ضباط القوات المسلحة والنوادي الليلية قصة معقدة.. الخلية تعلن إجراءاتها لحصر الظاهرة
تعرف على أبرز الانتقادات والمعالجات
ضباط القوات المسلحة والنوادي الليلية قصة معقدة.. الخلية تعلن إجراءاتها لحصر الظاهرة
انفوبلس/..
تعجُّ مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات مسرَّبة من داخل نوادٍ ليلية سواء في بغداد العاصمة، أم في إقليم كردستان العراق وخصوصاً تلك الموجودة في أربيل، تظهر تقديم تحايا لضباط من مختلف الصنوف الأمنية، سواءً لبعضهم البعض أو حتى لقادة في بعض الأحيان، الأمر الذي تطرقت له خلية الإعلام الأمني مؤخراً، وأكدت أنهم "تحت أنظار المخابرات وتمت إحالة العديد منهم إلى المحكمة العسكرية".
*سهرات الضباط
يوم أمس الاثنين، أعلنت خلية الإعلام الأمني، عن نشرها مفارز مدنية في النوادي الليلية لمراقبة الضباط والعاملين بالسلك الأمني والعسكري.
وقال رئيس الخلية اللواء تحسين الخفاجي، في حوار متلفز، إنه "وفق القانون يُمنع على الضابط ارتياد النوادي الليلية، وتمت محاسبة العديد منهم بعد إحالتهم إلى المحكمة العسكرية".
وأضاف، إنه "توجد مفارز مدنية من جهاز المخابرات والأمن الوطني والاستخبارات مهمتها متابعة الضباط في هذه الأماكن".
وتابع الخفاجي، إن "ثرثرة الضباط في الأماكن العامة قد تتسبب بمشاكل كبيرة وقد تُستغل من قبل الآخرين". مردفاً: "المشكلة الأخرى هي تسريب أسرار الأسلحة والمؤسسة العسكرية في اللقاءات الشخصية، من قبل الضباط".
وبين، إن "أي ضابط يُحال لمجلس تحقيقي تتوقف ترقيته على أقل تقدير عاماً كاملاً". كما حذر الخفاجي أيضاً الضباط الذين يشاركون يومياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن "هؤلاء وإن شاركوا يومياتهم بالزيّ المدني لكن المتابعين يعلمون بأنهم ضباط فسوف تتم محاسبتهم".
وأتم رئيس خلية الإعلام الأمني، إنه "يُمنع على أي ضابط أو منتسب وحتى الموظف في الوزارات الأمنية من مشاركة يومياته عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
*أفعال مؤشرة.. إبرام اتفاقات وقبض عمولات
إلى ذلك، يفيد مصدر أمني مطلع، أن "الكثير من الضباط يرتادون النوادي الليلية، وبعضها محمي من قبل هؤلاء الضباط، وكل هذه الأفعال مؤشرة منذ فترة طويلة لدى وزارة الداخلية، وتفاصيل روادها كافة من الضباط معروفة".
ويتابع المصدر، أن "الضباط الذين يرتادون هذه النوادي، هم من رتبة ملازم أول إلى رتبة عميد، وهي إما في أربيل عندما يذهبون في أوقات الإجازة أو في بغداد بمناطق الكرادة وشارع السعدون"، مبينا أن "وجود الضباط في هذه النوادي، في الأغلب لا يكون لأجل المتعة أو السهر فقط، بل لإبرام اتفاقات وأعمال مع تجار وشخصيات أخرى، وقبض عمولات وتسهيل مهام لبعض الشخصيات".
ويؤكد أن "هذه الأماكن تعتبر موقعا مفضلا للضباط لمزاولة أعمالهم الأخرى، لما توفره من أمان لهم، فضلا عن عدم معرفتهم من قبل الزبائن الآخرين، ولكونها تمنحهم مساحة للتحدث بحرية، نظرا لعدم سماع الأصوات بين الجالسين بسبب صوت الموسيقى المرتفع جداً".
*الوزير يحذر
في 2 تشرين الثاني 2022، وجه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، تحذيرا الى الضباط الذين يرتادون النوادي الليلية. وقال الشمري خلال اجتماعه مع مديرية أمن الأفراد، إن "العقوبة ستكون شديدة بحق الضباط الذين يتوجهون للنوادي الليلية".
ولفت إلى أن "ضابط الأمن يجب أن يكون قدوة"، مشدداً بالقول: "عقوبتي بحق ضابط الأمن سوف تكون أكثر من بقية الأفراد".
*رؤية قانونية
يقول الخبير القانوني علي التميمي، إن "الضباط لا يملكون حرية شخصية في ارتياد بعض الأماكن، خصوصا النوادي الليلية، فالضابط يمثل مرسوما جمهوريا، وهذا المرسوم رتبة عليا وتمثيلها يحتاج إلى الانضباط والالتزام أثناء الواجب أو حتى خارجه".
ويوضح التميمي، "لا يجوز للضابط ارتياد النوادي الليلية، بل حتى المقاهي، ولا يجوز له الوقوف في الطوابير بالأماكن العامة أو التنقل من خلال وسائل النقل العامة، وهذا الأمر ضمن قانون الأمن الداخلي، لذا كان توجيه وزير الداخلية في محله وهو قانوني وصحيح ولا غبار عليه".
ويضيف، أن "أي ضابط يخالف توجيهات وزير الداخلية بشأن التواجد في هذه الأماكن، مهما كانت رتبته، يعرض نفسه إلى المحاسبة، بل سيُشكل بحقه مجلس تحقيقي إذا ثبت تواجده في النوادي الليلية أو غيرها من الأماكن التي يمنع تواجد الضابط فيها، حتى وإن حصل ذلك خلال إجازته".
*خطورة كبيرة
من جانبه، يفيد العميد المتقاعد والخبير في الشأن الأمني عدنان الكناني، بأن "هناك خطورة كبيرة جدا بتواجد الضباط في النوادي الليلية، فهذا الأمر سيتسبب بإنفاقه أموالا كبيرة، قد تدفعه إلى المساومة على أي شيء مقابل حصوله على الأموال أو تلك الملذات، أو توقعه ضحية للابتزاز من خلال صور وفيديوهات معينة".
ويبين الكناني إلى أن "راتب الضابط لا يكفي لأن يكون من مرتادي هذه الأماكن، وهذا الأمر قد يدفع بعض الضباط إلى التورط في أعمال فساد ورشاوى وغيرها من أجل الحصول على الأموال حتى يذهبوا إلى النوادي الليلية، ولذا فإن قرار تشديد العقوبات بحقهم قرار حكيم ويمنع الكثير من المخاطر الأمنية".
*أمريكا جعلت الضابط العراقي "فوضوياً"
ويبين "وفق قانون قوى الأمن الداخلي، لا يحق لأي ضابط حتى في إجازته التردد على المقاهي أو التحدث بصوت عال في الأماكن العامة والتنقل من خلال وسائل النقل العامة، وغيرها من الإجراءات، لكن بعد الاحتلال عملت القوات الأمريكية على جعل الضابط فوضويا، بحيث يترك هذه الفقرات، ولذا فإن توجيه وزير الداخلية حكيم ويحفظ هيبة الضابط العراقي".
وأعلنت وزارة الداخلية، مطلع العام 2022، عن فتح تحقيق مع ضابط ظهر وهو "ينثر الأموال" في نادٍ ليلي ببغداد، وهو أحد ضباط مديرية شرطة محافظة بغداد/ أفواج الطوارئ، وكان، بحسب الفيديو الذي انتشر في وسائل التواصل، يقدم التحايا إلى مجموعة من الضباط الآخرين، وفي حينها أكدت الوزارة أن هذا التصرف ينافي التعليمات والضوابط العسكرية.