خيوط الجريمة تكشف مأساة تسعة أرواح بريئة.. مستجدات مذبحة الحميدية: والد القاتلة قاد إلى ابنته المجرمة
الضحية التاسعة جنين في بطن أمه
خيوط الجريمة تكشف مأساة تسعة أرواح بريئة.. مستجدات مذبحة الحميدية: والد القاتلة قاد إلى ابنته المجرمة
انفوبلس/..
تكشفت تفاصيل جديدة عن جريمة الحميدية التي ذهب ضحيتها 9 أشخاص بينهم أطفال وجنين لم يكتب له الحياة، إذ تبين وفق شهادات ذوي الضحايا، أن والد القاتلة هو من قاد الشرطة إلى ابنته المجرمة، فضلاً عن تفاصيل أخرى في هذه الجريمة المثيرة.
*التفاصيل
يقول أحد ذوي الضحايا في حديث متلفز، إن "الضحايا كانوا قد قاموا بإقراض جارهم الذي احتاج إلى أموالٍ لإكمال بناء منزله"، مبيناً أن "مبلغ الدين يقدر بـ18 مليون دينار عراقي".
ويضيف، أن "المرأة المقترضة قامت بتقديم دعوة جارتها مع أطفالها إلى تناول العشاء في منزلها الكائن بمنطقة الحميدية، وحتى تقوم أيضاً بسداد ما بذمتها من أموال".
ويتابع: "هذه المرأة قامت بقتل ابنتنا مع أطفالها ورأينا اثار تعذيب بسكين على يد الأطفال"، مبيناً أن "المرأة الضحية كانت قد تركت اثنين من أطفالها في منزلها الكائن بمدينة الصدر وتحديداً في قطاع 74، عند عمتهم.. لكن حتى هؤلاء لم يسلموا من وحشية العائلة المقترضة إذ أقدموا على قتل العمة والأطفال معاً، ومن ثم بدأوا بالبحث عن الأموال الموجودة في المنزل وحتى عن المصوغات الذهبية من أجل سرقتها".
والدة الضحية هي من كشفت عن اللحظات الأخيرة التي سبقت مقتل ابنتها، حيث ذكرت أن ابنتها اتصلت بها وأبلغتها بأنها متوجهة لتناول العشاء في منزل امرأة كانت قد أقرضتها مبلغاً من المال. في تلك الأثناء، كان والد المرأة المتهمة موجوداً في المنطقة، ولم يكن يدرك أن ابنته تخطط لجريمة مروعة.
وعندما بدأت الشرطة تحقيقاتها، توجه عقيد الشرطة إلى والد المرأة المتهمة، وطلب منه الإرشاد إلى مكان إقامة ابنته. استجاب الأب لطلب السلطات، وقادهم إلى منزلها.
يقول ذوي الضحايا، انه "عند وصول القوة الأمنية، تم ضبط المرأة وعصابتها في حالة تلبس، وهم يعملون على تعبئة جثث الضحايا داخل أكياس بلاستيكية. كانوا يخططون لنقل الجثث باستخدام "تك تك" إلى أماكن مجهولة، في محاولة لمحو آثار الجريمة".
*خلفيات
وهزّت العاصمة بغداد جريمة مروعة بمدينة الصدر وتحديداً في قطاع ٧٤ أدت إلى مقتل ٨ أشخاص من عائلة واحدة من قبل امرأة وزوجها بعد دعوة هذه العائلة لوجبة عشاء بغية تسديد دين مالي بذمتهم والبالغ ١٨ مليون دينار عراقي، وفقاً لوسائل إعلام.
وبحسب ذوي المجني عليهم، فإن حادثة القتل تمت بموقعين أحدهما في منزل القـاتل بالحميدية، والأخرى في منزل المجني عليهم بمدينة الصدر (قطاع 74)، وذلك بالترتيب مع أشخاص آخرين.
وأشار ذوو الضحايا، إلى أن القاتل هو جار قديم لهذه العائلة وقد اقترض هذا المبلغ منهم لأنه أراد استخدامه ببناء بيته، مبيناً أن الجـريمة بشعة ومروعة وكارثة إنسانية لأن القتـلة قاموا بتعذيب الأطفال قبل القضاء عليهم تماماً.
*الداخلية تعلن التفاصيل
أعلنت قيادة شرطة بغداد الرصافة، الثلاثاء الماضي، إلقاء القبض على رجل وزوجته بتهمة ارتكاب جريمة "مروعة" وهي قتل عائلة متكونة من 8 أفراد معظمهم من الأطفال، وذلك بمدينة الصدر شرقي العاصمة.
وقال إعلام القيادة، في بيان، إنه "بعد ورود أخبار بوجود حادث قتل ضمن منطقة مدينة الصدر على الفور توجهت مفارز قيادة شرطة بغداد الرصافة المتمثلة بـ(مركز شرطة الرافدين) بإشراف ومتابعة قائد شرطة بغداد الرصافة، إلى محل الحادث وتبين مقتل 3 أشخاص (امرأة وطفلتين)".
ولفت إلى أنه "تم تشكيل فريق عمل متكامل، وبعد التحري وجمع المعلومات ومتابعة كاميرات المراقبة تم الوصول إلى القاتل والذي يسكن منطقة الحميدية الزراعي، ليتم التوجه إلى محل سكناه ومداهمة الدار بعد أخذ الموافقات القانونية والقبض القاتل وعلى زوجته (القاتلة)".
وبين، أنه "لدى تفتيش الدار عُثر داخله على 5 جثث تعود لنفس العائلة (المجنى عليها) ليتم القبض على جميع أفراد العائلة المتواجدة داخل الدار، ولدى التحقيق معهم اعترفوا بقيامهم باستدراج الضحية (امرأة) وقتلها مع 4 من أطفالها داخل دارهم".
وأوضح، أن "المتهمين توجهوا بعد ذلك إلى دار الضحية وقاموا بقتل بقية أفراد العائلة المتكونة من (طفلتين وعمتهم) والغرض هو وجود مبالغ مالية بذمة القتلة وأيضا لسرقة الأموال الموجودة داخل بيت الضحايا"، مبيناً أنه "تم إيداع المتهمين التوقيف لحين إكمال التحقيق".
*رسالة عاجلة
طالب أحد أقرباء ضحايا جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها 8 أفراد من عائلة واحدة في مدينة الصدر، رئيس الوزراء والقوى الأمنية بالتحرك السريع للقبض على المتهم الهارب الذي شارك في ارتكاب الجريمة.
وأشار إلى، أن خمسة من المتهمين تم إلقاء القبض عليهم، بينما لا يزال المتهم السادس هاربا. وأكد أن المتهمين اعترفوا بجريمتهم وأقروا بمشاركة الهارب في قتل أفراد العائلة، مشيرًا إلى أن الجريمة تضمنت تهديدات بالقتل للمرأة قبل أن تكشف عن مكان الأموال والمصوغات الذهبية.
ووثق أقارب الضحايا، أن القتلة استخدموا أسلحة حادة كالسكين والقامات لتصفية الضحايا، فيما تعرضت جثث الأطفال لتمثيل غير إنساني. كما دعوا العشائر إلى إدانة مثل هذه الجرائم وعدم التستر على المجرمين، مطالبين عشيرة المتهم الهارب بتسليمه للعدالة.
*تشييع
وشهدت مدينة الصدر في 1 كانون الثاني 2025، تشييع جثامين الضحايا بمشاركة عشرات المواطنين من أبناء المنطقة.