ضحيتها زهاء الـ 800 من الإيزيديين.. 16عاما على تفجيرات مجمع القحطانية المروعة.. تعرف على فصول أكبر مأساة في العراق
انفوبلس/..
تفجير مجمع القحطانية، الهجوم الإرهابي الأكثر دموية في العراق، ويصنف ضمن أكبر الهجمات الإرهابية في العالم، كانت ضحيتها المواطنين العراقيين من الطائفية الإيزيدية، وقعت سلسلة التفجيرات في ١٤ آب ٢٠٠٧م، من خلال أربعة انتحاريين في المجمع الذي يقطنه أبناء الطائفة الايزيدية، ويُقدر عدد ضحايا التفجيرات بحوالي 750 شخصًا وجرح ١٥٦٢ آخرين، فهو الأكثر دموية في العراق منذ دخول الاحتلال، وتمت التفجيرات من خلال صهريج وقود وثلاث شاحنات محملة بحوالي طنين من المتفجرات التي أدت لانهيار عدد من المنازل.
وبدأ الإرهاب في المناطق الشمالية، بأعمال قتل وتهجير وتهديد ضد الايزيديين في العام 2006، اي قبل تفجيرات القحطانية، في القرى التي يسكنونها في محيط قضاء البعاج من الجهة الشمالية للقضاء، تبعتها تهديدات وُجِّهت الى الايزيديين في قرى كُرعان وتلساقي والى الفلاحين والمزارعين الايزيديين في المزارع القريبة من البعاج أولئك الفقراء الذين كانوا يكدّون من أجل تأمين لقمة عيشهم بالحلال، تلك التهديدات طالتهم من قبل التنظيمات الارهابية التي كانت تنشط في مناطق البعاج مثل "كتائب ثورة العشرين" و"جيش الراشدين" و"تنظيم القاعدة" وغيرها، وعلى إثر ذلك نزحت عشرات العائلات الايزيدية وتركت أراضيها الزراعية وأملاكها وبساتينها ونزحت الى القرى الايزيدية جنوب سنجار، بعدما نزح الايزيديون من مناطقهم القريبة من البعاج (أكبر بؤر الارهاب في العراق) بدأ الارهاب بالعمل على ضرب الايزيديين في عقر دارهم، فكانت أولى وأبشع هذه الجرائم هي تفجيرات القحطانية .
سلسلة التفجيرات
ناحية القحطانية، وحدة إدارية جميع سكانها من الايزيديين تقع على بُعد حوالي 20 كم الى الجنوب من سنجار، وشمال البعاج على بُعد حوالي بحوالي 18 كلم، وفي عصر يوم 14 آب 2007 أُرسلت 4 شاحنات مفخخة الى ثلاث قرى يسكنها الأيزيديون في جنوب سنجار، تم تفجيرها بنفس اليوم والتوقيت، حيث أرسل تنظيم القاعدة الذي تبنى العملية الإرهابية، شاحنة مفخخة واحدة الى هذه المنطقة، وهو كان التفجير الأعنف من بينها، حيث إنه كانت الشاحنة ممتلئة بالمواد المتفجرة وتم اختيار المكان الأهم في مركز الناحية ألا وهو الشارع الرئيسي الذي يتوسط أحياء المدينة الشمالية والجنوبية وتقع على جانبي الشارع الأسواق والمحلات التجارية بالإضافة الى مرآب السيارات وفيه ما يشبه محطة للمسافرين والعيادات الطبية والصيدليات وكل احتياجات المواطنين اليومية، والتوقيت كان في ساعات العصر وهي تمثل ذروة الازدحامات في القحطانية.
بالإضافة الى أن اختيار المكان والزمان بدقة كان أهم أسباب زيادة عدد الضحايا، إلا أن الأبنية الطينية التي كانت تتألف منها أغلب منازل القحطانية كونها من المناطق الفقيرة، كانت تلك الأبنية وبالاً على ساكنيها فكان عدد كبير من ضحايا التفجير ذهبوا نتيجة انهيار منازلهم عليهم وذلك من شدة وقوة التفجير، لذلك أغلب الأطفال وكبار السن ماتوا تحت الأنقاض، وكان ممكن إنقاذ بعضهم لو كانت جهود الإنقاذ متوفرة في الساعات الأولى.
مجمع الجزيرة وتل عزير
أما في مجمع الجزيرة الذي يعتبر وحدة إدارية تتبع الى ناحية القحطانية، وتقع على الغرب منها على بعد حوالي 11 كم، أرسل الإرهابيون الى المجمع شاحنتين مفخختين الا أنه كانت أعداد الضحايا أقل ويبدو أنهم لم يصلوا الى الهدف.
الشاحنة المفخخة الأخرى، استهدفت مجمع تل عزير القديم، يقع أيضا الى الغرب من ناحية القحطانية لكنه على بعد حوالي 1 كم أي يقع بين القحطانية والجزيرة، تضرر هذا المجمع المبني من بيوت طينية أيضا حيث انفجرت فيه الشاحنة المفخخة وتم تدميره بشكل كامل، كانت جميع منازله تقع على جانب الطريق الرابط بين القحطانية والجزيرة، بعد التفجير تم تحويل المجمع بشكل كامل الى الجانب الآخر من الطريق.
ضحايا بأرقام كبيرة
قدّر الهلال الأحمر العراقي أن سيارات الشاحنات المحملة بمواد تفجيرية وقنابل، قتلت 796 وجرحت 1562 آخرين، مما يجعل هذا الهجوم الأكثر دموية في العراق بعد دخول القوات الأمريكية
خلّفت التفجيرات الثلاثة (بالشاحنات الأربع) أكثر من 750 شهيدا وحوالي 2000 جريح، في تلك الاحداث الدامية التي سُميت بتفجيرات القحطانية وتُعرف شعبيا بين الإيزيديين بالإبادة الجماعية رقم 73، وقدّر الهلال الأحمر العراقي أن سيارات الشاحنات المحملة بمواد تفجيرية وقنابل، قتلت 796 وجرحت 1562 آخرين، مما يجعل هذا الهجوم الأكثر دموية في العراق بعد دخول القوات الأمريكية. وثاني أكبر الهجمات من حيث عدد القتلى في العالم بعد هجمات 11 سبتمبر.
وقد امتلأت مستشفيات ناحية البعاج القريبة بالجرحى والمصابين وأطلق رئيس بلدتيها نداءً يطلب فيه تزويدهم بالماء والغذاء والأدوية بسبب قدوم آلاف المصابين من القرية المدمرة.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة السابق، بان كي مون أن "ما من شيء يمكن أن يبرر هذا العنف الأعمى ضد المدنيين الأبرياء"، داعيا العراقيين في بيان إلى العمل سويا لحماية حياة المدنيين.