جرف النصر أطاحت بأربع قادة عمليات في بابل قبل أن تتحرر.. تعرف على قصة تحرير بوابة النصر
انفوبلس/..
شهدت قيادة عمليات بابل منذ تشكيلها في آذار 2014 وفصلها عن قيادة عمليات الفرات الأوسط، تم تعيين واستبدال خمسة من قادتها ما يعكس صعوبة الوضع الأمني وتطوراته في المحافظة بما تمثله من وسادة أمن محافظات الفرات الاوسط كما يصفها الخبراء الأمنيون.
وقررت القيادة العامة للقوات المسلحة في 24 من اذار 2014 تشكيل قيادة عمليات بابل من اجل التركيز على ادارة الملف الأمني في المحافظة وفصلها عن ادارة قيادة عمليات الفرات الأوسط لضبط الامن في المحافظة بعد سلسلة من الهجمات تعرضت لها المحافظة عن طريق جرف الصخر وامتدادات المحافظة الشمالية المحاذية لمحافظة الانبار.
وكان هذا التشكيل المستحدث مبعث أمل لسكان بابل وفرصة للقوات الامنية في ضبط وتعزيز الأمن للمحافظة، التي غالباً ما تتأثر بشكل مباشر بأمن العاصمة بغداد ومحافظة الانبار التي تتصل بهما من جهة الشمال، مع نشاط الجماعات الارهابية وقدرتها على التحرك في مناطقها الشمالية كجرف الصخر رغم مواصلة القوات الامنية في دك اوكار عصابات داعش الارهابية.
عمليات التغيير المستمرة في قيادة عمليات بابل كانت موضع انتقاد وتحذير بنفس الوقت من خبراء عسكريين التي من شأنها ان تؤدي الى ارباك في الوضع على الأرض لتغيير القادة والخطط.
ولم يمض على استبدال القائد الرابع لعمليات بابل اللواء عبد الحسين البيضاني نحو شهرين على تعيينه حتى تم استبداله بالعميد الركن رحيم كاظم رسن الذي عُين هو الآخر بمنصب معاون قائد العمليات بسبب اخفاق البيضاني في معالجة الخروقات المتكررة في مناطق شمالي بابل وأبرزها جرف الصخر التي شهدت سيطرة عصابات داعش الارهابية على بعض مناطق الناحية الواقعة على بعد 45 كم شمال مدينة الحلة مركز المحافظة.
يشار الى ان استبدال البيضاني هو الرابع من نوعه خلال خمسة أشهر بعد ان تسلم سلفه اللواء الركن سعد حربية قيادة عمليات بابل في 9 من ايار 2014 بدلا من اللواء الركن عبد العزيز الظالمي (قائد صولة الفرسان في محافظة البصرة) في قيادة عمليات بابل الذي هو الآخر تم تعيينه خلفاً للواء الركن (صالح خزعل المالكي) الذي كان يشغل منصبا في مقر وزارة الدفاع وتسليمه قيادة عمليات بابل في أول تشكيلها.
وكان للحكومة المحلية في بابل رأي آخر حيث عدت هذا التغيير المتكرر للقادة الأمنيين أمرأ صحيحاً وانه لابد من تغييرهم بشكل دوري لمعرفة أصحاب الكفاءات والقادرين على ادارة الملف الأمني بما يحقق تنفيذ الخطط الموضوعة للقضاء على الإرهاب.
تغييرات لتصحيح الأمور المتلكئة
فيما كشف خبراء الامن بأن عمليات بابل اصبحت تدار بشكل مركزي من حيث تعيين القيادات والاشراف على العمليات وان ما يعزز ذلك هو التغيير بقادة العمليات من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد لكنهم رأوا بان ذلك لا يخدم المحافظة بل سيؤخر من عمليات التطهير ومطارة الارهابيين.
وبهذا الشأن قال رئيس لجنة الامن الأسبق بمجلس محافظة بابل فلاح الراضي أن التغييرات التي حدثت داخل عمليات بابل تعود لعدم وجود دعم كاف لقوات الجيش ما جعل هناك نقاط ضعف في بعض المواقع العسكرية.
واضاف، ان "تكرار التغيير الهدف منه تصحيح الامور المتلكئة وليست الاخطاء لان قوات الجيش والضباط يسيرون وفق خطط عسكرية رصينة وليست ضعيفة بالإضافة الى وجود عناصر فعالة من رجال الاستخبارات العسكرية والعشائر والمتطوعين داخل المناطق الساخنة.
من جانبه قال رئيس مجلس بابل السابق رعد الجبوري إن "عمليات بابل تتسع بشكل كبير وهناك دعم لها من قبل مكتب القائد العام للقوات المسلحة لتحرير ناحية جرف الصخر بالكامل".
وعزا الجبوري ان "الهدف من تغيير قادة عمليات بابل هو لمواكبة العمليات العسكرية التي تجري داخل جرف الصخر لاسيما مع تغيير الارهابيين لأساليبهم الاجرامية"، مؤكدا إن" التغيير سيساعد قوات الجيش على توسيع حلقاته للقضاء على المجاميع المسلحة ومحاصرتها في منطقة واحدة وانهائها".
يذكر ان مناطق شمال بابل وأبرزها ناحية جرف الصخر هي من المناطق الزراعية الوعرة وتحوي مسطحات مائية ومزارع واسعة وترتبط باليوسفية واللطيفية جنوبي محافظة بغداد وبعامرية الفلوجة جنوب شرقي محافظة الانبار.
وتشير مصادر أمنية الى أن قرارات التغيير التي توالت لمنصب قائد عمليات بابل، جاءت لإعادة الخطط العسكرية وتحرير ناحية جرف الصخر والمناطق المحيطة بها بشكل كامل والتنسيق مع قيادتي عمليات الانبار وبغداد لمحاصرة المجاميع الإرهابية".
عملية التحرير الأخيرة
مع اقتراب شهر محرم والبدء بإحياء شعائر ذكرى واقعة الطف، وأربعينية الأمام الحسين وتهديدات الجماعات الإرهابية باستهداف هذه الشعائر، أعلن مسؤولون عراقيون إن جرف النصر تمثل تهديداً على كربلاء المقدسة وبغداد وبابل، وأن استعادة المنطقة تُعد أولوية قصوى قبل شهر محرم، وأدى انفجار خمس سيارات مفخخة في كربلاء قبل أسبوع من انطلاق العملية إلى تسريع العملية.
وانطلقت عملية عاشوراء، التي استمرت ليومين نفذت من قِبل القوات العراقية والحشد الشعبي والتي بدأت يوم 24 تشرين الأول 2014 بهدف استعادة السيطرة على ناحية جرف النصر الاستراتيجية ومنع ارهابيي داعش من بلوغ المدن القريبة، وإيقاف دعم الأنشطة الإرهابية فيها، حيث هددت العصابات الداعشية بتنفيذ هجمات ضد ملايين الزوار الذين يحيون يوم عاشوراء.
انطلقت العمليات بمشاركة القوات الأمنية وجميع فصائل الحشد الشعبي عبر ثلاثة محاور رئيسة: أولها منطقة الفاضلية، وثانيها منطقة عبد ويس، وثالثها نحو مركز مدينة جرف النصر بصورة مباشرة، الأمر الذي أصاب فلول “داعش” بالانهيار وأدى إلى التغيير في موازين المعركة بصورة كبيرة ومؤثرة، وأحدث حالة الانكسار.
جرف النصر من أصعب المعارك التي خاضها الحشد الشعبي
قدّم الحشد عددا كبيرا من الشهداء، نتيجة الاستعدادات الدفاعية الكبيرة التي قامت بها العناصر الإرهابية كتلغيم الشوارع والأرصفة وتفخيخ المباني وكل ما يمكن تفخيخه، وبعد تحرير الناحية بالكامل وإيقاع أبرز قادتهم وهو عماد السبع قائد الجناح العسكري لتنظيم داعش الإجرامي، واسر العديد منهم، تم إغلاق الناحية لمدة ثمانية أشهر لرفع العبوات عن الناحية بعد ان فخخ داعش المباني الحكومية والدور السكنية واعمدة الكهرباء.
وانتهت العمليات في 27/10/2014 تحرير ناحية جرف النصر وصولاً إلى جسر الفاضلية مع تحرير قرى (الفارسية، الحجير، البهبهان، السعيدان، العويسات)، بمساحة 193 كم2.
وعقب انتهاء المعارك التي قتل فيها أكثر من 120 داعشيا، اقر “زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي” في خطبته، بالهزيمة أمام القوات العراقية وأبطال الحشد الشعبي في جرف النصر، جعل الجميع يطلق عليها خطبة الانكسار، لأنها عكست حالة واضحة من الخيبة والخوف.
نتائج المعركة ومميزاتها
جرف النصر في هذه المناطق تمثل أول نقطة انكسار حقيقي لداعش في العراق، المعركة التي خسر الرهان بها في السيطرة على العراق حسب وصفه، بعد آمرلي وسليمان بيك والعظيم انضمت جرف النصر إلى قائمة المدن المحررة التي شهدت انتصار الحق على الباطل، وهزيمة “داعش” أمام أبطال العراق من أبناء القوات المسلحة ومتطوعي الحشد الشعبي.
وسميت المعركة بعمليات عاشوراء، ويشار إلى ان معركة جرف النصر نفذت في شهر محرم الحرام، وسميت بعاشوراء تيمنا بمعركة الطف التي خاضها الإمام الحسين عليه السلام.
وتغيير اسم ناحية “جرف الصخر” بعد تحرير الناحية من براثن داعش، جاء الأمر بتسمية الناحية بـ”جرف النصر” تخليدا للنصر المحقق من قبل القوات الأمنية وأبطال الحشد الشعبي.