ديالى وصلاح الدين وكركوك المثلث الذي لم يهدأ.. تعرض جديد يوقع شهداء بينهم آمر فوج
هل لملف الانسحاب الأمريكي علاقة بالتعرضات؟
ديالى وصلاح الدين وكركوك المثلث الذي لم يهدأ.. تعرض جديد يوقع شهداء بينهم آمر فوج
انفوبلس/..
في آخر ساعات يوم أمس الاثنين، شنت عناصر تابعة لخلايا عصابات داعش الإجرامية، تعرضاً مباغتاً استهدف قوة من الفوج الثاني لواء المشاة الثالث والتسعين فرقة المشاة الحادية والعشرين التابعة للجيش العراقي في منطقة العيث ضمن مقتربات قرية مطيبيجة الواقعة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين.
الغريب أن هذه التعرضات عادت إلى الواجهة مؤخراً مع بدء الحديث عن وضع جدولة لإخراج القوات الأجنبية وعلى رأسها الأمريكية من العراق.
*التفاصيل
أفاد مصدر أمني، مساء الاثنين، بصد تعرض إرهابي بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، فيما ارتقى آمر فوج بالجيش العراقي شهيداً ومعه عدد من المقاتلين.
وقال المصدر، إن ضابطاً وأربعة جنود استُشهدوا وأُصيب 5 آخرون، نتيجة صد تعرض لعناصر داعش، على نقطة للفوج 2 اللواء 91 فرقة 21 عمليات صلاح الدين في قرية شيخ محمد منطقة المطیبجة قضاء الدور بصلاح الدين، وفق المعلومات الأولية.
بعد ذلك، أكد مصدر أمني آخر، استشهاد ضابط كبير برتبة عقيد ركن مع 4 منتسبين، وإصابة 5 آخرين، في هجوم شنته عصابات داعش قرب قرية مطيبيجة الواقعة بين ديالى وصلاح الدين.
*أسماء الضحايا
أسفر الحادث عن استشهاد 5 منتسبين بينهم آمر فوج برتبة عقيد ركن وهو (خالد ناجي وساك، آمر الفوج الثاني لواء المشاة الثالث والتسعين فرقة المشاة الحادية والعشرين) وأربعة منتسبين هم (أحمد حسن خضر، علي نجم عبد عباس، تأليف محمود، أسعد سعيد).
أما الجرحى، فهم خمسة: (أحمد عداي، علي جبار اوهيب، علي جبار حوشي، عبد الله عبد مسلم، ميثم جمال رشاد).
*بيان رسمي
وأعلنت وزارة الدفاع، استشهاد العقيد الركن خالد ناجي وساك آمر الفوج الثاني لواء المشاة الثالث والتسعين فرقة المشاة الحادية والعشرين مع عدد من مقاتلي الفوج الأبطال نتيجة تصديهم لتعرض إرهابي ضمن قاطع المسؤولية.
وذكرت الوزارة في بيان، أنها "تنعى فقيدها الشهيد البطل العقيد الركن خالد ناجي وساك، آمر الفوج الثاني/ اللواء المشاة الثالث والتسعين/ الفرقة المشاة الحادية والعشرين، وعدد من مقاتلي الفوج الأبطال، الذين استُشهدوا يوم الإثنين ١٣ أيار ٢٠٢٤، نتيجة تصديهم لتعرض إرهابي ضمن قاطع المسؤولية".
وأضافت، أنه "شارك الشهيد البطل ومقاتلونا الشجعان بتعزيز القوة للقطعات العسكرية التي صدت التعرض الإرهابي إذ لاذت فلولهم بالهزيمة".
*لجنة تحقيق
كشف مصدر أمني، اليوم الثلاثاء (14 آيار 2024)، عن قيام لجنة التحقيق بحادثة "العيث" برفع تقريرها لبيان اسباب سقوط عدد من الشهداء والجرحى في الهجوم.
وقال المصدر، إن "وفداً أمنيًا رفيعًا وصل الى منطقة العيث ضمن مقتربات المطيبيجة شرق صلاح الدين للوقوف على حيثيات تعرض ثكنة عسكرية للجيش الى هجوم (داعشي) في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس، ما أدى الى سقوط 10 شهداء وجرحى بينهم آمر فوج في أعنف هجوم في هذا القاطع خلال 2024".
وأضاف، أن "منطقة الهجوم تخضع لإجراءات أمنية مشددة مع انتشار واسع للقطعات العسكرية"، لافتا الى أن "تحقيقًا فُتح للوقوف على ملابسات ما حصل".
وأشار الى، أن "تقريرا سيُرفع الى القيادات الامنية العليا اليوم، لبيان أسباب سقوط عدد ليس بالقليل من الشهداء والجرحى في هجوم العيث مساء أمس".
*ثلاثة مخاطر أمنية
بدوره، أكد النائب سالم إبراهيم، بأن هجوم العيث شرق صلاح الدين يحمل 3 مخاطر أمنية.
وقال إبراهيم، إن "تعرُّض ثكنة للجيش الى هجوم إرهابي في منطقة العيث ضمن حوض المطيبيحة شرق صلاح الدين مساء يوم أمس وسقوط شهداء وجرحى يحمل في طياته 3 مخاطر أمنية هي وجود بؤرة وخلايا نائمة تنشط في هذه الجغرافية بالإضافة إلى أنه يدلل على وجود مخابئ سرية يستدعي الانتباه لها وكشفها وأهمية إعادة الانتشار والتموضع بما يؤدي الى إنهاء أي فراغات".
وأضاف، إن "لجنة تحقيق ستُشكل للوقوف على أسباب الخرق الأمني في العيث وسبل منع تكراره والسعي الى كشف الخلية الإرهابية وإنهاء أي وجود لها مؤكدا أهمية هذه المناطق الحيوية والتصدي لأي نشاط إرهابي".
وأشار الى، أن "هجوم الأمس يؤكد بأن معركتنا مع الارهاب لم تنته وعلينا العمل بشكل أكبر لكشف أوكار ما تبقى من فلول التنظيم الارهابي".
*تحركات مستمرة
وفي هذا السياق، يؤكد مراقبون أمنيون استمرار تحركات تنظيم داعش في مناطق كركوك، وتكريت، والرمادي، وديالى، وخورماتو، وداقوق، والثرثار، ومرتفعات جبل حمرين، فهو ينفّذ هجماته عبر مجموعات وأفراد.
الخبير الامني والاستراتيجي مخلد حازم يؤكد، أن "هناك خلايا من بقايا داعش الارهابي تعمل بشكل منفرد ولا يمكن مقارنتها بالتعرضات التي حدثت في السنوات السابقة"، منوها على، أن "بقايا تنظيم داعش هي عبارة عن خلايا تعمل وفق سياسة الذئاب المنفردة، بالتالي فهي بين الحين والآخر تقوم بشحن نفسها بالطاقة وقد تكون هذا الطاقة من خارج حدود العراق لقيام بعمليات لإثبات الوجود وكسر الإرادة، وتبعث برسالة بأننا لا نزال موجودين على الارض".
ويشير حازم إلى، أنه "لا يزال لدينا تهديد كبير في مخيم (الهول)، فقيادات داعش يتواجدون، وفي كثير من الاحيان تأتي هذه التعرضات داخل الاراضي العراقية من خارج الحدود للقيام بهكذا اعمال وانتهاز الوقت والمكان والفرصة وخصوصا عندما يكون هناك ضعف وتراخي أمني وخلاف سياسي نجد أن هذه التنظيمات تتحرك هنا وهناك للقيام بهكذا عمليات".
يكمل الخبير الأمني الاستراتيجي مخلد حازم، انه "نحتاج ان يكون لدينا رؤية امنية موحدة في المناطق والمحافظات سواء في ديالى وصلاح الدين وكركوك وحتى في الموصل، اضافة الى ان تعدد مصادر القرار لا يخدم الجهاز الامني ويجب ان تكون لدينا امكانية لنشر مفارز لنصب الكمائن والاهم انه يجب ان يكون لدينا رصد واستمكان جوي لمراقبة تحركات داعش في حال تحركها لكونها تتواجد في مناطق وعرة ورخوة مثل وادي الشاي ووداي الزيتون وجلاب ومطيبيجة ووادي ام الخناجر وايضا تواجدها في حوض حمرين، وهذه المناطق يصعب على القوات الامنية الراجلة وصولها الى هناك".
يختتم حازم، إن "هناك شبه سيطرة امنية وخصوصا قرب من مراكز المدن لكن عصابات داعش الارهابية تخرج عن هذه الاطواق وتذهب الى حدود هذه المراكز لتنفيذ عمليتها إذ إن لديها خبرة في الطرق الميسمية والبساتين والسهول والوديان فبالتالي تقوم بتنفيذ عملياتها في القرى والارياف وحتى على القوات الامنية هناك وتقوم بالانسحاب دون استطاعة القوات الامنية بملاحقتها او امساكها".
*الانسحاب الأمريكي وعلاقته
مع كل حديث وحراك لإخراج القوات الأجنبية وعلى رأسها الأمريكية، تبرز عناصر داعش الإجرامي لتشن تعرضات إرهابية تستهدف المدنيين والقوات الأمنية، فيما لم يستبعد مراقبون أن تكون الولايات المتحدة هي من تحرك هذه الجماعات بهدف المحافظة على إدامة وجودها في العراق.