ضربة "غامضة" ومؤلمة تطال مقرا للاستخبارات الأميركية - البريطانية في الحسكة.. هل تقف المقاومة الإسلامية في العراق وراءها؟
انفوبلس/ تقارير
في تطور ملحوظ لمجريات الأحداث التي يشهدها الشمال السوري والمنطقة بأكملها، دوّى انفجار في تمام الساعة السابعة صباحاً من اليوم في مدينة الحسكة السورية ناتج عن استهداف طائرة مسيرة مفخخة مقراً للاستخبارات الأمريكية والبريطانية بالقرب من سجن الصناعة في حي غويران جنوب الحسكة الذي تسيطر عليها قسد . الضربة كانت مؤلمة وغامضة حيث لم تركز عليها وسائل الإعلام بعد محاولات "قسد" التكتم عليها والادعاء بأنها طالت السجن المذكور بغية استثمار "ورقة داعش" للضغط على تركيا. انفوبلس سلّطت الضوء على ما حدث وستتناول تفاصيل تلك الضربة ولماذا جرى التكتم عليها وأيضا ما مدى إمكانية وقوف المقاومة الإسلامية في العراق وراءها.
*ضربة مؤلمة
بحسب شهود عيان من الحسكة، فإن الطائرة المفخخة ضربت مقراً بالقرب من مقر الاستخبارات الأمريكية والبريطانية المتواجد في مديرية النفوس سابقاً، والتي استولت عليها "قسد" منذ سنوات حيث ألحق الاستهداف أضراراً مادية كبيرة بالمكان.
بعد ذلك، سارعت "قسد" إلى تبنّي رواية مفادها أن صاروخاً مجهول المصدر استهدف سجن الصناعة الذي يحوي آلاف السجناء من تنظيم داعش وتحديداً قسم ما يسمى "أشبال الخلافة" حيث حاول السجناء الهروب من السجن إلا أن حراسه أحبطوا عملية الهروب وسيطروا على الوضع مجدداً بعد إرسال تعزيزات أمنية إلى المنطقة .
*لم تستهدف السجن
وأكدت مصادر ميدانية أن الانفجار لم يستهدف كتلة السجن وإنما استهدف مقر الاستخبارات القريب منه وأن “قسد” تحاول من خلال إعلانها استهداف السجن التلويح بورقة “داعـــش” واستثمارها عبر ربط الاستهداف التركي بمحاولات تهريب عناصر “داعش” المحتجزين وتذكير العالم بأن “قسد” لا تزال تقاتله وتمنع عودته.
*تفاصيل الضربة
من جانبه، قال ما يسمى بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، إنّ القصف جاء من مناطق خارج الحسكة، مضيفاً أن صاروخاً سقط بالقرب من الجدار الخارجي لسجن غويران الذي يضم سجناء من قيادات وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأضاف "المرصد"، أن الهدف كان قاعدة عسكرية تابعة للقوات الأميركية والمخابرات الغربية تبعد عن سجن غويران عشرات الأمتار، وسقط الصاروخ بأطراف السجن من جهة القاعدة.
*ماذا يوجد داخل القاعدة الأميركية؟
ووفق مصادر ميدانية، فإن القوات الأمريكية عمدت على إنزال العلم الأمريكي من هذه القاعدة منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة تحسُّباً لأي استهداف محتمل عليها، كما يتواجد بالقاعدة مقرات عسكرية تابعة للقوات العسكرية العاملة بمناطق الإدارة الذاتية.
وأشارت المصادر إلى انسحاب قوات أمريكية من تمركزها في قرية هيمو غربي مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، إلى قاعدة تل بيدر، لافتا إلى أن قوات من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية متواجدة في نقطة "هيمو" انسحبت تخوفاً من الهجمات التي تنفذها قوى المقاومة في المنطقة.
*هل تقف المقاومة الإسلامية في العراق وراء الضربة؟
وكانت قواعد أميركية قد تعرضت سابقاً لمجموعة من الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة، حيث أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق وقوفها وراء غالبية تلك الضربات التي بدأت وارتفعت وتيرتها في ظل العدوان الصهيوني على غزة.
وتقول مصادر أمنية، أن الضربة المؤلمة التي طالت المركز الاستخباراتي في سوريا تقف خلفها المقاومة الإسلامية في العراق رغم عدم تبنّيها رسميا لغاية الآن، مؤكدة أن إمكانية تنفيذ مثل تلك الضربات لا تخرج من دائرة المقاومة العراقية لاسيما وأنها تبنّت في وقت سابق هجمات مماثلة في مواقع أخرى لاسيما في إيلات التي تبعد أكثر عنها.
*لماذا قدمت "قسد" رواية مغايرة؟
وبهذا الصدد، أشارت مصادر مطلعة إلى أن “قسد” باتت شبه متأكدة بأن عملية عسكرية برية تركية أصبحت على الأبواب في ظل إدراكها التواطؤ الأمريكي وصمته على القصف التركي العنيف الذي تعرضت له مواقعها العسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية وبأن جميع ظروف المنطقة المشتعلة تصب في مصلحة تركيا في سيناريو قد يكرر ما حدث في عام 2019 عندما هاجمت القوات التركية مدينة رأس العين في أٌقصى الشمال الغربي في محافظة الحسكة وطردت قسد منها واحتلتها.
وأكدت المصادر أن سيناريو إطلاق عناصر “داعش” من سجون “قسـد” وربط عملية الهروب باستهداف تركي لا يزال سيناريو متوقع الحدوث بهدف استمالة الرأي العام العالمي تجاه “قسد”، والعمل على ممارسة الضغط على التركي لإيقاف العملية والاستهداف .
ولفتت المصادر إلى أن “قسـد” لا تملك أوراقاً رابحة في حربها مع الأتراك وهي تعوّل على الوجود الأمريكي الذي ينشر قواعده العسكرية في مناطق سيطرتها لممارسة دور أكبر بالضغط على تركيا، وهذا ما يحدث في كل مرة يتم فيها استهداف الأتراك لمواقع “قسـد” حيث يؤكد الأمريكي مراراً وعلى الملأ بأن مهمته محاربة داعش وليس الدخول في مشاكل “قسـد” الداخلية بينما يحرص على عدم التصادم مع تركيا والإبقاء سراً على علاقة المصالح الاستراتيجية التي تربطهما.