دعوات لتفكيك "القنبلة الموقوتة" وتحذيرات من "حقد سياسي"
انفوبلس/..
تتسع دائرة الاعتداءات الإرهابية لبقايا تنظيم "داعش” في العراق، لتشمل بلدات متباعدة في المحافظات ضمن تكتيك محاولة لتشتيت أو إرباك جهود القوات العراقية على مساحات مترامية لإضاعة جهدها، وسط محاولات القيادات الأمنية وضع خطط مواجهة جديدة تتناسب واستراتيجية التنظيم.
ونشطت بقايا التنظيم أخيراً في محافظات ديالى وكركوك شمال وشرقي العراق، وتنفذ بشكل متكرّر عمليات إرهابية راح ضحيتها عدد من المواطنين وأفراد قوات الأمن وعناصر الحشد الشعبي.
وفي وقت سابق، اعلن الحشد الشعبي تعرض قطعاته الامنية الى تفجير عبوات ناسفة في حمرين ونفط خانة ما ادى الى استشهاد واصابة 12 من المقاتلين بينهم امر فوج.
*علاقة مخيم الهول
تحذيرات أمنية عديدة من المخيمات السورية التي تستقر فيه عوائل العناصر الارهابية وهو ما قد يشكل "قنابل موقوتة" قد تنفجر على الشعب العراقي في اي لحظة، وراح ضحيتها كوكبة من الشهداء في محافظتي ديالى وكركوك، اليوم السبت، والذي يبين أن الهجمات الارهابية تمت تمت بأدوات مخيم الهول السوري، حسب القيادي في الاطار التنسيقي جبار عودة.
ويقول عودة، "يوما بعد اخر يتأكد لنا خطورة الاجندة التي يجري التخطيط لها في مخيم الهول السوري الذي يضم منذ 3 سنوات اكبر كتلة بشرية للإرهاب في العالم".
ويضيف، ان "هجمات حمرين الارهابية التي استهدفت مفارز الحشد الشعبي وأدت الى استشهاد واصابة 12 من المقاتلين تمت بادوات الهول السوري"، لافتا الى ان "العشرات من الارهابيين تدفقوا من المخيم صوب الحدود العراقية ومنها الى ديالى وهذا سبب الخروقات الاخيرة".
ويشير الى "ضرورة اعادة النظر في ملف الخطط الامنية وسد الفراغات وانهاء خطر الخلايا النائمة".
*تأثيرات سياسية
نجاحات حكومة محمد شياع السوداني البسيطة في المجال الامني قد آثارت ضجر بعض القوى السياسية المعارضة لحكومته وهو ما دفعها للجوء الى العصابات الارهابية لتشويه وافشال المنظومة الامنية، حسب عضو تحالف الفتح محمود الحياني.
ويذكر الحياني، "لا تزال بعض القوى السياسية تتسب في الكثير من الازمات وتحاول اضعاف المنظومة الأمنية من خلال نشب الحرائق لاسيما التي حصلت في مطار بغداد الدولي، وقتل الأمريكي في بغداد والاحداث الأخرى التي حصلت في الآونة الأخيرة".
ويلفت الى، أن "عودة الإرهاب وتكوين ثغرات عديدة وتحرك جيوبه النائمة في الوقت الحالية ممكنة؛ نتيجة الخلافات السياسية"، مبينا أن "بعض القوى تحاول اضعاف المنظومة الأمنية والنجاحات المتحققة التي حصلت مؤخراً للقيادات لاسيما لوزير الداخلية".
ويبين أن "هذه النجاحات ضد عصابات الإرهاب والمخدرات من المؤكد ستقابلها ردود أفعال إرهابية وإتاحة المجال امام المجاميع والعصابات لتنفيذ العمليات الاجرامية من قبل بعض السياسيين".
ويوضح، أن "جهات سياسية تحاول افشال منظومة الحكومة وتحويلها الى إخفاقات في بعض المناطق لاسيما ديالى وكركوك وجبال حمرين والتي تتواجد فيها عصابات داعش"، لافتا الى أنه "من الممكن استغلال هذه العصابات سياسيا".
*دور حكومة الكاظمي
الخبير الأمني حسين الكناني حذر من نشاط خلايا داعش الإرهابي بعد عودة بعض الإرهابيين من مخيم الهول السوري الى العراق في حقبة الكاظمي.
ويؤكد الكناني، ان "الحكومة الجديدة يجب ان تأخذ على عاتقها معالجة ملف عودة الإرهابيين وعوائلهم قادمين من مخيم الهول الى العراق، مايحتم عدم تركهم طلقاء في البلاد كونهم يشكلون خطرا على امن واستقرار العراق".
ويذكر ان "اميركا تسيطر على المخيم المذكور، ودفعت الحكومة السابقة لإعادة الكثير من الإرهابيين وعوائلهم الى العراق من دون ان يتم اتخاذ إجراءات معهم".
ويستدرك بالقول ان "الفترة المقبلة قد تشهد نشاطا لبعض الخلايا النائمة بعد عودة إرهابيين قادمين من سورية باتجاه العراق حيث دخلوا البلاد خلال فترة حكم الكاظمي، ما يحتم اتخاذ إجراءات مع ارهابيي الهول وحبسهم كونهم يشكلون خطورة على امن العراق".
العصابات الارهابية قد لا تختلف كثيراً عن دواعش الساسة الذين يفتكون بالدماء العراقية ذات النهج والفكر الواحد، فليس بالضرورة أن يكون القتل وجرائمه البشعة منحصراً فقط بالاسلحة والتمثيل بالعناصر الامنية بل ان الفكر السياسي المنحط قد يكون أكثر اجراماً وارهاباً، وهو ما يدفع الحكومة العراقية الى اعادة النظر بصورة جدية لتعزيز الامان في المناطق التي تشهد ثغرات أمنية متكررة عبر اجراء عمليات امنية موسعة للقضاء على بقية التنظيم "الخبيث"، ووضع حد امام الجهات السياسية التي تحاول افشال النجاحات الامنية.