حوض الوقف في ديالى.. ملجأ داعش الاخير فهل طهر بالكامل؟
انفوبلس/..
في "حوض الوقف" لا يتوقف أزيز الرصاص، فخروقات الأمن مستمرة هناك منذ نحو 20 عاماً، وباتت بؤرة للإرهاب، وملاذ داعش وملجأه، ومنطلق لعملياته الإجرامية في محافظة ديالى.
والوقف شريط زراعي، يمتد بين ناحيتي العبارة، وأبي صيدا، ويضم قرى مترامية تتميز بأنها تحتضن أكبر غابة للحمضيات في ديالى، وتمتد لآلاف الدونمات على طول ضفاف نهري ديالى وخريسان في آن واحد.
نادراً ما تجد اسرة تسكن في احدى قرى الوقف لم تفقد عزيزاً في دوامة العنف والاضطرابات الأمنية المتكررة ما جعل الاهالي امام خيارين مؤلمين. فعلى الرغم من أن قوات الأمن نفذت عمليات عدة هناك لكن الأوضاع لا تزال غير مستقرة.
*معضلة أمنية
يقر مدير ناحية العبارة (20كم شمال شرق بعقوبة) شاكر التميمي، بأن "الوقف شكل معضلة أمنية معقدة لسنوات طويلة، وتسبب بخسائر بشرية ومادية هائلة"، لافتاً إلى أن "جغرافية الوقف وتضاريسه هي من جعلت الجماعات المتطرفة تتغلغل به لسنوات".
ويمضي التميمي قائلا إن "جزءاً كبيراً من الوقف، ضمن حدود العبارة، يعاني من وجود نشاط لخلايا داعش التي تقوم بين فترى وأخرى بمهاجمة القوات الأمنية والقرى".
ويأمل أن "تأتي عملية عسكرية بنتائج تسهم في إيقاف نزيف الدم المستمر منذ 15 سنة، وتعيد الاستقرار إلى حوض زراعي لم يهدأ لسنوات طويلة".
*خسائر فادحة
اما مدير ناحية ابي صيدا وكالة (25كم شمال شرق بعقوبة) عبدالله الحيالي لفت في تصريح سابق، إلى أن "50% من مساحة الوقف تقع ضمن حدود ابي صيدا"، مضيفا أن "أكثر من 6 آلاف دونم من اجود بساتين ديالى في الوقف اصبحت في سجل الهلاك، وهذه خسارة كبيرة لأن بعضها يبلغ عمرها نحو 100 سنة، وكانت تدعم الأسواق العراقية بآلاف الأطنان من الحمضيات والتمور لعقود".
ويكمل، أن "العملية الأخيرة ربما تكون مختلفة عن العمليات السابقة، من حيث صفحاتها، لكن يجب ان يكون علاج الموقف الامني حاسما وان يتم اعادة الاسر النازحة لمسك الارض، لمنع عودة المتطرفين، وان يكون معيار مواجهة كل من يحاول الإخلال بالأمن شاملا وعادلا دون اي تهاون".
*ثلاثة مسارات
يعد الوقف حالة استثنائية في المشهد الامني لأنه يضم مناطق كبيرة وغابات من النخيل تجعل اختفاء الخلايا الارهابية ليس صعباً، يقول ذلك عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب السابق ايوب الربيعي.
ويمشي بالقول، إن "تحقيق الامن في الوقف يجب ان يأخذ 3 مسارات مهمة، الاول فتح ممرات في عمق البساتين والافساح لوصول الارتال العسكرية الى العمق وكشف هوية الخلايا والحاضنات للفكر المتطرف التي تزود التنظيم بالمؤونة والدعم اللوجيستي بالإضافة الى اعادة المهجرين وحل كل الاشكاليات لمسك اراضيهم ومنع تحول منازلها الى مضافات لداعش الاجرامي".
*إحباط استهداف الوقف
نهاية كانون الثاني الماضي، تمكن اللواء 110 التابع لقوات الحشد الشعبي من إحباط محاولة "إرهابية" لاستهداف مناطق حوض الوقف بمحافظة ديالى.
وحسب بيان صادر عن مديرية إعلام الحشد الشعبي، فقد "أحبطت قوة من اللواء 110 بالحشد الشعبي، الخميس (26 كانون الثاني 2023)، محاولة إرهابية لاستهداف مناطق حوض الوقف على ضفاف نهر ديالى".
جاء ذلك خلال عملية أمنية نفذتها قوة من اللواء ضمن مناطق حوض الوقف، حيث عثرت على صندوق تابع لفلول تنظيم داعش الإرهابي يحتوي على بطارية للتفجير مع جهاز هاتف ارضي جاهز للتفجير، مع كمية كبيرة من الاعتدة ضمن مناطق حوض الوقف على ضفاف نهر ديالى.
* إعادة انتشار وخطة استراتيجية
وبعد تلك العملية الأمنية، أعلن قائد عمليات ديالى اللواء الركن علي فاضل عمران، في بداية شباط الجاري، عن بدء إعادة الانتشار الأمني في أكبر حوض زراعي بالمحافظة (الوقف).
وقال عمران، إنه "بعد الانتهاء من تنفيذ محاور عملية ديالى الأمنية التي استمرت 10 أيام متتالية في خمسة محاور وتحقيق نتائج ايجابية على صعيد تدمير مضافات داعش وتمشيط الالاف من البساتين والمزارع، بدأت عملية اخرى مكملة تتمثل بإعادة الانتشار الامني في حوض الوقف بين ناحيتي ابي صيدا والعبارة".
وأضاف أن" إعادة الانتشار بدأت بنصب 15 برجاً للمراقبة ستليها نصب كاميرات متطورة مع نقاط مرابطة ثابتة يرافقها تعزيزات في العمق لمسك البساتين وطرقها الزراعية".
وأشار عمران الى أن "إعادة الانتشار في الوقف الذي يعد الأكبر من نوعه بعد 2003 في ديالى، ويأتي ضمن خطة استراتيجية تمتد لسنوات لتعزيز جغرافية زراعية معقدة"، لافتا الى أن "تامين الوقف اولوية لقيادة العمليات وتم وضع خارطة طريق ذات ابعاد متعددة لتحقيقها".