زوجة “أبو خديجة” تفك شفرة شبكات الظل لداعش: اعترافات صادمة من قلب التنظيم تفتح أبواب الأسرار المغلقة!

انفوبلس/..
أَدلت زوجة أحد أبرز قادة تنظيم “داعش” الإرهابي، المدعو عبد الله مكي مصلح الرفيعي، المكنى بـ”أبو خديجة”، بمعلومات حساسة تكشف تحركات تنظيم داعش الإرهابي وخيوط شبكاته الخارجية، وذلك بإفادة قضائية اليوم الأربعاء.
*التفاصيل
أعلن المركز الوطني للتعاون القضائي الدولي، اليوم الأربعاء، توثيق إفادة زوجة أحد مجرمي كيان داعش الإرهابي (عبد الله مكي مصلح الرفيعي) المكنى (أبو خديجة).
مجلس القضاء الأعلى العراقي ذكر في بيان، أن المركز الوطني للتعاون القضائي الدولي، عمل بالتنسيق مع محكمة تحقيق الكرخ الأولى، على توثيق هذه المعلومات الحساسة، التي من شأنها أن تُسهم في تتبع خيوط الشبكات المرتبطة بعمليات كيان داعش الخارجي.
وأفادت زوجة الإرهابي وهي تحمل الجنسية الشيشانية والتي هاجرت إلى العراق وسوريا عام 2014، بمعلومات مهمة حول تحركات عناصر كيان داعش الإرهابي وجرائمهم ومسارات تنقلها بين البلدين، بحسب البيان.
*خيوط الشبكات الممتدة
المعلومات التي أدلت بها الزوجة لم تكن مجرد سرد لوقائع عائلية أو يوميات مقاتل، بل وثّقت طبيعة عمل الشبكات المرتبطة بعمليات تنظيم داعش خارج الحدود، وهي خلايا نائمة نشطة تمتد ما بين أوروبا الشرقية، وأطراف تركيا، ومناطق نائية في العراق وسوريا. كما سلّطت الضوء على دور النساء في منظومة التنظيم، ليس فقط كزوجات، بل كناقلات رسائل، ومساعدات لوجستيات، وحتى وسيطات بين القيادات.
*نهاية “أبو خديجة”.. وبداية التحقيق
زعيم داعش “أبو خديجة” كان قد لقي مصرعه في عملية نوعية نُفّذت في صحراء الأنبار في مارس 2025، ضمن خطة استخبارية محكمة، وصُف حينها بأنه أحد آخر القيادات المهمة في كيان داعش داخل العراق. غير أن مقتله لم يكن نهاية المطاف، بل فتح بابًا لتحقيق معقّد مع المحيطين به، على رأسهم زوجته، التي قد تتحوّل اليوم إلى شاهد ملك بامتياز، يسهم في تفكيك عقد التنظيم وخفاياه.
*أهمية هذا التطور
تُعد هذه الإفادة تحوّلًا نوعيًا في جهود ملاحقة التنظيم، خاصة وأنها تأتي من داخل كيان التنظيم نفسه، لا من مصادر استخبارية أو تحليلية. وتشير التحليلات الأمنية إلى أن استثمار هذه المعلومات قد يُفضي إلى ضربات استباقية دقيقة، تعرقل إعادة تشكّل داعش من جديد في المناطق الهشّة أمنيًا.
*مقتل أبو خديجة
أعلن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، في 14 آذار 2025، مقتل والي العراق وسوريا الإرهابي عبد الله مكي المكنى "أبو خديجة".
وقال السوداني في تغريدة على إكس، إنه "يواصل العراقيون انتصاراتهم المبهرة على قوى الظلام والإرهاب، حيث تمكن أبطال جهاز المخابرات الوطني العراقي، بإسناد وتنسيق من قيادة العمليات المشتركة وقوات التحالف الدولي، من قتل الإرهابي عبد الله مكي مصلح الرفيعي المكنى (أبو خديجة) الذي يشغل منصب ما يسمّى (نائب الخليفة وهو الذي يشغل منصب ما يسمى والي العراق وسوريا، ومسؤول اللجنة المفوّضة ومسؤول مكاتب العمليات الخارجية) ويُعد أحد أخطر الإرهابيين في العراق والعالم".
وتابع: "نبارك للعراق والعراقيين وجميع الشعوب المُحبة للسلام هذا الإنجاز الأمني المهم".
*متى أصبح الإرهابي "أبو خديجة" أصبح واليًا للعراق؟
وكان قد كشف جهاز المخابرات، أن الإرهابي "أبو خديجة" تولى مناصب قيادية في داعش بعد هروبه من سجن صلاح الدين عام 2012.
وقال مدير العمليات في جهاز المخابرات في تصريح فيديوي: إن "الإرهابي ما يسمى أبو خديجة هرب من سجن تسفيرات صلاح الدين عام 2012، لينتقل بعدها إلى سلسلة جبال حمرين حيث تلقى تدريبات دينية وعسكرية".
وأوضح، إن "أبو خديجة بدأ نشاطه كمسؤول مفرزة في محافظة ديالى، ثم تولى منصب والي ديالى وكركوك، قبل أن يصبح والي العراق بعد مقتل الإرهابي أبو ياسر العيساوي في عملية نوعية نفذها جهاز المخابرات عام 2021"
وأضاف، إن "الإرهابي أصبح لاحقًا والي العراق وسوريا ومسؤول العمليات الخارجية، بالإضافة إلى منصب نائب والي الخلافة".
*اعتقال المرتبطين بخليته
أعلنت قيادة العمليات المشتركة، في 14 آذار الماضي، اعتقال إرهابيين مرتبطين بخلية الإرهابي عبد الله مكي مصلح الرفيعي المعروف بـ"أبو خديجة" والذي كان يشغل مناصب قيادية بارزة في تنظيم داعش.
وأكدت القيادة خلال مؤتمر صحافي، "نجاح جهاز المخابرات الوطني العراقي بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة وقوات التحالف الدولي في قتل الإرهابي عبد الله مكي مصلح الرفيعي المعروف بـ (أبو خديجة)"
وأضافت، إن "العملية الأمنية لم تقتصر على قتل الرفيعي بل شملت اعتقال العديد من العناصر الإرهابية المرتبطة بخلية الرفيعي مما يشكل ضربة قوية لتنظيم داعش ويؤكد استمرار الجهود الأمنية في تفكيك خلاياه النائمة وحماية الأمن الوطني".
وبحسب التقارير، فإن القوات العراقية ألقت القبض أيضا على زوجته بعد مقتله في مدينة الرطبة غرب البلاد، تكنى بـ "أم حسين الشيشانية".
وتم تحديد هوية مكي عن طريق مطابقة الحمض النووي الذي جُمِع في غارة سابقة نجا منها بأعجوبة، وتشير المعلومات الى أن القيادي الداعشي الخطير كان مسجوناً سابقا في سجن صلاح الدين، إلا أنه تمكن من الفرار عام 2012.