جسر بين منطقتين ريفيتين يتسبب بأزمة.. لماذا ترفض جديدة الشط فتح الطريق بينها وبين الطارمية؟
تعرف على الأحداث القديمة والجديدة
جسر بين منطقتين ريفيتين يتسبب بأزمة.. لماذا ترفض جديدة الشط فتح الطريق بينها وبين الطارمية؟
انفوبلس/..
أزمة جديدة فجّرها جسر الطارمية، فأهالي ناحية جديدة الشط بمحافظة ديالى يرفضون الافتتاح هذا، على اعتبار أن المنطقة غير مستقرة أمنياً وتشهد بين حين وآخر تعرضات إرهابية، لذا فإن الافتتاح مرهون بشروط أولها تطهير بساتين الطارمية من خلايا داعش الإجرامي.
*تهيئة للافتتاح
وأفاد مصدر في شرطة محافظة ديالى، يوم الخميس 30 أيار 2024، بتهيئة الجسر الرابط بين قضاء الطارمية و ناحية جديدة الشط تمهيداً لافتتاحه بعد أكثر من عقد ونصف على إغلاقه.
وذكر المصدر، أن "القوات الأمنية والطواقم الخدمية أنجزت الإجراءات اللازمة ورفع السواتر الترابية من الجسر الرابط بين ناحية جديدة الشط جنوب غربي المحافظة وقضاء الطارمية عند أطراف بغداد".
وأوضح المصدر، أن "قائد شرطة ديالى اللواء علاء غريب الزبيدي أجرى زيارة ميدانية لموقع الجسر لاستطلاعه أمنيا تمهيدا لافتتاحه خلال الفترة المقبلة".
من جهته قال عباس المعموري ـ وهو من وجهاء ناحية جديدة الشط ـ إن "الجسر كان من المقرر أن يفتتح سابقا، لكن المواطنين احتجوا واعترضوا على افتتاحه لدواع أمنية وتم إلغاء أمر فتح الجسر".
وأضاف، إن "إعادة ملف افتتاح الجسر الى الواجهة خلق موجة رفض جديدة بين السكان لدواع أمنية، كذلك ومن المتوقع أن تدفع المواطنين للخروج بتظاهرة".
*الافتتاح
وأكد مصدر حكومي، الجمعة (31 آيار 2024)، إعادة فتح جسر الطارمية الحيوي الذي يربط بغداد بديالى بعد أن كان مغلقاً لـ 16 عاما لأسباب أمنية، فيما أشار إلى أن القرار جاء استثمارا للاستقرار الأمني وبغية خلق التواصل بين المناطق الزراعية على ضفاف نهر دجلة.
وقال المصدر، إن "جسر الطارمية الكونكريتي على نهر دجلة والذي يربط قضاء الطارمية في حزام بغداد بناحية جديدة الشط (30كم شمال غرب بعقوبة) بقي مغلقا 16 سنة بسبب الهواجس الأمنية".
وأضاف، إن "لجنة أمنية مشتركة بين قيادتي عمليات بغداد وديالى درست ملف جسر الطارمية وتوصلت إلى نتيجة نهائية بالموافقة على إعادة فتح الجسر أمام حركة المركبات من خلال اعتماد 3 نقاط رئيسية، هي نشر نقاط مرابطة وتفتيش وتدقيق أمني وتأمين الطريق على مدار الوقت وإبعاده عن قرى الجديدة، أي يكون في مسارات محددة لربطه مع طريق بغداد- ديالى الجديد".
وأشار الى، أن "إعادة فتح الطريق يأتي استثمارا للاستقرار الأمني وخلق تواصل بين المناطق الزراعية على ضفاف نهر دجلة".
من جانبه، أشار المراقب الأمني محمد عدنان الى، أن "جسر الطارمية بقي مغلقا 16 سنة بسبب هواجس أمنية حقيقية خاصة مع وجود نشاط لتنظيمات متطرفة في بساتين الطارمية استمرت لسنوات"، لافتا الى أن "إعادة فتحه هو قرار صدر من أعلى الجهات الأمنية في بغداد وديالى".
وأضاف، إن "بساتين الطارمية لم ينتهِ الإرهاب بها في ظل تكرار الخروقات ما يستدعي مضاعفة الإجراءات على الجسر لمنع أي توترات، والاستجابة لمطالب الأهالي وهواجسهم من خلال تأمين الطرق المؤدية إليه".
*تظاهرات رافضة
واليوم السبت 1 حزيران 2024، خرجت تظاهرة من قبل أهالي منطقة ناحية جديدة الشط في ديالى قرب جسر الطارمية يقدر عددهم بنحو (100) شخص يطالبون بعدم فتح الجسر.
وقال مهند الأرنؤوطي، ناشط من ناحية جديدة الشط، إن "أهالي جديدة الشط ليست لديهم مشكلة مع أهالي الطارمية ويرحبون بفكرة فتح الجسر لكن بشروط خاصة وأن الجسر سيخفف الازدحامات ويسهم بوصولنا الى التاجي ومناطق أخرى خلال وقت قصير".
وأضاف الارنؤوطي، إن "شروط أهالي جديدة الشط هي توفير الأمن وتطهير بساتين الطارمية من خلايا داعش لمنع تسللها الى الجديدة او حدوث خروقات أمنية في المنطقة"، لافتا الى أنه "بدون تحقيق هذه الشروط لا نسمح بفتح الجسر خاصة وأن بساتين الطارمية لاتزال تضم عناصر من داعش وتشهد أحداثا بين فترة وأخرى".
وأشار الى، أن "العشرات من أهالي جديدة الشط يستعدون لتنظيم وقفة احتجاجية او تظاهرة خلال اليومين المقبلين ضد فتح الجسر حال بقاء الأمر على حاله".
*الطارمية مؤمَّنة بالكامل
وبالتزامن مع هذه المخاوف، أكدت قيادة عمليات بغداد، اليوم السبت، تأمين قضاء الطارمية بالكامل وتفعيل مهام المختارين فيه أمنياً، فيما أشار إلى نصب كاميرات مراقبة بمديات كبيرة في القضاء.
وقال قائد عمليات بغداد، الفريق الركن وليد خليفة التميمي، إن "قضاء الطارمية ذو تضاريس جغرافية معقدة، وتوجد فيه بعض الخلايا لعصابات داعش الإرهابية، لذلك قامت قيادة عمليات بغداد بإجراءات كثيرة للقضاء على الخلايا الإرهابية".
وأضاف التميمي، إنه "تم تأمين قضاء الطارمية بالكامل، وإعادة توزيع القطاعات فيها، كما تم تحديد بعض الأماكن المهمة بالأسيجة الكونكريتية لمنع حركة عناصر داعش الإرهابية من مكان إلى آخر، فضلاً عن نصب 10 كاميرات مراقبة حتى الآن بمديات كبيرة".
وتابع: "قطعاتنا الأمنية تنفذ عمليات استباقية مستمرة داخل قضاء الطارمية"، مؤكداً أن "القضاء يشهد وضعاً أمنياً جيداً".
ولفت إلى، أن "قيادة عمليات بغداد عقدت عدة اجتماعات مع المختارين في مناطق بغداد، وتم توجيههم بالتعاون مع القوات الأمنية، وكان هناك تفاعل كبير من قبلهم، كما تم توجيه القطاعات الأمنية بالتعاون مع المختارين".
وأوضح، إن "المختار لديه تفاصيل مهمة عن المنطقة، لذلك يعتبر هو عيون القطاعات الأمنية بإيصال المعلومات إلى القوات الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة".
*جسر الطارمية
وفي النصف الثاني من شهر كانون الثاني الماضي، أعرب سكان ناحية جديدة الشط في ديالى، عن رفضهم لإعادة فتح جسر يربط الناحية بمحافظتي بغداد وصلاح الدين، بسبب مخاوف أمنية ومشاكل اجتماعية.
وقال عباس مكي، أحد وجهاء جديدة الشط، إن "السلطات الحكومية قررت إعادة فتح جسر الطارمية الذي يربط ناحية جديدة الشط بقضاء الطارمية شمالي بغداد وأطراف صلاح الدين ما يهدد بعودة الإرهاب والموت إلى مناطقنا عبر أطراف الطارمية التي ما زالت خارجة عن السيطرة الأمنية وبؤرة للجماعات الإرهابية المجرمة".
وأضاف، إن "طرق ناحية جديدة الشط غير مهيأة للربط مع الطارمية وتحولها إلى ممر بين ثلاث محافظات ما يعطل مصالح المواطنين ويسبب حوادث مرورية مميتة وكوارث أخرى يدفع ثمنها أبناء الناحية".
وبحسب إجماع أهالي جديدة الشط، يقول مكي، فإن "بقاء جسر الطارمية مغلقاً يؤمّن الحماية لمناطق شمال غرب بعقوبة من خروقات وحوادث لم تشهدها حتى إبان التدهور الأمني في الأعوام الأولى من سقوط النظام السابق"، متسائلاً "هل الظروف والأوضاع الأمنية والاجتماعية مهيأة في ديالى والطارمية لفتح الجسر وإذا كان الأمر كذلك فلماذا كان الجسر مغلقاً منذ 10 سنوات؟".
وأكد "تربطنا علاقات وأواصر اجتماعية وأخوية ووطنية مع سكان قضاء الطارمية إلا أن وجود الجماعات الإرهابية وعدم اجتثاثها يهدد بانتقال عدوى الإرهاب السرطانية إلى مناطقنا".
يذكر أن جسر الطارمية أُغلق منذ أكثر من نحو 16 عاماً لدواعٍ وتحوطات أمنية، ويبلغ طول الجسر 264 متراً، وعرضه 12 متراً، وعرض ممر أو طريق المركبات فيه تسعة أمتار، وعرض رصيفه 5.1 متر من كل جانب.