سرايا السلام تشعل معركة في الفضيلية.. مواجهة مسلحة تصيب نقيب في الشرطة الاتحادية و4 مواطنين.. هل هي مقدمة لعودة التيار الصدري للعمل السياسي؟
انفوبلس..
أفاد مصدر أمني باعتقال شخص يدعى "حسن الطليباوي" اعتدى على دورية شرطة أعقبه انتشار لسرايا السلام في منطقة الفضيلية شرقي العاصمة بغداد، ما أدى إلى اشتباكهم بالسلاح مع القوات الأمنية وإصابة ضابط في الشرطة الاتحادية وكذلك إصابة عدة مواطنين.
وأخبر المصدر، بأن قوة أمنية اعتقلت، في ساعة متقدمة من ليل أمس، شخصاً يدعى حسن الطليباوي، قام بالاعتداء على دورية للشرطة الاتحادية ضمن منطقة الفضيلية، شرقي بغداد، مشيراً إلى إيداعه داخل نظارة مركز الشرطة بالمنطقة.
وأكد المصدر، أن الشخص المعتقل تابع لسرايا السلام (الجناح المسلح للتيار الصدري).
ولفت المصدر، إلى تجمع لأفراد سرايا السلام قرب مكتب الشهيد الصدر ضمن منطقة الفضيلية، يتراوح أعدادهم بين 400 و500 شخص يحملون السلاح الخفيف.
وفي الساعة الواحدة من فجر اليوم السبت، سمع أهالي الفضيلية إطلاق نار كثيف بالمنطقة وشاهدوا انتشار للشرطة الاتحادية والمحلية على الشارع الرئيسي.
بعدها بنحو ساعتين، تم تداول أنباء حول إصابة ضابط برتبة نقيب بالشرطة الاتحادية، وإصابة 4 مواطنين جراء اندلاع اشتباكات مسلحة في منطقة الفضيلية بالعاصمة بغداد.
وعلى الرغم من مرور ليلة ساخنة في المنطقة وشاهدة أهلها باندلاع الاشتباك المسلح، أصدرت شرطة بغداد صباح اليوم، بيانا غريبا نفت فيه ما يتم تداوله حول إصابة ضابط برتبة نقيب في الشرطة الاتحادية و4 مواطنين جراء اندلاع اشتباكات مسلحة في منطقة الفضيلية، معتبرة أن ما حدث هو مشاجرة بسيطة.
يأتي ذلك في وقت ينوي فيه التيار الصدري العودة إلى العمل السياسي بعد قرار زعيمه الاعتزال وسحب نوابه من البرلمان بسبب عدم قدرته على تشكيل الحكومة بمفرده.
الاشتباك المسلح، عبّر مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه مقدمة لعودة التيار إلى الواجهة، معتبرين أنه لا يعرف غير لغة القوة والسلاح والتهديد.
وفي مطلع نيسان الجاري، عادت الكتلة المستقيلة من البرلمان العراقي التابعة للتيار الصدري، وعددها 73 عضواً، إلى الاجتماعات وممارسة نشاطاتها في التواصل مع جماهيرها الشعبية بعد نحو عام ونصف من الاستقالة الجماعية بسبب عدم قدرتها على تشكيل حكومة "الأغلبية النيابية".
وعقدت الكتلة الصدرية، اجتماعها الأول بهدف "التواصل مع القواعد الشعبية"، وفقاً لبيان صدر عقب الاجتماع، مبينة أن "الكتلة الصدرية المستقيلة حضرت اجتماعا موسعا مع عدد من مفاصل التيار الصدري، وأن الاجتماع خُصص لتشكيل اللجان المكلفة بالتواصل مع القواعد الشعبية".
ووجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بتشكيل 5 لجان مركزية، بينها لجنة الكتلة الصدرية المستقيلة برئاسة حسن العذاري. وذكر المكتب الخاص للصدر في بيان أنه "بناءً على ما جاء في توجيهات مقتدى الصدر، تقرر تشكيل لجان مركزية مكونة من عدة مفاصل".
وأوكل الصدر مهند الموسوي بالإشراف على لجنة "الجمعة والجماعة" ورئاستها، ويكون الديوان العشائري برئاسة عبد الرضا الخزاعي، وتكون اللجنة الثالثة "البنيان المرصوص" برئاسة محمد العبودي، فيما يتولى لجنة الكتلة الصدرية المستقيلة حسن العذاري، في حين تكون اللجنة الخامسة لمستشاري الصدر في الحنانة برئاسة كاظم العيساوي، وفق البيان.
يذكر أنه في مطلع العام الجاري، أفاد مصدر أمني بمحافظة واسط، بحدوث اشتباك وتبادل إطلاق نار بين قوة أمنية ومجموعة من "سرايا السلام" وسط المحافظة.
وأبلغ المصدر، بأن "قوة أمنية كانت مكلفة بواجب أمني في احدى السيطرات الداخلية قرب ساحة تموز وسط مدينة الكوت مركز المحافظة، دخلت باشتباك مع أفراد من سرايا السلام، اثناء محاولتها تفتيش عجلتهم التي كانوا يستقلونها، ما أدى لإصابة شرطي بكدمات"، لافتا إلى أن "الموقف تطور لإطلاق النار في الهواء بين الطرفين في السيطرة".
وبعد ذلك، بين المصدر، أن "العشرات من أفراد السرايا تجمعوا في مركزهم وسط الكوت إثر معلومات عن توجه قوة أمنية لاعتقال عدد من أفرادهم، فما كان بهم إلا أن يطلقوا النار في الهواء، الأمر الذي أجبر القوة الامنية على الانسحاب فورا وعدم التوجه لمقر سرايا السلام، تحسباً من تطور الموقف بين الطرفين"، مشيرا إلى أن "توجيهات عاجلة وصلت لعناصر سرايا السلام بالعودة إلى منازلهم وعدم التجمع داخل المقر".
وفي أواخر أيام العام الماضي، قامت مجاميع منحرفة، مساء أمس الاثنين، بافتعال أزمة تطورت لاستخدام الأسلحة في منطقة حي العامل بالعاصمة بغداد، بعد إقدامهم على استفزاز مشاعر الشعب العراقي عبر إزالة صور قادة النصر ورفع لافتات حزبية، بالتزامن مع اقتراب الذكرى الرابعة لجريمة المطار، التي ارتقى على إثرها الشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد الجنرال قاسم سليماني ورفاقهما، بعدوان أمريكي غادر فجر الثالث من كانون الثاني من عام 2020.
مصدر أمني أفاد باندلاع توتر أمني في حي العامل بعد انتشار مسلحين تابعين لـ"سرايا السلام"، الجناح المسلح للتيار الصدري، في المنطقة وقيامهم بإزالة وإحراق صور قادة النصر ورفع راياتهم مكانها، ما دفع العديد من سكان المنطقة إلى الاحتكاك بهم في محاولة لإيقاف ما يقومون به لكن دون جدوى.
بعض السكان كانوا من المنتمين لعصائب أهل الحق، الأمر الذي دفع عناصر سرايا السلام لإشهار الأسلحة والتهديد بإطلاق النار، ما فاقم الوضع وتطور إلى مشاجرة مسلحة تخللها إطلاق نار بين الطرفين.
الجيش العراقي والشرطة الاتحادية استنفروا قواتهم وأغلقوا مداخل المنطقة في محاولة للسيطرة على الوضع، وهو ما حدث فعلاً حيث انتهت المواجهة المسلحة وكان حصيلتها جريحين اثنين من سرايا السلام.
كما أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي إصابة أحد عناصر الشرطة برصاصة في قدمه أثناء إطلاق سرايا السلام النار قبل فرض القوات الأمنية طوقاً أمنياً وإنهاء المواجهة.
الغريب في الأمر أن قيادة عمليات بغداد نفت وجود اشتباك مسلح داخل حي العامل، وقالت إن القوات الأمنية تفرض سيطرتها بشكل تام على المنطقة.
المقاطع والصور المتداولة أظهرت عناصر سرايا السلام وهم يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة كقاذفات الـRBG وأسلحة الـPKC فضلاً عن رشاشات الكلاشينكوف وغيرها.
وفي تشرين الثاني من 2023، اندلعت اشتباكات مسلحة، بين عناصر مسلحة من التيار الصدري وعناصر من عصائب أهل الحق في محافظة البصرة.
وكشف مصدر أمني، تفاصيل التوتر الأمني في البصرة، مشيراً الى اندلاع نزاع مسلح بين عصائب اهل الحق والتيار الصدري في منطقة تعد "معقل" التيار، الأمر الذي دفع عناصر تابعة لسرايا السلام بمهاجمته ومرافقيه بالسلاح لطرده من المنقطة.
وقال المصدر إن "نائباً عن العصائب زار مجلس عزاء في منطقة حي الجهاد وسط البصرة، احدى معاقل التيار الصدري في المحافظة"، مبينا ان "زيارة هذا النائب تحولت لنزاع مسلح بين الطرفين (العصائب وعناصر من التيار الصدري) وادى هذا الامر إلى مقتل شخص داخل مجلس العزاء".
وأضاف "تحول النزاع لاحقا لمعركة عنيفة امتدت إلى الطب العدلي، حيث قتل شخص ثاني هناك، واصيب 3 عناصر شرطة دخلوا باشتباك مسلح مع الطرفين، لمحاولة فرض السيطرة".
ولفت المصدر الى ان "قاضي التحقيق المختص أمر بإيداع 4 ضباط أمن كبار في التوقيف لفشلهم في إيقاف النزاع المسلح في المحافظة".
وأشار إلى، أن "هناك استنفاراً امنياً كبيراً في البصرة لكافة العناصر الامنية في المحافظة، تحسبا لتطور الموقف الأمني بين أطراف النزاع".