيم على العراق وبهذا الصدد، حذر عضو تحالف الفتح محمود الحياني، في 23 ديسمبر كانون الأول الجاري، من خطورة حدوث عمليات تهريب من مخيم الهول، واصفاً إياها بالقنبلة الموقوتة التي تهدد أمن البلاد.
وأكد الحياني حرص العراق على إنهاء ملف مخيم الهول وتفكيكه وإعادة جميع النازحين العراقيين، علماً أن السلطات العراقية دعت المجتمع الدولي ودول العالم مرات إلى الإسراع في إعادة رعاياهم من المخيم السوري من أجل إغلاقه”.
ويشكل تنامي نشاطات داعش في عمق البادية السورية المحاذية للحدود العراقية، مع سقوط نظام بشار الأسد، تهديدا على العراق، إذا تمكن الإرهابيون من السيطرة على الحدود السورية العراقية، ونجحوا مجددا من اجتيازها.
ويسعى السوداني إلى إبعاد الساحة العراقية عن أن تصبح ساحة لتصفية الحسابات، بالإضافة إلى محاولاته لموازنة الوضع الجديد في سوريا، والانخراط العراقي في الجهود الدبلوماسية العربية والدولية. كما يسعى إلى إبعاد إيران، التي تمتلك أذرعاً قوية في العراق، عن الشأن السوري، بحسب مختصين.
ويخشى العراق من عودة سيناريو أواسط العام 2014 عندما تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مناطق تُقدر بثلث البلاد على خلفية امتداد الصراع في سوريا بين النظام والفصائل المعارضة في السنوات الماضية.
وقامت القوات العراقية بتعزيز قواتها في الشريط الحدودي مع سوريا بعد أن تراجع الجيش السوري بقيادة نظام الأسد أمام المجاميع المسلحة لغاية ان تمكنت من إسقاط النظام في غضون أيام معدودة.
عدد العائلات العائدة من الهول إلى العراق
في بيان نُشر بأكتوبر تشرين الأول الماضي، كشف مستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي أن “الحكومة تعمل على أكبر عملية إدماج مجتمعي لمن قدموا من مخيم الهول، حيث تم إخضاعهم للتأهيل النفسي في مخيم الجدعة بإشراف وزارة الهجرة والمهجرين وكل الأجهزة الأخرى.”
ووفق البيان، بلغت اعداد العائلات العائدة حتى الآن من الهول إلى العراق أكثر من 2600 عائلة، أُعيدت أكثر من 2000 عائلة إلى مناطقها الأصلية حتى الآن، فيما تبقت 600 عائلة وهي الآن تخضع للتأهيل، تمهيدا لإعادتها وإعطائها فرصة للحياة من جديد.”.
ويضم مخيم الهول الذي يخضع لحراسة مشددة وتشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية، حوالي 48 ألف شخص بعد أن كانوا 73 ألف شخص، حيث ان غالبية نزلاء المخيم من نساء وأطفال داعش، مما يعزز المخاوف من ولادة جيل إرهابي جديد.
وكان الآلاف من عناصر داعش نقلوا إلى مخيم الهول، بعد أن هُزم في سوريا في آذار مارس 2019، وإنهاء سيطرته على مساحات كبيرة من الأراضي العراقية والسورية.
خطر داهم يقابله تقصير حكومي
وكان عضو ائتلاف دولة القانون ابراهيم السكيني، أكد في 27 آب أغسطس الماضي، ان مخيم الهول يمثل خطرا داهما على العراق، مبينا أن “هناك تقصير من قبل الحكومة فيما يخص حسم ملف هذا المخيم الذي يضم ارهابيين ولن نقبل بفرض آراء أو ضغوط على العراق بشأن عودة هذه الاسر للعراق، حيث أن هذا المخيم قنبلة موقوتة وبقائه سيفجر الوضع.
وأثارت عودة هذه العوائل حفيظة الكثير من الجهات، حيث اعتبرتهم منتمين لتنظيم داعش، وأن إعادتهم تشكل خطرا كبيرا على العراق.
وبهذا الشأن، قال النائب محمد كريم، إن “هذه القرارات التي تتخذ هي بتأثيرات خارجية لإعادة تدوير هذه القنابل القاتلة إلى داخل البلد، وهم يعلمون أن هؤلاء رضعوا الإجرام مع أمهاتهم وآبائهم الدواعش”.