خطر مخيم الهول يعود مجددا.. تكفيريون من 50 دولة على حدود العراق!

انفوبلس/ تقارير
تكفيريون من 50 دولة على الحدود، وظهور قريب لما أُطلق عليه "الجيل الرابع"، يبدو أن ثمة علاقة أزلية بين مخيم الهول والعراق لا يرغب الأول بقطعها، تحذيرات جديدة من خطر قادم ما لم يتم تداركه بسرعة، ومعلومات محدّثة زودتكم بها انفوبلس عبر تقرير إثرائي جديد يتناول "مدرسة أجيال قوى الظلام.. الهول".
إرهابيون من 50 دولة على الحدود
لقد تناولت شبكة انفوبلس ملف مخيم الهول بسلسلة من التقارير الإثرائية وأغنته بمعلومات وافية، لكن استمرار ظهور المستجدات يُحتّم عليها إكمال أمانتها الصحفية في تغطية كافة جوانب الملف، إذ عاد خطر "الهول" خلال الأيام القليلة الماضية إلى الظهور مجددا، وبرزت العديد من التحذيرات لعل أبرزها ما جاءت على لسان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية صباح النعمان يوم أمس الأربعاء.
إذ دعا النعمان في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن دول العالم التي تمتلك أُسراً من ذوي عناصر تنظيم داعش، دعا الى سحبها من مخيم الهول في سوريا وإعادتها الى بلدانها على غرار ما يفعله العراق.
وأضاف، أن "هناك متابعة من جهات متخصصة لملف مخيم الهول الذي يضم عائلات وإرهابيين عراقيين، بالإضافة إلى جنسيات أخرى من 50 دولة، لذا فإن هذا الملف مسؤولية دولية وليست عراقية فقط".
وأشار النعمان إلى أن "العراق معنيّ بهذا الملف الدولي لقربه من الحدود العراقية، لذا دائماً ما تتم مناشدة الأمم المتحدة والجهات المعنية والدول التي لديها إرهابيون أو أُسر من جنسياتها بأخذ دورهم وسحب تلك العوائل كما يفعل العراق"، مبيناً أن "العراق قطع شوطاً كبيراً في هذا الملف".
كيف يحدّ العراق من خطورة هذه العائلات؟
واصل النعمان حديثه، وتطرق إلى خطط العراق في الحد من خطر عوائل الإرهابيين تلك، حيث حثّ الدول الأخرى إلى "اتخاذ خطوات مماثلة في سحب رعاياها من المخيم"، مشيراً إلى أن "الحكومة العراقية أعدّت خططاً وبرامج لعودة الأسر العراقية، وتسليم الإرهابيين إلى القضاء العراقي".
كما أوضح الناطق باسم القائد العام، أن "برامج تثقيفية وإرشادية وأخرى لإعادة دمج هذه الأسر أُعدت من قبل وزارة الهجرة والمهجرين ومستشارية الأمن القومي والجهات ذات العلاقة".
وعن الوضع الأمني على الحدود العراقية – السورية، أكد النعمان، أن "القوات العراقية قطعت شوطاً كبيراً في تأمين الحدود العراقية من خطر العصابات الإرهابية، ولا توجد خشية من تأثيرها".
وأوضح، أن "هناك عمليات استباقية لملاحقة فلول التنظيم، وتم قتل العديد من قادتهم خلال الأيام الماضية".
وأتم، إن "الوضع الأمني مطمئن، وأن العصابات الإرهابية تترنح بعد فقدها للقيادات والدعم اللوجستي والحاضنة الشعبية".
ظهور "الجيل الرابع" مسألة وقت!
بعد حديث النعمان آنف الذكر، برزت تحذيرات أخرى لم تقل أهمية عما ذكره الناطق باسم القائد العام، إذ أكد الخبير في الشؤون الأمنية، أحمد التميمي، اليوم أن ظهور ما أسماه "الجيل الرابع" لتنظيم داعش الإرهابي مسألة وقت، مبينا أن التنظيمات الارهابية ليست سوى أدوات استخبارية تُستخدم لتحقيق أجندات جيوسياسية في المنطقة.
وقال التميمي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس،إن "التنظيمات الإرهابية، مثل القاعدة وداعش، لم تكن لتنشأ وتنمو لولا وجود دعم سري من قبل دوائر مخابراتية مختلفة، إذ استُخدمت كوسيلة لتحقيق أهداف استراتيجية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وكان العراق أحد أكثر الدول تضرراً من هذه الأجندات".
وأضاف أن "مخيم الهول يبقى الخطر الأكبر الذي يهدد الشرق الأوسط، إذ يُعدّ مشروعا استخباريا دوليا أنشئ للحفاظ على ما تبقى من فلول تنظيم داعش بعد هزيمته في العراق وأجزاء واسعة من سوريا"، مشيرا إلى أن "بروز الجيل الرابع من التنظيم مسألة وقت، وسيكون انطلاقه من مخيم الهول إذا لم يتم تفكيكه".
ولفت التميمي إلى أن "إعادة انتشار داعش في 9 إلى 12 منطقة داخل سوريا، خاصة في بادية حمص ودير الزور وصولا إلى الرقة، تمثل مؤشرات خطيرة، لا سيما بعد استيلائه على كميات كبيرة من الأسلحة من مخازن الجيش السوري عقب أحداث الثامن من كانون الأول".
وتابع أن "عمليات استهداف مقرات داعش وقياداته انخفضت بنسبة 90% بعد سقوط نظام الأسد، ما يثير تساؤلات حول جدوى وجود أكثر من 10 قواعد أمريكية في سوريا في وقت ينشط فيه التنظيم علنا، وينفذ عمليات خطف وهجمات مسلحة في عدة مناطق سورية دون ردع فعلي".
وبيّن، أن "العراق يبقى ضمن دائرة التهديد المباشر لما يحدث في سوريا، سواء من خلال نشاط داعش أو الخلايا النائمة داخله"، مؤكدًا أن "القوات الأمنية قتلت نحو 50 إرهابيًا، بينهم قيادات بارزة، خلال الأشهر القليلة الماضية، ما يعكس استمرار وجود تهديد إرهابي حقيقي".
وختم أن "المعركة ضد الإرهاب لم تنتهِ بعد، وتحركات داعش تخضع لأجندات استخبارية دولية، حيث يجري توظيف التنظيم لتحقيق أهداف معينة في المنطقة".
تصاعد ملحوظ لعمليات تهريب العائلات
لم تقتصر التحذيرات على النعمان والتميمي، فقد أكدالنائب مختار الموسوي، اليوم الخميس، أن عمليات تهريب عوائل تنظيم داعش من مخيم الهول السوري تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية.
وقال الموسوي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إنالمخيم يشكّل ورقة ضغط دولية وقنبلة موقوتة تُستخدم لتحقيق أهداف جيوسياسية في المنطقة".
وأضاف، أن "مخيم الهول ليس سوى أجندة دولية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، عبر استخدام التطرف كأداة لتحقيق غايات سياسية".
وأوضح، أن "الإرهاب هو صناعة استخباراتية معروفة، وهذا ما يفسر استمرار الحماية للمخيم رغم احتوائه على آلاف الإرهابيين من مختلف دول العالم".
وتابع الموسوي، أن "وتيرة تهريب عوائل داعش من مخيم الهول ارتفعت خلال الأسابيع الماضية، مما يشير إلى مخطط جديد لإثارة الفوضى، خصوصاً مع تنامي نشاط التنظيم في عدة مناطق سورية مؤخراً"، مشدداً على، أن "هذه العوائل تنتقل إلى تلك المناطق، ما يعني أننا أمام حالة توتر جديدة داخل سوريا".
وأشار الموسوي إلى، أن "مخيم الهول يبقى قنبلة موقوتة تهدد استقرار الشرق الأوسط، حيث تتورط عدة دول في الإبقاء عليه"، مؤكداً أن "الكرة الآن في ملعب الحكومة السورية لحسم هذه الإشكالية، باعتبار أن المخيم يقع ضمن حدودها".
وأكمل، أن "العراق اتخذ جميع الإجراءات الاحترازية لتفادي أي ارتدادات أمنية من مخيم الهول، عبر تأمين المناطق الحدودية وتعزيز البعد الاستخباري".
وختم الموسوي بالقول: إن "الوضع الحدودي مطمئن بعد الإجراءات الأخيرة، لكن هناك ضرورة ملحّة لمعالجة أزمة المخيم عبر تفكيكه، وهو ما دعت إليه بغداد منذ سنوات".