حقبة "عباس زهلولة" تنتهي في واسط.. المحافظ يبشّر بالاعتقال فمَن هو؟
انفوبلس/ تقارير
بشّر باعتقاله محافظ واسط، ثم ابتهج الجميع بذلك وعمّ الفرح مواقع التواصل الاجتماعي! فمَن هو "عباس زهلولة" الذي أطاحت به القوات الأمنية يوم أمس؟ وماذا فعل من جرائم وممارسات جعلت الجميع يستبشرون للإطاحة به؟ إليك التفاصيل كاملة في سياق التقرير الآتي.
ماذا حدث؟
يوم أمس، أعلنت قيادة شرطة واسط، عن القبض على متهم هارب يقوم باستغلال النساء من "الجنسية السورية" للعمل القسري بالمحافظة.
وذكر بيان للقيادة تلقته شبكة انفوبلس، أن "مديرية مكافحة الجريمة المنظمة في واسط، بالتعاون مع قيادة شرطة المحافظة، تمكنت من إلقاء القبض على متهم هارب مطلوب للقضاء وفقاً لأحكام المادتين القانونيتين (41 / إقامة و 99 صحة) لقيامه بإنشاء كوفي شوب بدون أي موافقات رسمية، وتشغيل نساء من الجنسية السورية في الكوفي بدون إقامات شرعية أو جوازات سفر".
وأوضح، أن "المتهم يقوم باستغلال تلك النساء ويجبرهن على العمل لديه بصورة قسرية".
وأشار البيان، إلى "اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وتوقيفه وفقاً لأحكام المواد القانونية الصادرة بحقه".
من هو المتهم؟ ولماذا يلقب بـ"علّاس الكوت"؟
بعد عملية القبض، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي مستبشرةً باعتقال هذا المتهم، حتى وُصف بأنه "علاس الكوت" وكاسر رقاب الشباب، ولهذا تقصّت شبكة انفوبلس عنه ووصلت الى معلومات دقيقة وفقاً لمصادرها الأمنية.
ولمن لا يعرف المدعو (عباس زهلولة)، الاسم الحقيقي هو (عباس جبار عبد العباس العابدي) تولّد 1982 يسكن في منطقة الكريمية داخل مدينة الكوت.
وظيفته شرطي برتبة مفوض في قيادة شرطة واسط سرية مقر، بداية عمله مع أحد عقداء الرد السريع، ومن ثم انتقل بعدها الى مديرية مكافحة إجـرام واسط.
والده جبار أيضاً كان مفوضا بالشرطة إبّان النظام المقبور ومنه تعلّم أساليب التعـ.ـ ـ.ـذيب والأبتـ .ـزاز والمسـ.ــ .ـاومة وكـ.ـسر رقاب الشباب بحجة حيازة مخـ.ـ ـ.ـدرات ومن ثم مسـ. ـاومة أهاليهم. ومنها صار له اسم كـكبار الضباط وكان الجميع يخاف منه حتى الضباط منهم بسبب نفوذه و أمواله التي جمعها من المـ. ــساومات.
بعدها اتجه للدخول للمزايدات و الاستحواذ على العقارات وقطع الأراضي بغير وجه حق .
وبعدها افتتح أحد استثماراته الترفيهية عبارة عن مقهى في منطقة الكريمية وجعل منه مكاناً لتجارة وبيع المخـ.ـ ـ.ـدرات على الشباب وممارسة هواياته في اللـ.ــ .ـواط والدعـ.ــ .ـارة.
ثم بعدها قام بجلب عاملات سوريات وأجبرهن على ممـ.ــ.ـارسة الدعارة.
كانت عليه دعاوى كثيرة لكن لم يكن وقتها ضابط لديه الشجاعة لاعتـقاله بسبب نفوذه القوي، لكن يوم أمس أُلقي القبض عليه من قبل مديرية التحقيقات الاتحادية وفق أحكام قضائية عديدة .
سجل حافل بالجرائم
من جانبه، ثمّن محافظ واسط محمد جميل المياحي جهود الإطاحة بزهلولة، وأكد أنه يحمل سجلاً حافلاً بالجرائم.
وقال المياحي في تدوينة على حسابه في فيسبوك، "نشدّ علي أيدي أبطال شرطة واسط والأجهزة الاستخبارية البطلة بالضرب بيد من حديد لملاحقة كل من يتجاوز على القانون ويهدد الأمن والسلم الاجتماعي".
وأضاف، إن "إلقاء القبض على المتهم المدعو (عباس زهلولة) الذي يمتلك سجلا حافلا بالجرائم والشبهات حيث ندعو أهالي مدينة الكوت وأي مواطن من واسط ممن تعرضوا للظلم او الابتزاز من هذا الشخص ومجموعته، كونه قد ارتكب على كثير من الشباب والعوائل بتهديدهم وتوريطهم بملف المخدرات، وقد وقع الكثير من الشباب. بذلك كذلك مساومة أصحاب المحال والعقارات في المزايدات العامة في البلديات من خلال تشكيله مجموعة ابتزاز".
وأشار المياحي إلى أن "هذا الشخص الآن تحت قبضة العدالة وسينال جزاءه العادل وضرورة أن يراجع القضاء كل من تضرر بسببه ويطلب التعويض".
وتابع، "كما نحذر أي شخص ممن يقوم بهكذا أفعال أن القانون سيلاحقهم أينما يكونوا ومهما استغلوا من غطاءات أو عناوين معينة، مدينة الكوت آمنة بأهلها ولا نسمح لأحد أن يعبث بأمن الناس".
بعثي وممجّد لصدام.. معلومات أخرى عن "زهلولة"
بدأت معلومات زهلولة بالظهور شيئا فشيئا بعد ما كشفه المياحي، وأعلنته شرطة واسط، إذ تبين أنه بعثي ومن عائلة تحب المقبور صدام جدا.
وقال أحد وجهاء واسط في رده على جرائم زهلولة: "هو بعثي ابن بعثي ومن عائلة بعثية كانت تقيم ميلاد صدام حسين كل سنة في شارعهم ويقدمون في الاحتفالية الخمر والمشروبات الأخرى والكاولية والموسيقى والرقص وإطلاق العيارات التنويرية حباً بحزب البعث وجرائمه وحباً بصدام وإعداماته وحباً بسجوده والغجر".
الجرائم المنظّمة في العراق بالأرقام
تضمنت أنواع الجريمة المنظمة المنتشرة في العراق العديد من القضايا، وجاءت في المراتب الأولى الأسواق الإجرامية والمتمثلة بالاتجار بالبشر وتهريبه، والابتزاز، والتجارة بالسلع المقلدة، وتجارة الأسلحة والمخدرات.
وسجل العراق خلال السنوات الماضية جرائم قتل كانت كما يلي:
4300 حالة قتل في 2015
4400 حالة قتل في 2016
4600 حالة قتل في 2017
4600 حالة قتل في 2018
4180 حالة قتل 2019
4700 حالة قتل 2020
5000 حالة قتل في 2021
5300 حالة قتل في 2022
100 ألف سجين
من جهته، يشير رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، إلى أن "العراق حاله كحال باقي الدول فيه العديد من الجرائم والتحديات والمشاكل والتعقيدات، أما ترتيبه بين الدول فهو يأتي بناءً على مدى انتشار الجريمة والمعالجات التي تقوم بها الحكومة ومؤسساتها الأمنية في متابعة هذه الجرائم والإجراءات القضائية للحد منها".
ويوضح الغراوي، أن "الجرائم في العراق خلال الفترة 2023 – 2024 تتراوح ما بين جرائم تجارة المخدرات والاتجار بالبشر والقتل وغسل العار والسرقة والفساد المالي والرشوة والاختلاس وغيرها من الجرائم، وهي موزعة على أغلب المحافظات العراقية لكنها قد تتفاوت ارتفاعاً وانخفاضاً حسب نوعية الجريمة".
ويؤكد، أن "هناك أكثر من 100 ألف شخص بين محكوم وموقوف في السجون ومراكز الاحتجاز، وهذا رقم كبير يشير إلى حجم الجرائم الموجودة في العراق وتداعياتها إضافة إلى وجود الجرائم الإرهابية، ولن تنتهي الجرائم إلا بإجراء معالجات شاملة وحقيقية وجدية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والخدمية والتنموية والتربوية".