جريمتان تؤرّق البصريين بيوم واحد.. عصابتان للمخدرات والسلب في قبضة العدالة.. ماذا حدث في أبو الخصيب والعشّار؟
انفوبلس/ تقارير
يوم أمس، شهدت محافظة البصرة جريمتين مروّعتين تمثلت الأولى باستشهاد منتسب أمني من شعبة مخدرات أبو الخصيب خلال إطلاق نار أثناء ملاحقة ثلاثة أشخاص مشتبه بتجارتهم المخدرات، والثاني نجم عن مقتل مواطن وتسليب دراجته النارية في وضح النهار، قبل أن تعلن وزارة الداخلية التوصل إلى الجناة وحل تفاصيل الجريمتين في وقت قياسي. فما تفاصيل ما حدث؟ وما قصة أفراد عصابة السرقة الذين لا يعرف أحدهم الآخر؟
*الجريمة الأولى
يوم أمس، أعلنت اللجنة الأمنية بمجلس البصرة، استشهاد وإصابة منتسبَين اثنين بمكافحة المخدرات في اشتباك مع تجار مخدرات في المحافظة.
وقال رئيس اللجنة عقيل الفريجي في إيضاح لما حصل، تابعته شبكة انفوبلس، إن "ممارسة أمنية قامت بها مديرية مكافحة مخدرات البصرة لغرض إلقاء القبض على مروّجي وتجار مخدرات بحوزتهم مادة (الكرستال) في منطقة الصنگر في أبو الخصيب".
وأضاف، "أثناء تأدية الواجب، فتح النار أحد تجار المخدرات ـ وهو محكوم سابقاً بالسجن خمس سنوات، وحالياً مطلوب وصادر بحقه أمر قبض ـ على مفرزة مكافحة المخدرات فسقط أحدهم ضحية، فيما أُصيب آخر بجروح متفاوتة".
وأضاف، إن "الجاني لاذ بالهرب لجهة مجهولة، فيما ما تزال مفرزة مكافحة المخدرات تتابع المعلومات بالتنسيق مع الأجهزة الاستخباراتية والأمنية وسوف لن يفلت من العقاب". مؤكدا، إن "التجار الاثنين اللذين كانا مع المجرم الهارب، تم إلقاء القبض عليهما".
*قتل تاجر المخدرات
وعقب الجريمة آنفة الذكر، أفاد مصدر أمني، اليوم السبت، بأن القوات الأمنية تمكنت من قتل تاجر مخدرات متهم بقتل منتسب في محافظة البصرة.
وقال المصدر، إن قوة أمنية أثناء عملية دهم وتفتيش تمكنت من قتل تاجر مخدرات قبل أن يحاول الاشتباك معها.
وأضاف المصدر، إن "التاجر متهم بقتل مفوض في مديرية مكافحة المخدرات الذي سقط ضحية يوم أمس خلال ممارسة أمنية كانت تُنفذ في قضاء أبو الخصيب".
*الجريمة الثانية
أما بخصوص الجريمة الثانية، فقد انتشر يوم أمس مقطع مصور في منصات التواصل أظهر جريمة اغتيال وسرقة و لحظة إطلاق نار على شاب في محافظة البصرة وسرقة دراجته النارية في وضح النهار ما أثار ضجة واسعة وحالة غضب تتصاعد بسبب الفوضى في المحافظة.
ونقلت وسائل إعلام ووكالات، فيديو للحظة اغتيال شاب وسرقة دراجته في قضاء شط العرب بمحافظة البصرة حين قام 3 مسلحين بقتله في وضح النهار وسلب دراجته النارية.
وكانت الدراجة تقل شابين لاذ أحدهما بالفرار ولم يُعرف مصيره وما إذا كان قد أُصيب، فيما كان أحد الجناة يلاحقه وتعرض آخر لإطلاق نار من سلاح كلاشنكوف.
*حل الجريمتين بوقت قياسي
في غضون، ذلك أوضحت وزارة الداخلية في بيان اليوم السبت، الإجراءات المتخذة من قبل الأجهزة الأمنية المختصة لديها بصدد الجريمتين اللتين حصلتا في محافظة البصرة، واللتان تمّ اكتشافهما خلال 24 ساعة.
وقالت الوزارة في بيانها، الحادث الأول أثناء قيام مفرزة لمكافحة المخدرات بدورية في منطقة (أبو الخصيب) إذ اشتبكت مع اثنين من تجار المخدرات بعد الشك بهما، مما أدى الى استشهاد منتسب وإصابة آخر.
وبحسب البيان، فإنه "في وقت قياسي تم تحديد مكان تواجد الجناة و محاصرتهما ونتيجة ذلك قام أحدهما بالانتحار وتمت إصابة الآخر وإلقاء القبض عليه".
وكانت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت تسجيلا فيديويا يظهر فيه ثلاثة شبان يستقلون دراجة نارية يترجل منها أحدهم ليفتح النار من سلاح كان يحمله على شخص يقود دراجة نارية ليُرديه قتيلا ويسرق دراجته.
وفيما يتعلق بجريمة قتل مواطن وتسليب دراجته في منطقة العشَّار، قالت الوزارة، إن فريق عمل مختص من وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية وقيادة شرطة محافظة البصرة تمكن من التوصل الى معلومات عن مكان تواجد العصابة المتورطين بالحادث والمكونة من خمسة متهمين وبعملية نوعية واستباقية وبوقت قياسي تمت مداهمتهم والقاء القبض عليهم وضبط بحوزتهم أسلحة يتم استخدامها في تنفيذ الجرائم.
وأضاف البيان، أنه تم ضبط دراجتين ناريتين مسروقتين، مشيرا إلى أنه من خلال التعمق بالتحقيق معهم تبين أن افراد العصابة لا يستخدمون الهواتف النقالة للتواصل فيما بينهم، ولا يعرف أي منهم محل سكن الآخر، ويتواصلون عن طريق برنامج (ماسنجر الفيس بوك)، وبرامج أخرى، و يتجمعون في مناطق محددة".
وأكد البيان، أن "المتهمين قد اعترفوا على عدة عمليات تسليب في مناطق متفرقة من محافظة البصرة بأسلوب إجرامي منظم".
*دعوة نيابية لأسعد العيداني
وعقب ما حدث، دعا عضو مجلس النواب، فالح الخزعلي، محافظ البصرة أسعد العيداني، إلى تفعيل ملف كاميرات المراقبةـ وذلك بعد سلسلة عمليات تسليب وحوادث جنائية.
وفي منشور له على منصة “إكس” قال الخزعلي: “بعد الاستقرار الامني المميز لمحافظة البصرة بجهود القوات الأمنية، بدأت مؤخرا عمليات سلب وحوادث جنائية في اكثر من منطقة".
وأردف: “أدعو القوات الأمنية كافة لتحمل مسؤولياتها وعلى المحافظ رئيس اللجنة الأمنية (أسعد العيداني) أن يكون له حضور في متابعة الملف الامني وتفعيل ملف الكاميرات الذي تأخر كثيرا”.
*حقوق إنسان البصرة تسخر من "خطة العيد المحكمة"
إلى ذلك، أعرب مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، أمس الجمعة (12 نيسان 2024)، عن أسفه باستشهاد منتسب ومواطن بعملية سرقة وتسليب مستغربا من حدوث هذا رغم إعلان الداخلية وجود "خطة أمنية محكمة".
وذكر المكتب في بيان، "نعرب عن أسفنا باستشهاد أحد منتسبي مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية على يد عصابات المخدرات واستشهاد أحد مواطني محافظة البصرة وفي مركزها وقرب نقاط أمنية متعددة بدافع التسليب والسرقة وبجريمة نُفذت بسلاح رشاش في وضح نهار اليوم الثالث لعيد الفطر مع وجود خطة أمنية محكمة كما أعلنتها وزارة الداخلية"، لافتا الى أن "هناك معلومة قيد التحقق عن استشهاد شخص ثالث".
ودعا المكتب القيادات الأمنية في المحافظة إلى "إعادة النظر بحماية المواطنين من المواد المخدرة ومن الجرائم وبمسك الأرض وتكثيف النقاط الاستخبارية وزيادة نشر عناصرها في الأماكن العامة ومناطقيا".
وأكد البيان، أن "الكثير من السلاح المنفلت المتطور الذي بات يُحمل حتى من هم دون الـ 18 عاما مع ضرورة أن تكون هذه الإجراءات دافعا استباقيا لمنع وقوع الجرائم وعامل اطمئنان لمواطني هذه المدينة ويطالب القائد العام للقوات المسلحة بالنظر إلى محافظة البصرة بمقدار أكبر من الدعم الأمني كونها أمام خارطة أمنية معقدة".
*مجلس البصرة: الجرائم الجنائية تحدث في كل دول العالم
بدوره، قال رئيس مجلس محافظة البصرة خلف البدران إن الحوادث التي سُجلت في البصرة مؤخرا من سطو مسلح وغيره هي جرائم تقع في كل دول العالم وجاهزية القوات الأمنية استطاعت في نفس اليوم من إلقاء القبض على منفذيها وإيداعهم السجن.
وأضاف البدران، إن "العملية التي وقعت يوم أمس هي عملية جنائية بحتة بسبب خلاف على مسألة مخدرات بين أشخاص كان بينهم عمل واستطاعت القوات الأمنية من إلقاء القبض على اثنين من المنفذين وكانت ردة فعل قوية لأجهزتنا الأمنية".
وأوضح، إن "الوضع الأمني في البصرة آمن ومستقر وجيد"، مبينا أن "الأمور التي كانت موجودة في البصرة انخفضت الى درجة كبيرة ومنها الدكات العشائرية".
وتابع، إن "البصرة خالية تماما من العمليات الإرهابية أما العمليات الجنائية فموجودة في كل مكان بالعالم والقوات الأمنية في البصرة تستطيع القبض على المنفذين والسيطرة على الوضع الأمني".
وأشار البدران إلى، أن "الجرائم التي وقعت في البصرة جرائم جنائية، وهي جرائم فردية ومحدودة جدا وليس لها علاقة لا بالسياسة ولا بالأجندات".
أما بالنسبة للمخدرات فبيّن رئيس مجلس محافظة البصرة أن "مديرية المخدرات ألقت القبض على الكثير وخاصة بالتعاون مع حرس الحدود والاستخبارات والامن الوطني، وأن السجون اكتظت بالمتعاطين والمتاجرين بالمخدرات، وهي مسألة يجب أن يكون لها تعاون من جميع الأطراف ليس فقط الجهات الأمنية فالأمر يحتاج الى تثقيف المجتمع وإعلام قوي لنشر الثقافة ضد المخدرات". لافتا الى أن "الأمر يحتاج الى الكثير من المصحات لمعالجة المدمنين لذلك يجب أن يكون هناك تكافل بالواجبات في سبيل القضاء على ملف المخدرات".