جريمة قتل تاجر الأسماك نجم عبد وحل العگيلي في الكوت تتفاعل.. لماذا تظاهرت عائلته أمام محكمة واسط؟
انفوبلس/ تقرير
على الرغم من مرور أشهر على جريمة قتل تاجر الأسماك نجم عبد العگيلي، بمزرعته في مدينة الكوت على يد عمّاله ورمي جثته في حوض لتربية الأسماك، إلا أن المتورطين لا يزالون دون محاكمة، الأمر الذي دفع عائلة المغدور للتظاهر أمام محكمة واسط كاشفين تفاصيل جديدة عن الحادثة.
وسبق أن تحدثت شبكة "انفوبلس"، في تقرير عن التفاصيل الكاملة لجريمة قتل تاجر الأسماك نجم عبد العگيلي في مدينة الكوت.
*وقفة أمام محكمة واسط
نظمت أُسرة تاجر الأسماك نجم عبد العگيلي، الذي قُـتل في مزرعته قبل 3 أشهر، وقفة أمام محكمة واسط في مدينة الكوت بحضور والدته وزوجته وأطفاله، وطالبوا بإنزال حكم الإعدام بحق المتورطين بالجريمة.
ويقول عم المغدور ناصر وحل خلال الوقفة، "حضر ابن أخي إلى الكوت إثر اتصال مع أحد عمّاله واسمه (عبود)، حيث اتفقا على أن يتسلم الفقيد مبلغ 235 مليون دينار في مزرعته بعد بيع وجبة من الأسماك، لكن تعرض ابن أخي للغـدر وقُتل ورُميت جثته في بحيرة الأسماك، وأُلقيت سيارته في قضاء الأحرار غرب واسط بعيداً عن المزرعة" .
ويضيف، بحثنا عنه لستة أيام في المزرعة والمناطق المحيطة بها، ثم أبلغتنا قوات مكافحة الإجـرام بالمغادرة كون المزرعة أصبحت مسرحاً للجريمة، ثم أبلغونا بالتوجه إلى الطب العدلي في الكوت لاستلام الجثة.
الجريمة وقعت في نهاية شهر رمضان ومضى عليها 3 أشهر، وهناك 5 متهمين من محافظة بابل واشترك معهم عامل بنغالي، ولم يتم القصاص منهم حتى الآن، بحسب وحل الذي أكد أن الوقفة أمام محكمة واسط جاءت لمطالبة القضاء بإصدار حكم الإعدام بحق القتلة والإسراع في تنفيذه، مضيفا، صبرنا كثيراً ونريد القصاص العادل.
وفي السياق نفسه، يبين شقيق المغدور محسن العگيلي، ان المتهمين بالجريمة 14 شخصاً كانوا يعملون في مزرعة أخي، وبعد التحقيقات تم تقليصهم إلى 6 ثبتت عليهم الأدلة، ونستغرب أن لا يكون للباقين علم بالجريمة لأنهم إخوة وأبناء القتلة.
ويكشف، شيدنا مزرعة الأسماك في منطقة البسروگية في واسط قبل 15 سنة، وهذه المجموعة تعمل معنا منذ 5 سنوات، وقد اكتشفنا أن مجموع المبالغ المسروقة منّا عن طريق بيع الأسماك تبلغ نحو 1.3 مليار دينار.
يمتلك رجل الأعمال العراقي "نجم عبد وحل العكيلي" عدة أحواض لتربية الأسماك في منطقة البسروكية جنوبي محافظة واسط.
وبعد مراجعة فريق شبكة "انفوبلس" تفاصيل الحادثة، تبين أن قوة أمنية عثرت، على جثة رجل الأعمال العراقي "نجم عبد وحل العكيلي" في محافظة واسط يوم الجمعة 8 مارس/ آذار 2024، بعد اختطافه في ظروف "غامضة".
وبحسب مصادر أمنية تحدثت لشبكة "انفوبلس"، فإن قوة أمنية عثرت على جثة رجل الأعمال (نجم العكيلي) الذي يملك العديد من أحواض الأسماك بمنطقة (البسروكية) جنوبي مدينة الكوت"، مشيرة الى أن "العكيلي كان مختفياً منذ يوم الجمعة 1 مارس/ آذار، وقد عُثر على جثته وعليها آثار إطلاقات نارية في جسده.
وأضافت في حديثها لـ"انفوبلس"، أنه تم نقل الجثة إلى دائرة الطب العدلي لاستكمال الإجراءات القانونية حينها وفتح تحقيق بالحادث لمعرفة ملابسات الجريمة وحيثياتها.
كما أعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية، القبض على أربعة متهمين قاموا بخطف مواطن وقتله في محافظة واسط، وذلك في نفس اليوم الذي تم العثور على جثة "العكيلي".
الوكالة ذكرت في بيان ورد لـ"انفوبلس"، أن مفارز وكالة الاستخبارات (خلية الصقور الاستخبارية) بالاشتراك مع قسم مكافحة اجرام واسطـ نفذت عملية نوعية مستندة على معلومات استخبارية دقيقة، أسفرت خلالها عن إلقاء القبض على أربعة متهمين قاموا بخطف مواطن في وقت سابق وقتله وسرقة أمواله في محافظة واسط"، مشيرة الى أنه "ضُبط بحوزتهم على أسلـحة خفيفة متنوعة، وتسليمهم إلى الجهات التحقيقية المختصة لينالوا جزاءهم العادل".
وبعد بيان وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، تواصلت "انفوبلس"، وقتها مع وزارة الداخلية للتحري من أن المتهمين هم من قتلوا رجل الأعمال العراقي "نجم عبد وحل العكيلي"، لتؤكد الوزارة ذلك.
بحسب ذوي الضحية "نجم العكيلي" الساكن في العاصمة بغداد - تحدثوا خلال مجلس العزاء - فإن عُمّاله هم من قتلوه طمعاً بالأموال التي كانت بحوزته والبالغة 232 مليون دينار عراقي، حيث أقدموا على ضربه بالرصاص في منطقة الرأس عندما كان يتواجد عندهم يوم الجمعة 1 مارس/ آذار 2024.
وأضافوا، إنه بعد قتله قاموا بسرقة الأموال وإخفاء جثته تحت أقفاص بحيرات الأسماك وربطه بها لإخفاء معالم الجريمة، لكن القوات الأمنية بعد البحث والتدقيق عثرت على جثته وألقت القبض على عماله المتهمين بقتله الذي بينهم عامل "بنغالي".
كما طالب ذووه وقتها، مجلسَ القضاء الأعلى والجهات المختصة، بإنزال أقصى العقوبات القانونية على المتورطين بقتل "نجم العكيلي" والذي كان يعملون معه منذ سنوات طويلة ويبحثون معهم للعثور على الجثة على الرغم من انهم هم من قاموا بالجريمة "الغادرة".
ولا يكاد يمر أسبوع في العراق إلا وتكشف الجهات الامنية المختصة أو وسائل إعلام محلية عن جريمة قتل "بشعة" في إحدى المدن العراقية.
ويرهن معنيون تنامي هذا النوع من الجرائم بأسباب عديدة أهمها البطالة والفقر وتفشي السلاح المنفلت والمخدرات، مشددين على ضرورة ضبط الحدود والعمل أكثر على مكافحة المخدرات والمافيات التي تقف خلف هذه التجارة.
*إحصائيات جرائم القتل في 2024
يشار الى أن العراق أنهى شهر أيار/ مايو الماضي 2024، بجرائم قتل جنائية مرتفعة عن شهر نيسان، إلا أنها لا تزال أدنى معدل منذ عام 2003.
وبحسب بيانات إحصائية لتتبع الجرائم في العراق، والذي تابعتها شبكة "انفوبلس"، فإن العراق سجل مقتل 28 ضحية في مختلف محافظات العراق في شهر أيار الماضي، لكنها جاءت مرتفعة بنسبة 21% عن عدد جرائم شهر نيسان الذي سبقه والذي سجل 23 ضحية.
كما سجل العراق في آذار 29 ضحية، وفي شباط 44 ضحية، وفي كانون الثاني 46 ضحية. فيما لم ترد لغاية الآن إحصائية شهر حزيران الماضي.
وعمومًا تُعد إحصائية شهر أيار ونيسان الماضيين، جنبًا الى جنب مع شهر كانون الأول 2023 وشهر تشرين الثاني 2021 هي الأشهر الأدنى بعدد الجرائم على الإطلاق منذ عام 2003.
يأتي هذا في وقت يحتل فيه العراق المرتبة الثامنة عربياً والثمانين عالمياً من أصل 146 دولة بمؤشر الجريمة للعام الحالي 2024، وفقاً لموقع "نامبيو" الذي يُعنى بتقديم بيانات حول أسعار المستهلك، ومعدلات الجريمة، وجودة الرعاية الصحية.