شغف العسكرية يجرّد الكليات المدنية في العراق.. الأكاديمية "تغص" والحشد ينضم لسرب المتخرجين
انفوبلس/ تقارير
حظيت الدراسات العسكرية في العراق باهتمام بالغ لدى الشباب، وبرهن ذلك، الأعداد الهائلة المتقدمة لدورة الأكاديمية العسكرية الـ87 والتي وصلت لـ60 ألفا، وسبقها زيارة أكثر من 15 مليون مواطن لموقع وزارة الداخلية عندما أطلقت رابط التقديم بصفة عقد على الوزارة، وليس هنا فحسب، بل شهدت دورة الأكاديمية السابقة تخرج أعداد كبيرة من الطلبة بينهم منتسبون في الحشد الشعبي وصل عددهم إلى الخمسمئة. فما هي أسباب الإقبال الكبير على هذه الدراسات؟ وكيف علل المراقبون أسبابه؟.
*60 ألف متقدم لدورة الأكاديمية العسكرية الـ87!
وبهذا الشأن، قال رئيس الأكاديمية العسكرية الفريق الركن قوات خاصة ناصر الغنام، "إننا بحاجة لما يقرب من الـ1000 طالب، والمتقدمون 60 ألفاً على الدورة التأهيلية 87، أي إن 59 ألفاً لا يمكن قبولهم"، منوها بأن "هذه إمكانية الكلية لاستيعاب هذا العدد".
*معايير المفاضلة
وأشار الغنام إلى أن "خريجي الدورتين 111 و 112 كانوا خليطاً من المسيحيين والإيزيديين والتركمان والشبك والعرب من السنة والشيعة وكلهم أبناء العراق، حيث كانوا يتدربون ويجتهدون ويتخرجون في وقت واحد"، لافتاً إلى أن "الاختيار الافضل يُبنى على عدة معايير: الأول هو درجة المتقدم في السادس الإعدادي أو الجامعة واختصاصه، حيث نستقبل اليوم طلاب كليات والجيش يحتاج مجموعة اختصاصات كهندسة طائرات على سبيل المثال والمتقدم ذو اختصاص هندسة الطائرات مثلاً ستكون لديه الأفضلية والأسبقية أكثر، وهكذا".
وأكد، أن "المعيار الآخر هو اختبارات اللياقة البدنية حيث يكون المتقدم متميزاً في اللياقة البدنية أفضل من المترهل بالوزن وأفضل ممن لا يمتلك لياقة بدنية، فضلاً عن الفحوصات الطبية، إضافة إلى وجود أفضلية لذوي الشهداء"، لافتاً الى أنه "لا يمكن إغفال أو تجاهل أبناء الشهداء الذين قدموا دماءهم من أجل العراق في هذه المرحلة".
وتابع، أن "هناك امتيازات خاصة أخرى للحاصل على شهادة جامعية أو ممن يتكلم اللغات أو مشترك بنادٍ مدني للقفز المظلي الحر او بطل من أبطال العراق في الفنون القتالية، إذ إن كل تلك الامور تعتبر مميزات إضافية للطالب"، موضحا، "إننا مقبلون على افتتاح الدورة وتقديم كل الأعداد المطلوبة عليها".
*الخبرة الميدانية
وحول المستوى الذي وصلت إليه الأكاديمية، قال الغنام: "قمنا بزيارة عدد من الكليات العسكرية الأجنبية المتقدمة علينا من ناحية البنى التحتية حيث لديهم تحديث وتطوير مستمر، أما فيما يخص كفاءة المعلمين فنحن نتميز عليهم، إذ إننا نمتلك من الخبرة الميدانية الكثير خاصة وأن الجيش العراقي قارع الإرهاب ميدانياً ولسنوات طويلة والتجربة انعكست على مناهج التدريب"، موضحاً أن "قابلية التدريب البدني لطلابنا ولمنتسبينا مميزة تختلف عن الكليات الإقليمية لما يتميز به الطالب العراقي من قوة جسمانية وبدنية عالية جداً، ومدربونا جيدون جداً".
وتابع، أن "الكلية العسكرية خرّجت عدداً كبيراً من الضباط الذين أصبحوا قادة في بلدانهم منها السودان واليمن ومصر والأردن ودول كثيرة".
*500 منتسب بالحشد الشعبي يتخرجون من الدورة 86
وفي وقت سابق، أقامت الكلية العسكرية الرابعة حفل تخرج طلاب الدورة 86 التأهيلية المشتركة بين منتسبي الحشد الشعبي ومنتسبي وزارة الدفاع وخريجي الكليات المدنية.
واستمرت الدورة ستة أشهر تلقى فيها المتخرجون مختلف الدروس العسكرية والتدريب التعبوي والرماية واللياقة البدنية لخلق ضباط لدعم مختلف صنوف القوات الأمنية.
وشارك في الدورة 977 طالبا بينهم ما يقارب 500 طالب من منتسبي هيئة الحشد الشعبي من مختلف الألوية و المديريات في الهيئة .
وحضر الحفل وزير الدفاع ثابت العباسي و الفريق الأول الركن عبد الأمير يار الله رئيس أركان الجيش ووفد رفيع المستوى من هيئة الحشد الشعبي.
*سبب الإقبال على الدراسات العسكرية
مراقبون أكدوا، أن الإقبال الكبير على الدراسات العسكرية له عدة أسباب أبرزها عدم شعور المواطنين بالأمان بسبب تقلبات الاقتصاد العراقي خلال العقود الأخيرة، الأمر الذي دفعهم للاعتقاد بأن راتب الوظيفة الحكومية هو الدخل المضمون الوحيد الذي يمكن الحصول عليه فيه العراق.
في الوقت ذاته، أشار مراقبون لدور الفساد بهذا الشأن، حيث عاصر العراقي حكومة البعث التي أدخلته في حصار خانق من جهة، وسيطر قادتها على جميع أموالها من جهة أخرى ولم تترك للشعب سوى الفتات.
وحتى بعد تحسّن الأوضاع نسبياً بعد سقوط النظام السابق، إلا أن الفساد بقي متواجداً وتعاظم أكثر في بعض الأحيان، ما أكد ببال المواطن العراقي فكرة أن كل المجالات في العراق مصادرة من قبل ثُلة بسيطة مسيطرة على مفاصل الدولة، ولم يتبقَّ للمواطنين سوى الوظيفة.
*أعداد فائضة في الأكاديمية
وذكر عدنان الكناني، أن "الدورة 112 في الأكاديمية العسكرية، تم قبول 2250 طالبا فيها، وهو عدد يفوق قدرة الأكاديمية العسكرية لضم هذا ا لعدد".
وكان قائد القوات البرية الفريق الركن قاسم المحمدي، أعلن استقبال الكلية العسكرية لأكثر من 2250 ضابطًا وطالبًا يتخرجون برتبة ملازم، في سابقة لم تحصل منذ 19 عامًا.
وأشار المحمدي، الى أن "الجيش بحاجة إلى ضباط من خريجي الكلية العسكرية وأعداد أكبر من كلية الأركان"، مشيرا إلى "إصرار الوزارة على أن يكون آمري الألوية والوحدات من خريجي كلية الأركان والضباط، ويفضل أن تكون لديهم شهادة ماجستير في العلوم العسكرية".