عدوان أميركي على جرف النصر يستهدف الحشد الشعبي ويتسبب بارتقاء 8 شهداء.. تعرف على تفاصيل الغارة
انفوبلس..
ضمن سلسلة جرائم الاحتلال الأمريكي ضد العراق وسيادته وشعبه، استهدفت طائراته، فجر اليوم الأربعاء، مقار تابعة للحشد الشعبي في مدينة جرف النصر شمالي محافظة بابل وذلك بعد أقل من 24 ساعة على استهدافهم رتلا تابعا للحشد الشعبي في أبو غريب غربي العاصمة بغداد.
وفي الساعة الثانية والنصف من فجر اليوم سمع أهالي شمال بابل أصوات 4 انفجارات هزّت المنطقة، وعقب ذلك إعلان بعض وسائل الإعلام عن وجود عدوان أمريكي استهدف مقار للحشد الشعبي في جرف النصر.
مصادر تحدثت عن حصيلة أولية للعدوان وهي إصابة 4 مقاتلين، وأن الطيران الحربي الأمريكي مستمر بالتحليق في سماء المنطقة بعد تنفيذ عملية الاستهداف.
بعدها بنحو ساعة، أي في الثالثة والنصف فجراً، ارتفعت حصيلة العدوان إلى 5 شهداء تابعين للواء 46/ حشد شعبي، وتبين أن القصف كان بمنطقة السعيدات في جرف النصر.
وفي الرابعة فجراً أعلنت واشنطن تبنّيها رسمياً عملية الاستهداف، وذكر الجيش الأمريكي في بيان: في صباح يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني في العراق، نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية (USCENTCOM) ضربات منفصلة ودقيقة ضد منشأتين في العراق. وكانت الضربات ردًا مباشرًا على الهجمات التي شنتها إيران والجماعات المدعومة منها ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف، بما في ذلك الهجوم الذي وقع في العراق في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، والذي تضمن استخدام صواريخ باليستية قريبة المدى.
مصادر مطلعة كشفت أن طائرة الاحتلال الأميركي التي استهدفت مقرات الحشد الشعبي في جرف النصر هي طائرة لوكهيد - من طراز سي 130 التابعة لما يسمى القيادة المركزية الأميركية.
لاحقا، كشفت مصادر مطلعة الحصيلة النهائية للعدوان الأمريكي وبيّنت أنه وصل إلى 8 شهداء، فيما أكدت أنه اختراق واضح وفاضح ومستمر للسيادة العراقية.
رئيس تحالف "نبني" هادي العامري، أصدر بياناً أدان فيه العدوان الأمريكي على مقار الحشد الشعبي، وقال: "نُدين وبأشد العبارات، الاعتداءات الأمريكية الآثمة التي طالت فجر أمس وهذا اليوم، أبناءنا في الأجهزة الأمنية البطلة، والتي أدت الى استشهاد وجرح عددٍ منهم".
وأضاف: "كما يُعتبر هذا العمل الجبان انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية، واعتداءً آثماً على كرامة العراقيين، ودليلاً مضافاً واضحاً لا يقبل الشك على كذب الادعاءات الأمريكية بحصر تواجدهم في العراق "بالمستشارين والمدربين"، بل هو دليل قطعي على أن تواجدهم هذا، هو قتالي صرف سواء في قاعدتي عين الأسد وحرير، أو في باقي القواعد الأخرى".
وتابع: "نؤكد اليوم كما أكدنا ذلك مراراً وتكراراً، ضرورة إخراج القوات الأمريكية وكل قوات التحالف الدولي من العراق فورا، إذ إن بقاءهم سيؤدي الى مزيدٍ من إراقة الدماء العراقية الطاهرة، ويسبب إرباكاً للوضع الأمني، وإعادة العراق الى المربع الأول من عدم الاستقرار، فضلاً عن أن تواجدهم لا يوجد له أي غطاء دستوري أو قانوني".
فيما كشفت النائب عن كتلة صادقون النيابية زهرة البجاري، أن "تكرار الاعتداء من قبل قوات الاحتلال الأمريكي على أبطال الحشد الشعبي يحتاج من الحكومة موقفا شجاعا لطرد المعتدين ومنع تكرار هذه الاعتداءات". مبينة، أنه "نؤكد استنكارنا لقيام قوات الاحتلال الأمريكي بقصف مقرات الحشد الشعبي في منطقة جرف النصر والذي أدى الى استشهاد 5 من أبطال العراق كحصيلة أولية من أفواج الحشد الشعبي في منطقة جرف النصر بالعدوان الأمريكي الغاشم الذي حصل ليلة أمس".
وتابعت، أن "وجود القوات الأميركية في العراق لا داعي له وتم رفضه من قبل البرلمان وسبق أن تحججت الحكومات السابقة بأن تلك القوات هم مستشارون عسكريون بينما الواقع أثبت أنهم قوات قتالية ضاربة للأبرياء والمجاهدين". مضيفة، أن "تكرار اعتدائهم بحجج واهية يحتاج موقفا واضحا وصريحا لمهام تلك القوات المحتلة والتي وقفت مع الكيان الصهيوني باعتدائه على غزة البطولة".
وبينت، أن "العراق لا يحتاج الى تلك القوات بوجود أبطاله من القوات الأمنية والحشد الشعبي الذين طردوا المعتدين وغربان داعش وضحوا من أجل الوطن والمذهب لاسيما وأن البرلمان سبق وأن صوت على إخراجها ويجب الالتزام بتلك القرارات ومحاسبة المعتدين".
المتحدث الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي ذكر في بيان: تؤكد الحكومة العراقية أنها تتعامل مع التصعيد الأخير، الذي شهدته الساحة العراقية خلال اليومين الماضيين، على أنه تصعيد خطير فيه تجاوز مرفوض على السيادة العراقية، التي نلتزم، تحت كلّ الظروف، بصيانتها وحفظها والدفاع عنها، وفقاً للواجبات الدستورية والقانونية للحكومة.
وأضاف: ندين بشدة الهجوم الذي استهدف منطقة جُرف النصر، والذي جرى دون علم الجهات الحكومية العراقية، ما يُعد انتهاكاً واضحاً للسيادة، ومحاولة للإخلال بالوضع الأمني الداخلي المستقر، فالحكومة العراقية هي المعنية حصراً بتنفيذ القانون، ومحاسبة المخالفين، وهو حق حصري لها، ولا يحق لأية جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها، وهو أمر مرفوض وفق السيادة الدستورية العراقية والقانون الدولي.
وتابع: نؤكد أنّ وجود التحالف الدولي في العراق، هو وجود داعم لعمل قواتنا المسلحة عبر مسارات التدريب والتأهيل وتقديم الاستشارة، وأنّ ماجرى يعد تجاوزاً واضحاً للمهمة التي تتواجد من أجلها عناصر التحالف الدولي لمحاربة داعش على الأراضي العراقية؛ لذلك فإنها مدعوة إلى عدم التصرّف بشكل منفرد، وأن تلتزم بسيادة العراق، التي لا تهاون إزاء خرقها بأي شكل كان.